اساليب تشخيص التوحد
عندما ينعزل الطفل ويحدث خلل في سلوكه ويظهر تأخر ذهني، يكون هذا مثيرا للقلق للغاية، ويستدعي تشخيص الحالة، هل هي مجرد حالة نفسية طارئة أم إصابة بمرض التوحد الذي يتطلب علاجا وتأهيلا للتكيف في المجتمع؟ وفي بعض الأحيان يتأخر الطفل في التحصيل الدراسي، ولكن سلوكياته لا تصل إلى حد التخلف العقلي، ولذلك يشتهر تشخيص بطء التعلم، وهناك عدة أساليب لتشخيص التوحد.
ما هو التوحد
مرض التوحد معروف أيضا باسم الذاتوية، وهو اضطراب في سلوك الطفل أو الشخص المصاب به، ويحدث بسبب وجود اختلال في نظام الأنماط السلوكية، مما يعرقل القدرة على التواصل مع الآخرين، مما يؤدي إلى صعوبات في العلاقات الاجتماعية والتفاعل. يمكن أن تظهر أعراض التوحد في سن الرضاعة أو في وقت لاحق؛ حيث يتطور بعض الأطفال بشكل طبيعي في سنواتهم الأولى ومن ثم يفقدون فجأة المهارات اللغوية والتواصلية.
أساليب تشخيص التوحد
على الرغم من عدم وجود تشخيص طبي صريح، أي فحص للدم أو الأعضاء الداخلية التي تؤكد وجود هذا المرض أو عدمه، إلا أنه يمكن تشخيص مرض التوحد من خلال بعض الطرق التي تعتمد بشكل كبير على الملاحظة، منها:
ملاحظة السلوكيات الغريبة
قد تظهر على الطفل بعض السلوكيات نتيجة إصابته بالتوحد، مثل عدم تفاعله مع الآخرين وعدم اهتمامه بالألعاب. قد يركز فكره الكلي على نشاط واحد فقط لفترات طويلة. ومن علامات التوحد أيضا الصمت الطويل والانسحاب من التواصل الاجتماعي، والعدوانية مع اتباع سلوكيات تؤذي الذات، والانعزال عن العالم الخارجي.
تشخيص طبي لاضطرابات التوحد
من الضروري أن يتأكد الآباء من إصابة ابنهم بالتوحد أم لا من خلال زيارة الطبيب المختص بعلاج حالات التوحد أو متخصص في مجال الطب النفسي للأطفال. حيث يلجأ المتخصصون إلى استخدام العديد من الأساليب المتنوعة التي تكشف عن وجود هذا الاضطراب، ويتم ذلك من خلال إجراء بعض الاختبارات التي يلاحظون من خلالها لغة الطفل. فغالبا ما يعاني الأطفال الذين يعانون من التوحد من تأخر في الكلام، أو ربما يتكلمون بطريقة مشابهة لأسلوب كلام الرجل الآلي.
يقوم الطبيب المتخصص بإجراء جميع الفحوصات الطبية اللازمة لتقييم استجابة الطفل لأصوات والديه أو التعابير الظاهرة على وجوههما. كما يتم فحص مهارات التواصل الاجتماعي للطفل وطرق تفاعله مع الآخرين، ويتم ذلك من خلال اختبار تعابير الوجه والإيماءات التي يستخدمها الطفل للتواصل، وأيضا اختبار وضع جسمه عند التواصل مع الآخرين. فعادة، يتجنب الأطفال المصابون بمرض التوحد النظر إلى أعين الآخرين أثناء التواصل، حتى مع والديهم، وتتركز اهتماماتهم الأكبر على الأشياء الثابتة حولهم، مع تجاهلهم للأشخاص الذين يتواصلون أو يتحدثون إليهم.
علاج التوحد
يتم علاج المصابين بالتوحد من خلال تعديل سلوكياتهم، ويعرف هذا العلاج بالعلاج السلوكي، حيث يهدف إلى مساعدة المرضى في اكتساب مهارات التواصل مع الآخرين. يشجع هذا العلاج السلوكي السلوكيات الإيجابية من خلال استخدام بطاقات الصور في الألعاب. يمكن تنفيذ هذا العلاج عن طريق إرسال المرضى إلى مدارس خاصة متخصصة في تأهيل المصابين بالتوحد. ومن الضروري أن يتلقى الأهل تدريبا على تنفيذ هذا العلاج في المنزل لمساعدة الطفل على اكتساب مهارات لغوية واجتماعية بنجاح.