استخدام الحناء في علاج امراض مختلفة
استخدمت الحناء منذ الأزمنة القديمة في تحنيط الجثث، حيث استخدمها القدماء المصريون للحفاظ على جثث الموتى وحمايتها من البكتيريا والتعفن لفترات طويلة. تعود أصول الحناء إلى نبات شجيري غزير التفرع، له لون أحمر يميل إلى البني، وتعتبر جنوب آسيا موطنها الأصلي على الرغم من زراعتها في أماكن متعددة. المملكة العربية السعودية ومصر والسودان والصين والهند وباكستان هي الدول الأكثر زراعة للحناء. يتم استخدام الأوراق والأزهار والأغصان والبراعم الحديثة النمو والقشور والجذور بشكل رئيسي في نبات الحناء. تحتوي أوراق الحناء والسيقان حديثة النمو على مادة صبغية ملونة تعرف باسم لوزون (Lawsone)، بالإضافة إلى الراتنجات والمواد المعروفة باسم Hennatanin. أما أزهار الحناء، فتحتوي على زيت طيار يمتاز برائحة ذكية وقوية ومكونات رئيسية من مواد الفا وبيتا أيونون. مع تقدم عمر النبات، تزداد كمية المواد الفعالة داخله مقارنة بالنباتات حديثة النمو، وقد اكتشف الباحثون عددا كبيرا من المواد الفعالة المهمة في نبات الحناء .
كانت تستعمل الحناء و مازالت في صبغ الشعر و كانت تستخدمها المرأة للزينة و توضع في اليدين و القدمين و تستخدم للرسم على الجسم فقد اثبتت الحناء قدرتها على صبغ الالوان و تثبيتها لوقت اطول كما انها كانت تفيد الشعر و تمنع تساقطه ، و قد كان الرسول صلَّ الله عليه وسلم يستخدم الحناء في علاج الجروح و الخدوش و كذلك في علاج الصداع و قد جاء حديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من دخل الحمام فأصاب هذه النورة. ولم يصب شيئاً من حناء فأصابه وضح فلا يلوم إلا نفسه” ، وقال أبو هريرة كان رسول الله صلى عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي صُدِع فيغلف رأسه بالحناء. وأخرج أحمد في مسنده عن سلمى رضي الله عنها قالت: “ما شكا أحد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعاً في رأسه إلا أمره بالحجامة ولا وجعاً في رجليه إلا قال أخضبهما بالحناء” و عن أبي رافع رضي الله عنه قال: “قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم «عليكم بسيد الخضاب الحناء، يطيب البشرة ويزيد في الجماع” .
الاستعمالات الطبية لنبات الحناء : أثبتت الدراسات العديدة التي أجريت على أجزاء متعددة من نبات الحناء أن لها القدرة على علاج بعض أنواع السرطانات، ومنها سرطان الساركوما (سرطان الجلد)، ولديها القدرة على علاج تقلصات المعدة وآلام البطن، ولها تأثير مشابه لفيتامين K حيث تساعد في وقف النزيف وتعزيز عملية تخثر الدم، وتعالج الصداع وآلام الرأس وتعالج بفعالية تضخم الطحال، بالإضافة إلى تأثيرها في خفض ضغط الدم المرتفع .
القدماء كانوا يستخدمون نبات الحناء لأغراض متعددة، وقد أثبتت الأبحاث صحة هذه الاستخدامات وفعالية الحناء في أدائها. فنبات الحناء لديه القدرة على تقوية الشعر وعلاج تقصفه ومنع تساقطه، وأيضا يعالج الأمراض الجلدية المتعددة، مثل الأمراض الفطرية والجروح والإصابات البكتيرية التي تصيب أصابع القدم وتسبب التشققات والروائح الكريهة للقدم، وخاصة تلك التي تصيب قدم الرياضي المعروفة بـ القدم الرياضية، إذ تكون هذه القدم أكثر عرضة للأمراض الجلدية الفطرية نتيجة ارتداء الجوارب واللعب لفترات طويلة في اليوم. يمكن أيضا استخدام الحناء في علاج الجرب وأمراض الأظافر والإصابات الفطرية والتشققات، بالإضافة إلى علاج القروح المزمنة. وتستخدم أيضا في علاج مرض القلاع الذي يصيب الفم، وخاصة في الأطفال، عن طريق إعداد عجينة من الحناء ودهن الفم بها. كما يمكن استخدام مغلي الحناء كمشروب للغرغرة لتطهير الحلق والتخلص من الإصابات البكتيرية .