اسباب انهيار مملكة الانباط
في العالم القديم يوجد الكثير من الممالك المعروفة التي تردد اسمها في التاريخ وكل مملكة لها قصة ازدهار ومنها من انهيار ومنها من أكمل العديد من السنوات بالمزيد من الانتصارات ومن هذه الممالك مملكة الأنباط وهي من الممالك التي انهارت فلابد من معرفة أسباب انهيار مملكة الأنباط.
قيام مملكة الأنباط :
هذه المملكة أحد الممالك التي تقع في شبة الجزيرة العربية على طريق البذور التجاري الذي كان يمتد من المحيط الهادي إلى جزر فلسطين وسوريا والأردن، وهذه المملكة انتعشت قبل الميلاد بقرون عديدة إلى بداية القرن الأول في سنة 106 وهي كانت تتكون من أرض صخرية حجرية في البداية تحتوي على الجبال والشعاب وبعض المناطق التي تتوفر فيها المياه وبالتالي نشأت في هذه المناطق الزراعة.
تم كتابة كتاب في الأردن حول هذه المملكة، وكان الكتاب مؤلفًا من 160 صفحة باللونين الأبيض والأسود، ويتحدث عن هذه المملكة. وكانت البتراء هي العاصمة لهذه المملكة في ذلك الوقت، وكانت تضم جيلًا مقدسًا يسمى “صخر” أو “حجر”، وكان العرب يطلقون عليه اسم “الرقيم” في السابق، وهو موجود الآن في وادي موسى.
باقي الدول والمقاطعات الموجودة في منطقة الأنباط هي الحجر وأم الجمال، ومدائن صالح والنقب. يرجع اسم الأنباط إلى اسم قوم وليس اسم منطقة، وهناك تباين في آراء المؤرخين بشأن أصلها، حيث يعتقد القديس جيروم أنهم من نسل نبايوت، وهو الابن الأكبر للنبي إسماعيل.
يعتقد بعض المؤرخين أنهم العراقيون ويرجع ذلك إلى القرن السادس قبل الميلاد عندما حرروا فلسطين ونزلوا إلى البتراء واستقروا بها، وهناك رأي آخر يذكر أنهم من شبه الجزيرة العربية ورأي آخر يذكر أنهم من اليمن.
يشيع القول بأن الأنباط هاجروا إلى اليمن بحثًا عن الرزق والزراعة ورعاية المواشي والنحت، وبالتالي فهم ينتمون إلى العرب وليسوا من الآراميين على الرغم من استخدامهم اللغة الآرامية في كتاباتهم.
أبرز ما في حياة الأنباط :
تنقسم الأنباط إلى العرب والمواطنون الأحرار والعبيد والأجانب، وهذا يعكس وضعهم الاجتماعي في تلك الفترة.
كان لديهم بعض المفاهيم حول الزواج، مثل الزواج الداخلي والطلاق والإرث وتعيين الورثة.
كانوا يحتفلون بالأعياد والمناسبات الدينية بما في ذلك الحج، وكان هذا الاحتفال يُقام في الخامس والعشرر من شهر كانون الثاني.
تشير المنحوتات الأثرية إلى وجود العديد من الآلات الموسيقية، مما يدل على وجود فرقة موسيقية تقدم معزوفاتها الخاصة التي ترافق الفرقة الراقصة.
كان لديهم العديد من الأعياد الشعبية، بما في ذلك العيد الدوري الذي كان يحتفل به كل أربع سنوات في منطقة شبه الجزيرة السينائية.
وكانت هناك الكثير من الاحتفالات التي كانت تقام بشأن الزواج والختان، ولكن بعد أن فتح الرومان، قاموا بإلغاء جميع القوانين، بما في ذلك الاحتفال بالختان.
وكانوا يتحدثون بلغة آرامية، وبعد ذلك أصبحت تُعرف بلغة نبطية، وهي إحدى اللغات التي تأثرت باللهجات العربية.
كانت عبادة الآلة السامية وآلة الشمس هي الديانة المعتمدة في مملكة الأنباط، وكان يتم تمثيلها على شكل حجر أسود.
انهيار مملكة الأنباط :
كما ذكرنا سابقًا، بدأت مملكة الأنباط في القرن الرابع قبل الميلاد ووصل رواجها إلى ذروته في القرن الأول الميلادي، حيث امتد نفوذها إلى دمشق، وكانت تعد طريق تجاريًا حيويًا بين الشمال والجنوب.
ضعفت هذه المملكة عندما توجه الرومان إلى السفر عن طريق الهند وعندما هاجموا مملكة الأنباط التي اتسعت قوتها، وذلك عن طريق الامبراطور تراجان في البتراء ودمرت هذه المملكة في عام 105م، وضمت مملكة الأنباط إلى مملكة الرومان، وبذلك انتهت هذه المملكة من الوجود بسبب الاحتلال والتحكم الروماني فيها.