صحة

اسباب كسل العين الوظيفي و طرق العلاج و التشخيص

يعتبر كسل العين الوظيفي من الأمراض التي تصيب الأطفال، وتعرف أيضا بالأسماء الأخرى مثل الغطس والعمش. تتميز العين وجهاز الرؤية عند الإنسان بالتعقيد الشديد والدقة المتناهية. وهي ترتبط مباشرة بالدماغ، حيث يتطور دماغ الإنسان في السنوات الأولى من حياته ويكتسب المهارات الأساسية مثل السمع والرؤية وتنظيم الحركة. إذا واجه الدماغ أي عائق في أي من تلك الوظائف الأساسية خلال السنوات الأولى من حياة الطفل، فإن الوظيفة لن تتطور وسيكون من الصعب حتى بعد إزالة العائق. لذا، العين الكسولة المصابة بالكسل الوظيفي لا تستطيع الرؤية بشكل جيد، على الرغم من عدم وجود سبب عضوي لنقص الرؤية. وقد ذكرت معظم الأبحاث والنظريات العلمية أن العين الكسولة تنجم عن مشكلة في الدماغ وليس في العين، حيث تتواجد منطقة دماغية مسئولة عن استقبال الصور .

آلية عمل العين  :تتكون كرة العين من عدة طبقات، بما في ذلك الملتحمة والقرنية والصلبة والجسم البلوري والجسم الزجاجي. ينتقل الضوء من خلال هذه الطبقات المتتالية حتى يصل إلى الشبكية، والتي تعد المستقبل الحسي المحيطي للجهاز البصري وتحتوي على خلايا مستقبلة للضوء، بما في ذلك المخاريط والعصي. يتم نقل التنبيه الضوئي من الشبكية إلى العصب البصري، الذي يحول الإشارات العصبية إلى معلومات يمكن تفسيرها في مركز الرؤية في الفص القفوي بالدماغ

اما في حالة كسل العين : يعني ضعف القدرة البصرية في عين واحدة فقط في معظم الحالات، وفي بعض الأحيان النادرة يحدث الضعف في العينين معا دون وجود أي سبب عضوي أو إصابة في العين والتكوين البصري. يفسر الأطباء هذا الضعف بأنه بداية ضعف من شبكية العين والعصب البصري ويصل حتى الدماغ. يعاني هذا الضعف البصري النادر حوالي 1% من السكان، وفي بعض الحالات يكون المشكلة مرتبطة بالطفولة المبكرة ولم يتم الانتباه لها من الآباء أو التشخيص المبكر

على الرغم من أن العين في حالة سليمة تماما والطريق البصري سليم، إلا أن الخلل يكمن في المنطقة الدماغية المسئولة عن استقبال وتفسير الصورة. يحدث هذا بسبب عدم تطوير القدرة على تحليل وتفسير الصورة المرسلة من العين، مما يؤثر على الرؤية في السنوات الأولى من العمر. يحدث هذا بسبب حدوث ما يعرف بـ `الساد الولادي` أو هبوط الجفن العلوي الذي يغطي الحدقة ويعيق الاستقبال الضوئي منذ الولادة. يؤدي الحدوث المستمر لهذا السبب إلى حدوث الكسل في حالة عدم إزالته، مما يعيق وصول الإشارات الضوئية إلى الشبكية والعصب البصري ومن ثم إلى الدماغ. هناك أيضا نوع آخر من الحدوث يسمى `الحرمان الجزئي`، وهو يسبب الحول أو الانكسار الشديد، وتختلف درجات الانكسار بين العينين ويؤدي إلى الكسل في العين الأضعف 

طرق و آليات العلاجتشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن العلاج المثالي يجب أن يكون في سن أقل من ثلاث سنوات، وبعد سن التاسعة لا يقدم العلاج أي فائدة. يتم بدء العلاج من خلال إزالة العوائق التي تعيق الرؤية، سواء بواسطة إجراء جراحي مثل رفع الجفن العلوي لتصحيح الانكسار أو باستخدام النظارات الطبية المصححة. يبدأ الطبيب بجلسات لتحفيز رؤية العين من خلال تغطية العين السليمة. هناك أدوات جديدة ظهرت في السنوات الماضية للمساعدة في علاج الكسل الوظيفي، ولكن نتائجها غير جيدة بسبب تعقيد الدماغ البشري والترابط العصبي الحسي. لذلك، من السهل علاج المرض عند اكتشافه مبكرا وعلاجه، وإلا فإن الأمر يتطور ليصاب الطفل بالعمى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى