اسباب استبدال التقويم الهجري بالتقويم الميلادي
اليوم هو بداية العام الهجري الجديد 1438، حيث يحتفل المسلمون جميعا بالمناسبة هذه التي تتزامن مع هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من مكة إلى المدينة المنورة. تم اتخاذ الهجرة النبوية الشريفة كنقطة بداية للتقويم الهجري بأمر من الخليفة عمر بن الخطاب، والذي استشار عددا من الصحابة بشأن هذا الأمر. فالهجرة لم تحدث في بداية شهر محرم الحرام، بل كانت بعد شهرين، في بداية شهر ربيع الأول، تحديدا في 22 ربيع الأول، أي بتاريخ 24 سبتمبر عام 622م. يتألف التقويم الهجري من 12 شهرا قمريا، حيث يبلغ طول السنة الهجرية حوالي 354 يوما، تحديدا 354.367056 يوما. ويمكن أن يكون الشهر في التقويم الهجري مدته إما 29 يوما أو 30 يوما، نظرا لأن دورة القمر الظاهرية تستغرق 29.530588 يوما. وبسبب الفارق البالغ حوالي 11.2 يوما بين التقويم الميلادي المعتمد والتقويم الهجري، فإنه من الصعب أن يتزامن كل منهما، وتحويل التواريخ بين النظامين يعتبر صعبا. وفي المملكة، تم استبدال التقويم الهجري بالتقويم الميلادي وفقا لقرارات مجلس الوزراء.
بداية العمل بالتاريخ الهجري بالمملكة
بدأ العمل بالتقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في شعر ربيع الأول عام 16هـ وذلك وفق لخطاب أبي موسى إلى الخطاب يقول فيه “إنه يأتينا من قبل أمير المؤمنين كتاب لا ندري على أيها نعمل، قد قرأنا صكا منه محله شعبان، فما ندري أي الشعبانين الماضي أم الآتي” فكل شئ أصبح يؤرخ بالتاريخ الهجري من سقوط الخلافة وتاريخ الأحداث والمعارك والوقائع والمواليد والوفيات ، وكانت المملكة تعتمد على التقويم الهجري رسميا لذلك كانت تؤرخ به سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي.
استبدال التقويم الهجري بالميلادي
بدأت اليوم الوزارات والأجهزة الحكومية في المملكة بالعمل بالتقويم الميلادي بدلا من التقويم الهجري وهو ما أقره مجلس الوزراء، وذلك في معاملاتها في صرف الرواتب وعلاوات الموظفين حيث يحصل الموظف بعد تطبيق هذا القرار على راتبه الشهر في كل يوم 25 من الشهر الميلادي بدلا من حصوله عليه في يوم 25 من الشهر الهجري إذ تنقص السنة الهجرية بحوالي 15 يوما عن الميلادية أي أن العمل بالتقويم الميلادي سيخسر فيه كل موظف ما يقارب نصف شهر من راتبه السنوي .
قرار استبدال التقويم الميلادي بالهجري كان جزءا من عدة قرارات اتخذها مجلس الوزراء، ومن بينها إلغاء وتعديل بعض البدلات والمكافآت للموظفين الحكوميين في البلاد، وتعديلات في فترات الانتداب ونسب العمل الإضافي، بالإضافة إلى عدم منح العلاوة السنوية للعام الهجري 1438، أو أي زيادة مالية عند تجديد أو تمديد العقود أو استمرارها أو عند إعادة التعاقد.
أسباب استبدال التقويم الهجري بالتقويم الميلادي
تم إلغاء التقويم الهجري في المملكة واستبداله بالتقويم الميلادي بسبب عدة أسباب، أهمها انخفاض أسعار النفط العالمية وهو المصدر الرئيسي للدخل الوطني للمملكة، وذلك قبل تحقيق رؤية 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الدخل. وبدءا من أكتوبر 2016، يتم صرف رواتب الموظفين وفقا للتقويم الميلادي بدلا من التقويم الهجري الجديد. وأكدت الإحصائيات أن هذا القرار سيؤدي إلى توفير مبلغ 4 مليارات دولار أمريكي للمملكة .
هناك أسباب أخرى لاستخدام التقويم الميلادي، مثل مواكبة التطورات والتواصل مع باقي دول العالم، والتعامل الاقتصادي والسياسي معها. وتخفيف الأعباء المالية عن البلاد. تم توضيح سابقا أنه سيتم خصم نصف شهر من راتب كل موظف سنويا. وأكد الشرعيون أن الاعتماد على التقويم الهجري في المعاملات الرسمية يسبب ضررا كبيرا للاقتصاد، حيث لا يتوافق مع التجارة العالمية والرحلات الدولية .