الخليج العربي

احداث ومواجهات تاريخيه بين السعوديه وإيران

شهدت العلاقات السعودية الإيرانية تطورات متسارعة في الفترة الأخيرة ووصلت إلى مرحلة قطع العلاقات بين البلدين بسبب انتهاكات متواصلة للمواثيق الدولية والعلاقات الدبلوماسية بينهما. وصلت هذه التطورات إلى حد التدخل الواضح في الشؤون الداخلية السعودية ومحاولة إيران المستمرة لتوسيع نفوذها من خلال نشر وحدات إرهابية تابعة لها وتمويلها وتسليحها في المنطقة. ولكن المملكة العربية السعودية تمكنت بقوة من قطع جذور نفوذ إيران قبل أن تصل إليها وأرغمتها على فرض سيطرتها وزعزعة الاستقرار في البلاد .

فهذه ليست المرة الأولى التي تقوم إيران بها بالاعتداء على السعودية، فلديها تاريخ حافل بالاعتداءات المستمرة على المملكة، فيبدو أن هدفها الأساسي هو كسر قوة السعودية وقيادتها الرشيدة التي دائما ما تتصدى لمحاولاتها الفاشلة والبائسة لزعزعة الأمن والاستقرار في السعودية، وبفضل قراراتها الحازمة التي تحظى بتأييد غالبية دول العالم والمنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس الأمن الذي ندد بشدة بالاعتداء الأخير الذي قامت به إيران على السفارة السعودية. وبهذا الاعتداء، قطعت إيران العلاقات الدبلوماسية المتبقية بينها وبين السعودية، وعلى الرغم من ذلك، ستظل راية المملكة وقيادتها الرشيدة مرفوعة عاليا وشامخة رغم المعتدي .

في هذه المقالة، سوف نتحدث عن أهم الأحداث التاريخية التي شهدتها العلاقات السعودية الإيرانية، حيث تميزت هذه العلاقات بالصراعات العنيفة والهجمات الوحشية التي شنتها إيران على السعودية، وكيف تصدت السعودية لهذه الهجمات عبر السنوات .

الثورة الإيرانية وعلاقتها بالسعودية :
بعد اندلاع الثورة الإيرانية الشيعية حاولت أن تصدر الثورة إلى المملكة العربية السعودية ، فحاكت خيوطها لتحاول زعزعة الأمن السعودي من خلال قلب نظام الحكم في السعودية ، حيث كان من أهداف نظام الحكم في إيران تصدير الثورة في دول الخليج على رأسها السعودية ، وبالفعل قامت المظاهرات في عام 1979 عبر أقلية شيعية وانتشرت الفوضى ، فاضطرت المملكة للصد لها بكل حزم ، فجرت اشتباكات بين المتظاهرين والحرس الوطني السعودي استمرت إلى أربعة أيام ، حتى تم القضاء عليها بنجاح من الجانب السعودي .

حرب الخليج الأولى :
شعرت دول الخليج العربي، بما فيها السعودية، بتهديد التوسع الإيراني في المنطقة، وخاصة بوجود بعض الأقليات الشيعية في السعودية والبحرين والكويت. ودركت دول الخليج أنها يجب أن تصبح حليفا للعراق في حربه مع إيران، لمواجهة طموحات إيران في توسيع نفوذها في المنطقة. وخلال حرب الخليج الأولى في عام 1980، قدمت السعودية مساعدات مالية وعسكرية للعراق عبر الكويت، وقامت شركة أرامكو بإصلاح آبار النفط التي تعرضت للقصف من قبل إيران في العراق، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية من طعام ودواء للمواطنين العراقيين الذين تأثروا جراء الحرب الإيرانية على العراق .

مجلس التعاون الخليج لردع النفوذ الإيراني :
اتفقت دول الخليج العربي السعودية والكويت والإمارات وقطر وسلطنة عمان والبحرين من إنشاء مجلس التعان الخليجي ، الذي كان من أهم أهدافه مواجهة نفوذ الثورة الإيرانية الشيعية في المنطقة ، كما تم إنشاء قوات درج الجزيرة المشتركة وهي قوات عسكرية مكون من دول مجلس التعاون الخليجي تهدف إلى حماية الدول الأعضاء والصد لأي عدوان عسكري يتعرضون له .

حرب الناقلات :
بدأت حرب الناقلات بين السلطة الإيرانية والعراقية في عام 1982 عندما هاجمت العراق ناقلات النفط الإيرانية لتلوي ذراعها وأعلنت وقف إطلاق النار. ومع ذلك، ردت إيران بشن هجمات على سفنها، مما اضطر العراق إلى شن غارات على جزيرة خرج الإيرانية في عام 1984. وردت إيران على ذلك بشن هجوم على إحدى ناقلات النفط السعودية والكويتية بالقرب من البحرين، مما دفع السعودية إلى إقامة منطقة اعتراض جوي. واندلعت معارك جوية بين السعودية وإيران، وبفضل الله تعالى، تمكنت المملكة من الحد من هذا العدوان من خلال إسقاط طائرة إيرانية اخترقت الأجواء السعودية .

تفجير السفارة السعودية في بيروت :
بعد مرور يومين على حادثة الاشتباكات الجوية، قامت جماعات موالية لإيران بتفجير مبنى السفارة السعودية في بيروت باستخدام قنبلة تم زرعها في المبنى، ردًا على إسقاط السعودية للطائرة الإيرانية التي اخترقت الأجواء السعودية .

احداث مكة 1987 :
خلال موسم الحج لعام 1987، تم اكتشاف كميات هائلة من المتفجرات في حقائب الحجاج الإيرانيين من قبل السلطات السعودية، حيث كانوا يهدفون إلى تفجير المقدسات الدينية. نشبت اشتباكات بين السلطات السعودية والمرتزقة الإيرانية بعد اكتشاف نواياهم، وتم إغلاق ممرات الحج والطرق. قاموا بإطلاق غازات خانقة وبدأوا بالهتاف باسم الخميني والثورة الإيرانية. تعاملت المملكة بحزم معهم، مما أدى إلى مقتل عدد من الإيرانيين ومقتل وإصابة أكثر من 1100 حاج ومقيم .

اقتحام السفارة السعودية في طهران 1987 :
لم تتحمل إيران هزيمتها بعد إحباط مخططاتها في تفجير الأماكن المقدسة وإحداث الفوضى في المنطقة، فجن جنونها وقامت بالانتقام عبر هجوم الحرس الثوري التابع لها على السفارة السعودية في طهران والاستيلاء عليها مما أدى إلى مقتل الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي متأثر بجراحه بعد سقوطه من نافذة السفارة وتأخر إيران في نقله إلى المستشفى .

تفجيرات 1989 :
أصبح الجميع يعرف أن إيران تعتبر منبعا للإرهاب ومن أبرز داعميه، وتخطط دائما لتنفيذ عمليات إرهابية في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك تفجير الجسر القريب من المسجد الحرام في عام 1989 ومحاولة تفجير نفق المعيصم الخاص بالمشاة في مكة. وكانت إيران المسئولة عن هذه العمليات الإرهابية، لذا قررت المملكة آنذاك طرد الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها وقطع العلاقات الدبلوماسية معها .

الحرب الأهلية اللبنانية :
كما هو معتاد، تسعى إيران دائما للتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، حيث تكون الممول الرئيسي والداعم للأحزاب السياسية الشيعية مثل حزب الله وحركة أمل. تسببت في إثارة الفوضى في لبنان، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية بين التيارات السياسية السنية والتيارات السياسية الشيعية. ومع ذلك، قامت المملكة العربية السعودية بدور فاعل في تقييد تأثير إيران عن طريق دعمها المستمر لرئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، وكانت تعد حليفا استراتيجيا لمواجهة الأحزاب الشيعية المدعومة من إيران التي تسعى لتوسيع نفوذها في لبنان .

احتجاجات البحرين :
استفادت إيران من ثورات الربيع العربي لصالحها، حيث استغلت الأقلية الشيعية الموجودة في البحرين ودعمتها لتسخير موجة ثورات الربيع العربي لتغيير نظام الحكم السني في البحرين. ومع ذلك، لم تسمح السعودية ودول الخليج الأخرى لإيران بالسيطرة على البحرين، بل دعمت الحكومة البحرينية لمواجهة التحركات الشيعية، وقامت قوات درع الجزيرة بالتدخل العسكري للتصدي للاحتجاجات الشيعية في البحرين .

الأزمة السورية :
جميعنا يعرف أن نظام بشار الأسد هو حليف أساسي مع إيران ، حيث تدعمه بالمال والأسلحة لمواجهة الثورة السورية التي قامت ضد النظام السوري الدكتاتوري ، فكانت السعودية من أشد الداعمين للحراك الثوري السوري ، وتبنت القضية السورية من خلال بذل جهودها لإسقاط نظام الأسد الظالم ونصرة أبناء الشعب السوري وتقديم المساعدات لهم .

مخطط لتفجير السفارة السعودية في الولايات المتحدة :
كشفت السلطات الأمريكية في عام 20111 عن إحباط مخطط لإيران بتفجير السفارة السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية واغتيال السفير السعودي آنذاك ” عادل الجبير ” ، وهناك أدلة تثبت مؤامرة إيران الدنيئة ، حيث ثبت بأن الشخصين اللذان كانا سينفذان عملية التفجير هما منصور اردابسيار وغلام شكوري اللذان يحملان الجنسية الأمريكية ولكنهما من أصول إيرانية .

عاصفة الحزم :
بعد أمر من الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدأت المملكة العربية السعودية حربا عسكرية ضد الميليشيات الحوثية، وهي المجموعات المسلحة التابعة لإيران التي تسعى لتغيير نظام الحكم في اليمن وتجريف شرعيتها، وذلك بتوجيهات من إيران وتزويدها بالأسلحة والذخائر. ولم يتمكن الرئيس اليمني من مواجهة هذا الانقلاب الواضح والاعتداء على شعبه من قبل الميليشيات الحوثية إلا بطلب المساعدة من المملكة العربية السعودية للتصدي لهذا العدوان الواضح. وكان رد فعل المملكة العربية السعودية هو بدء حملة “عاصفة الحزم” في مارس 2015، وحظيت بتأييد دولي شامل، وشاركت فيها قوات التحالف العربي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى