اسباب معركة ذات الصواري
كان للدولة البزينطيه في العصور الوسطى السيطرة والهيمنة على البحر المتوسط وقد فرضوا سيطرتهم على الكثير من المدن والبلدان الواقعة عليه ، حيث كان للدولة البيزنطية أسطول مهيب فقد كانوا يهتمون كثير بتجهيز الأسطول البحري ومدة بأحدث المعدات على أعلى مستوى ، وقد كان لهذا الأسطول العديد من السفن التجارية التى كانت تعمل على نقل الجند والإمدادات إلى كافة البلاد والجزر الواقعة تحت سيطرة الحكم البيزنطي ، وفي ذلك الوقت لم تكن الدولة الإسلامية أسطول ولم يكن لديها خبرة بالمعارك البحرية حيث أعتاد المسلمون على معارك البر ، ومن هنا وجد المسلمون أن قوة الأسطول البزنطي قد تؤثر على الدولةالإسلامية وتشكل خطراً على المناطق التي فتحها المسلمون ، ومن هنا جاءت ضرورة تكوين أسطول أسلامي لحماية الدولة الإسلامية من أي معتدي .
بناء الأسطول الاسلامي : كان معاوية بن أبي سفيان أول من اقترح بناء أسطول إسلامي، وذلك في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، لكن لم يتم بناء الأسطول الإسلامي إلا في عهد الخليفة عثمان بن عفان. وكانت بداية بناء هذا الأسطول باستخدام بقايا السفن والمراكب التي وجدتها المسلمون في مصر وسوريا. ومن ثم تم صناعة السفن في مصانع الصناعة. وبعد ذلك، دخل السلاح البحري في الاستراتيجية العسكرية الإسلامية، وسرعان ما تعلم المسلمون ركوب البحر وأصبح لديهم قدرة على الحروب البحرية. وعندما علمت الدولة البيزنطية بوجود أسطول بحري للمسلمين، قامت بتجهيز أسطولها لحماية نفسها من خطر المسلمين، حيث بقي المسلمون لسنوات طويلة يمتلكون البحر بدون منافس. وبعد أن زادت قوة الجيش الإسلامي، بدأ الأسطول الإسلامي في المعارك البحرية ضد الدولة البيزنطية، وأصبحت العمليات البحرية للأسطول الإسلامي تتمثل في غزو الجزر الموجودة في البحر المتوسط لتأمين مصر والشام، وبعد أن تحسنت قدرات الأسطول الإسلامي، قاموا بأول معركة بحرية ضد الدولة البيزنطية، وهي معركة ذات الصواري .
أسباب معركة ذات الصواري : خشت الدولة البيزنطية من توسعات الدولة الإسلامية في بناء الأسطول، لذلك نظمت معركة ذات الصوارى ضد المسلمين لمنعهم من الحصول على الأخشاب التي يستخدمونها في صنع السفن، ولإفشال محاولات الأسطول الإسلامي في غزو قبرص، ولتحبط تدبير المسلمين في غزو القسطنطينية، عاصمة الدولة البيزنطية .
أحداث ونتائج المعركة : قاد القائد البيزنطي قسطنطين الثاني المعركة، حيث عرف بقوته وأعداده الجيدة للمعركة، وجهز عددا كبيرا من السفن لمواجهة الجيش الإسلامي، حيث بلغ عدد هذه السفن ما بين 700 إلى 1000 سفينة. أما الأسطول الإسلامي، فلم يكن بقوة الأسطول البيزنطي، حيث كان يتكون من 200 سفينة فقط، وكان يقودهم إلى مصر عبد الله بن سعد بن أبي سرح. ونزلت نصف قوة المسلمين لمحاربة البيزنطيين عن طريق البر. وبدأت المعركة، حيث تبادل الجانبان الهجمات بالسهام والخناجر والسيوف، وبدأوا بإلقاء الحجارة على بعضهم البعض. وعندما نفذت الحجارة الموجودة مع المسلمين، ربطوا سفنهم بالسفن البيزنطية وبدأوا بالقتال باستخدام السيوف. وقد حارب المسلمون بشجاعة وبسالة شديدة، مما مكنهم من النصر على الرغم من قلة عدد سفنهم .
سبب تسمية المعركة : يقال إن المعركة سميت بهذا الاسم بسبب كثرة صواري السفن التي شاركت فيها، وفي رأي آخر، تم تسميتها باسم المنطقة التي دارت فيها المعركة والتي تشتهر بكثرة الأشجار التي تستخدم في صناعة صواري السفن .