اساسيات دراسة ترميم المخطوطات
المخطوطات تعد كنزا حضاريا وثقافيا وتاريخيا، تمثل الشعوب الفخورة بحضاراتها وتاريخها، ونظرا للقيمة التاريخية والعلمية التي تحملها، فهي تعد أحد أكثر الأدلة والشواهد الموثوقة على تطور وتقدم العرب في مجالات متعددة من العلوم، ولذلك تولي معظم المراكز اهتماما بحماية هذا التراث وجمعه لمنع فقدانه وتدميره.
التعريف الخاص بالمخطوط
من الناحية اللغوية، يعرف المخطوط بأنه نص مكتوب يتم استخدام الحروف الهجائية في كتابته، ومن الناحية المصطلحية، تعد المخطوطات نوعا من الكتب التي يتم كتابتها يدويا بسبب غياب التكنولوجيا الطباعية في ذلك الوقت. وتعد المخطوطات مصادر أولية للمعلومات، وعلى الرغم من أنها غير مطبوعة، إلا أنها تستخدم في دراسة العديد من الموضوعات، والعديد من الباحثين يعتمدون جزئيا أو كليا على المعلومات الموجودة في المخطوطات.
الأهمية الخاصة بالمخطوطات
– لديها المخطوطات أهمية كبيرة، حيث يتم تسجيل تاريخ هذه الأمة وتاريخها في تلك المخطوطات. كما يتم فيها تدوين الوحي وتفسيره، وتحتوي على أحاديث نبي الله صلى الله عليه وسلم وشروحها، وأيضا تسجيل تاريخ الأمة، وفقه الأمة، ولغتها، وأمور أخرى كثيرة. فالأمة التي لا تمتلك مخطوطات لا تعتبر أمة، ولا يوجد شك في أننا لا يزال لدينا حاجة مستمرة للمخطوطات، حيث يزداد الاحتياج العام للأمة إليها كلما تقدمت السنوات. يتلخص أهمية المخطوطات فيما يلي
تهدف دراسة التاريخ ونشر التراث العربي والعالمي إلى إعطاء الدراسات والأبحاث طابعا علميا حيث تعد مادة خصبة للبحث، وتوفير معلومات ذات قيمة كبيرة وطابع تاريخي، والمخطوط هو عبارة عن حلقة تربط بين التاريخ الماضي والحاضر.
أنواع المخطوطات العربية
تتنوع المخطوطات العربية إلى ستة أنواع وفقًا لطبيعتها الخاصة، وأهم هذه الأنواع:
المخطوط الأم
المخطوط المؤلف بخط الكاتب هو المخطوط الذي يتضمن الخصائص المادية للمخطوطات العربية، وكان المؤلفون العرب يضعون النسخة الأصلية في خزانة دار الخلافة لتسهيل مراجعتها ونسخها.
المخطوط المنسوب
هذا النوع هو النسخة المتولدة من المخطوطة الأصلية، ويتم التعامل معه بنفس مستوى صحتهذه المخطوطة الأصلية.
المخطوط المرحلي
المخطوط المتعدد التأليف هو الذي يتم كتابته على مراحل متعددة، حيث يتم إصداره في المرة الأولى ويتم توزيعه بين الناس، ثم يقوم المؤلف بإضافة محتوى إلى ما سبقه في المرحلة السابقة، على سبيل المثال: كتاب وفيات الأعيان وكتاب أنصاف الأعزة في تاريخ غزة
المخطوط المبهم
ويمكن أن نقوم بتسمية هذا المخطوط بالمعيب أو المقطوع لأن نسبته ترتفع إلى المخطوط الأم، وأيضا صحة هذا المخطوط لا يوجد ثقة بها ويوجد به عيوب أخرى مثل فقدان الورقة الأولى والتي يتكون من اسم المؤلف والعنوان أو ممكن أن يكون فيه تأخير أو تقديم أو تكرار، وطرق تصحيحه أن يتم تحليل كل الحروف بالمقابلة مع المخطوطات.
المخطوط المصور
تشير العديد من الدراسات المتعلقة بالفنون الإسلامية إلى أن العديد من المخطوطات تحتوي على صور، ودراسة هذا النوع من المخطوطات يتطلب فهم مهارات التصوير ووجود خبرة فنية للتعرف على التغييرات الفنية والكتابية التي تتضمنها الصور.
المخطوط على شكل مجاميع
هناك العديد من المخطوطات التي توجد داخل مجمع أو مجاميع، حيث يعد المجموع مجلدًا يحتوي على مجموعة من المؤلفات الخطية أو الرسائل.
تعريف الترميم
هو عبارة عن عملية تكنولوجية دقيقة لها عرف خاص وموحد بشكل عالمي، وفي نفس الوقت عبارة عن عملية فنية جمالية تحتاج إلى مهارات عالية، وتحتوي على عمليات تجميع وتقوية وتثبيت وتجميل وإعادة المواد الأثرية إلى شكل قريب من الأصل، وبمعنى آخر هي عبارة عن عملية علاج للأثر المسن في طريقة لإزالة بصمات الزمن والمظاهر الخاصة به، مصل التشققات والكسور والثقوب، وفي معظم الأحيان اختفاء أجزاء معينة.
أنواع الترميم
الترميم اليدوي
أصل الترميم أنها عملية يدوية خاصة ترتبط بمهارة العمل وجمالية التعامل مع المخطوطات والآصار باستعمال مجموعة من الأدوات الخاصة والتي يتم اختلافها من شخص إلى آخر، وبالرغم من التطور العلمي مازال معروف أن الترميم اليدوي هو أغلى أنواع الترميم وهي الحرفة النادرة في العالم التي تعيد الروح للمخطوطات النادرة القيمة إلى الأصل.
الترميم الآلي
يستخدم بشكل ضيق في المخطوطات، ولكن يستخدم بشكل أوسع في الطباعة، وينقسم إلى ثلاثة أنواع: ترميم باستخدام لب الورق في الماء، وتقوية بالرقائق، ولصق بالحرارة، وتستخدم هذه العمليات للوثائق والجرائد والمطبوعات، وتستخدم بشكل ضيق في ترميم المخطوطات التالفة التي يصعب ترميمها بوسائل يدوية أخرى، وتم استخدام هذا النوع في الاتحاد السوفيتي في الستينات.