اسباب وتداعيات ايقاف الشيخ ” عثمان الخميس “
أصدرت وزارة العدل الكويتية قرارا بإيقاف الشيخ عثمان الخميس عن ممارسة التدريس والخطابة في مساجد الدولة، وأثار هذا القرار غضبا شديدا في الأوساط الكويتية، حيث أعرب الناشطون عن استياءهم من هذا القرار التعسفي وعدم ملاءمته للشيخ عثمان الخميس، وتوجه العديد من النشطاء والشخصيات السياسية البارزة في الكويت بمطالبهم لوزارة العدل للتراجع عن قرار الإيقاف الذي وصفه البعض بأنه قرار غير عادل… فلماذا تم إصدار هذا القرار ضد الشيخ عثمان الخميس وما هي ردود الأفعال في الشارع الكويتي .
أسباب إيقاف الخميس :
بحسب ما ورد في وسائل الإعلام الكويتية ومواقع التواصل الاجتماعي ، فقد جاء قرار وزارة العدل بإيقاف عثمان الخميس بعد مطالبات عديدة من قبل بعض النواب في مجلس الأمة الكويتي والمعروف عنهم انتمائهم للمذهب الشيعي وتبعيتهم لإيران ، بالإضافة إلى تورط بعضهم مع الجماعات التي أصبحت تندرج تحت بند الإرهاب مثل حزب الله اللبناني . وقد جاء هذا الإيقاف على خلفية القضية المرفوعة ضد الشيخ عثمان الخميس بتهمة الإساءة إلى المذهب الشيعي ومخالفته لقانون الوحدة الوطنية ، وهذه القضية مازالت تحت أروقة المحاكم ولم يصدر فيها حكم نهائي حتى الآن .
ردود الأفعال :
نواب كويتيون :
يتطلب من النائب عبدالله الطريجي وعبدالرحمن الجيران أن يطلبوا من وزير العدل ووزير الأوقاف والشئون الإسلامية يعقوب الصانع أن يتراجع عن قرار إيقاف الشيخ الخميس عن التدريس. يجب أن يأخذوا في الاعتبار أن القضية المرفوعة ضده مازالت قيد المحاكمة ولم يصدر قرار نهائي بشأنها. أعرب النائب الطريجي في إحدى الصحف المحلية عن رأيه بأن الوزير يعقوب الصانع هو رجل قانون ويدرك تماما أن الحكم النهائي الصادر عن محكمة التمييز هو الذي سيحسم النزاع بين الأطراف المتخاصمة. وحتى إذا صدر حكم ضد الشيخ الخميس، فإن هناك العديد من الإجراءات الإدارية التي يجب اتخاذها، مثل التحقيق الإداري واستماع أقوال المتهم. وقبل أن تتم هذه الإجراءات، لا يجوز اتخاذ قرار بهذه الأهمية ضد الشيخ الخميس، خاصة أنه معروف بأن لديه قاعدة جماهيرية واسعة تستفيد من دروسه ومواعظه بسبب كفاءته العلمية وخبرته الطويلة في هذا المجال .
أكد على ضرورة تطبيق القانون بميزان العدل، حيث قال: `اسلوب التعاطي مع حسين المعتوق يختلف عما حصل مع الشيخ عثمان الخميس، فأين مسطرة القانون يا وزير العدل؟` .
صرح النائب عبدالرحمن الجيران أنه لا يحق للوزير الصانع إصدار مثل هذا القرار، لأنه لا يوجد سند قانوني أو مبرر مسَّاح لإيقاف الخميس عن التدريس، وطالب الوزير بالتراجع عن هذا القرار التعسفي .
محمد هايف :
أعلن المناضل السياسي” محمد هايف “عن موقفه من قرار إيقاف الشيخ الخميس، وأكد أن الهدف من هذا القرار هو إرضاء بعض النواب الذين يصفهم بأنهم نواب التطرف على حد قوله. كما أشار إلى أن هذا القرار سبق الاستئناف في القضية وتم اتخاذه ليوجه لشخصيات أخرى وليس للشيخ الخميس وحده .
مشاري العفاسي :
صرح الداعية والقارئ الشيخ مشاري العفاسي بأن الشيخ عثمان الخميس يعتبر واحدًا من أهم رجال أهل العلم، ويشهد له بأعماله المعروفة بالاعتدال. وأشار إلى أن هناك بعض الأشخاص يحاولون تشويه الحقائق وتحريف الكلمات لأغراض تخدم مصالحهم الشخصية .
مواقع التواصل الاجتماعي :
انتشرت ردود الفعل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد إعلان إيقاف الشيخ الخميس. توالت التغريدات والتعليقات الغاضبة والانتقادات لهذا القرار الذي اعتبره الكثيرون تعسفيا. تم تداول هاشتاج بعنوان “#نرفض_ايقاف_الشيخ_عثمان_الخميس” الذي تصدر قائمة الوسوم الأكثر انتشارا في الكويت ودول الخليج لساعات طويلة، وطالب المشاركون وزير العدل بالتراجع عن هذا القرار. من ناحية أخرى، قام بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي بنشر مقاطع فيديو لعدد من الشخصيات السياسية المرتبطة بنظام الملالي في طهران، يتضمن تجاوزاتهم على الصحابة الكرام وبعض العلماء والزعماء في دول الخليج، ولم يتم اتخاذ إجراءات قانونية ضدهم حتى الآن .
صرح بعض أنصار الشيخ الخميس بأن النائب الذي طالب وزارة العدل بإيقاف الشيخ عن التدريس سابقًا صرح في وسائل الإعلام الكويتية بأنه يجب السماح بتناول الخمور في البلاد وعدم حظر تجارتها وتحريمها، وعلى الرغم من ذلك، لم يتم مقاضاته على هذه التصريحات المحرمة .
من هو الشيخ عثمان الخميس ؟
هو عثمان بن محمد بن حمد بن عبدالله بن صالح بن محمد الخميس الناصري التميمي ، يعود نسبه إلى قبيلة النواصر من ذرية المسور بن عمر بن عباد ابن الحصين التميمي ، وهو فقيه ومحدث ومعلم يعمل كموجه أول في وزارة الأوقاف ورئيس لمدرسة ورثة الأنبياء ، بالإضافة إلى أنه محاضر جامعي في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الكويت ، كما أنه خطيب وإمام مسجد .
حصل على درجة البكالوريوس من • الجامعة الإسلامية الأميرية محمد بن سعود في الرياض، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الملك سعود بتقدير امتياز .
لقب الشيخ الخميس بـ ” أسد السنة ” حيث أنه يعتبر من أشد مناهضي المذهب الشيعي وكان من أهم المناظرين الذين يتبعون مذهب السنة والجماعة مقابل المذهب الشيعي ، وكانت له العديد من المناظرات القوية بين علماء شيعة لما يقدمه من علوم وأبحاث حول معتقدات الشيعة الاثنى عشرية ، ويظهر في العديد من البرامج التلفزيونية ليناقش الاختلافات بين الفرق الإسلامية .
يعد الشيخ الخميس من أبرز المشايخ، بالإضافة إلى العلامة الكبير عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ أبو عبدالله علي الجمعة، وحمود العقلا، ومحمد الراشد .