احاديث عن العفو والتسامح
العفو” و “التسامح” من صفات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهما صفتان جميلتان ومدهشتان. ولقد علمنا سيدنا رسول الله الكثير عن هاتين الصفتين في حياته، فمن لا يتذكر موقفه مع أهل مكة عندما فتح مكة، وقال: “ما تظنون أني فاعل بكم؟”، وأجابوا: “أخ كريم وابن أخ كريم”، فقال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “فاذهبوا، فأنتم الطلقاء”. هذا الموقف يدل على النبل والعفو والتسامح. وهناك أيضا أحاديث نبوية تحث على التسامح والعفو، وسنعرض بعضها في السطور التالية .
احاديث تربوية عن فضل التسامح والعفو
عن أبي هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم: `لا تحسدوا، ولا تتناجشوا، ولا تبغضوا، ولا تدابروا، ولا يبيع بعضكم بضاعة بأسعار أعلى من سعرها الحقيقي. وكونوا إخوانا للمسلمين، لا يظلم أحدهم ولا يخذله، ولا يستصغره التقوى`. ثم أشار ثلاث مرات إلى صدره، قائلا: `من الشر أن يستصغر المرء أخاه المسلم`. كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه.
عن ابن عمر ، أن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: (( المسلمُ أخو المسلمِ ، لا يَظْلِمُه ولا يُسْلِمُه ، ومَن كان في حاجةِ أخيه كان اللهُ في حاجتِه ، ومَن فرَّجَ عن مسلمٍ كربةً فرَّجَ اللهُ عنه كربةً مِن كُرُبَاتِ يومِ القيامةِ ، ومَن ستَرَ مسلمًا ستَرَه اللهُ يومَ القيامةِ)).
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا.
عن النعمان بن بشير قال: قال صلى الله عليه وسلم: `مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، فإذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى`.
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (( المؤمِنُ للمؤمنِ كالبُنيانِ، يشُدُّ بعضُه بعضًا. ثم شبَّك بين أصابِعِه. وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جالسًا، إذ جاء رجلٌ يسأل، أو طالبُ حاجةٍ، أقبل علينا بوجْهِه، فقال: اشفَعوا فلْتُؤجَروا، وليقضِ اللهُ على لسانِ نَبيِّه ما شاء)).
عن الزبير قال:قال صلى الله عليه و سلم : (( دبَّ إليْكم داءُ الأممِ قبلَكم الحسدُ والبغضاءُ هيَ الحالقةُ لا أقولُ تحلقُ الشَّعرَ ولَكن تحلِقُ الدِّينَ والَّذي نفسي بيدِهِ لا تدخلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا أفلا أنبِّئُكم بما يثبِّتُ ذلِكَ لَكم أفشوا السَّلامَ بينَكم)).
عن جابر بن عبد الله قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: `إن الشيطان قد ييأس من أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه يحاول التحريش بينهم`.
في إحدى الأحاديث النبوية، جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم وسأله: `من الناس أحب إلى الله؟ وما هي الأعمال التي تحبها الله؟` فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: `أحب الناس إلى الله الأنفع للناس ،
و أحبُّ الأعمالِ إلى اللهِ عزَّ وجلَّ سُرُورٌ يدْخِلُهُ على مسلمٍ ، أوْ يكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً ، أوْ يقْضِي عنهُ دَيْنًا، أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا ، و لأنْ أَمْشِي مع أَخٍ لي في حاجَةٍ أحبُّ إِلَيَّ من أنْ اعْتَكِفَ في هذا المسجدِ ، يعني مسجدَ المدينةِ شهرًا ، و مَنْ كَفَّ غضبَهُ سترَ اللهُ عَوْرَتَهُ ، و مَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، و لَوْ شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ مَلأَ اللهُ قلبَهُ رَجَاءً يومَ القيامةِ ، و مَنْ مَشَى مع أَخِيهِ في حاجَةٍ حتى تتَهَيَّأَ لهُ أَثْبَتَ اللهُ قَدَمَهُ يومَ تَزُولُ الأَقْدَامِ ، [ و إِنَّ سُوءَ الخُلُقِ يُفْسِدُ العَمَلَ ، كما يُفْسِدُ الخَلُّ العَسَلَ])).
عن النعمان بن بشير قال: قال صلى الله عليه وسلم: `من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله، والتحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر، والجماعة رحمة، والفرقة عذاب`.
عن أبي كبشة الأنماري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( ثلاثٌ أُقسِمُ عليهِنَّ ، وأُحدثُّكمْ حديثًا فاحفَظوه ، قال : ما نقصَ مالُ عبدٍ من صدقةٍ ، ولا ظُلمَ عبدٌ مظلِمةً صَبر علَيها ؛ إلَّا زادَه اللهُ عزًّا ، ولا فتحَ عبدٌ بابَ مسألةٍ ؛ إلَّا فتح اللهُ عليهِ بابَ فقرٍ أو كلِمةٍ نحوَها . ..))
عن عياض قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: `أهل الجنة ثلاثة: حاكم عادل مساوٍ، وشخص رحيم وحنون على أقاربه والمسلمين، وشخص متحلي بالعفة والتواضع ولديه أسرة محتاجة
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `إنما يتمم المؤمنون إيمانهم بأحسن أخلاقهم، وإن من أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وإن الذين يحبون ويحبون في الله تعالى أشد الناس إيمانا، وإن الله تعالى يحب الرفق في الأمور كلها`.
عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “ستصيب أمتي داء الأمم”، فقالوا: يا رسول الله، وما هو داء الأمم؟ قال: الشرور والبطر والتكاثر والتناحر والتحاسد حتى يحل البغضاء.
عن ابن عمر قال: قال صلى الله عليه وسلم: `افشوا السلام وأطعموا الطعام وكونوا إخوانًا كما أمركم الله`.
عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : مكتوب في الإنجيل أنه يجب تجنب الفظاظة والغلظة والسخرية في الأسواق، ويجب أن يكون العفو والصفح هما السمت الأسمى.
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: `حق المسلم على المسلم ستة`. وسئل: `ما هي؟ يا رسول الله!` فقال: `إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطست فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فاتبعه`.
عن أبي مالك الأشعري قال: قال صلى الله عليه وسلم: `إن خيار عباد الله في هذه الأمة هم الذين إذا رؤوا ذكر الله تعالى، وإن شرار عباد الله في هذه الأمة هم المشايخ بالنميمة، المفرقون بين الأحبة والمتمسكون بالباطل للحصول على الشهرة.
عن أبي هريرة قال: كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( اللهمَّ إني أعوذُ بك من جار السوءِ ، ومن زوجٍ تُشَيِّبُني قبل الْمَشيبِ ، ومن ولدٍ يكون عليَّ رَبًّا ، ومن مالٍ يكون عليَّ عذابًا ، ومن خليلٍ ماكرٍ عينُه تراني ، وقلبُه يرعاني ؛ إن رأى حسنةً دفنَها ، وإذا رأى سيئةً أذاعَها)).
عن عقبة قال: كنتُ أمشي ذاتَ يومٍ معَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فقال رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ((يا عقبةَ بنَ عامرٍ صِل من قطعَك وأعطِ من حرمَك واعفُ عمَّن ظلمَك)) ثمَّ قال لي رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ((يا عقبةَ بنَ عامرٍ أمسِك عليك لسانَك وابكِ على خطيئتِك وليسعْكَ بيتُكَ)).
عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يفرك مؤمن مؤمنة، حتى لو كره منها خلقًا رضي منها آخر، أو قال: غيره)).
عن أنس بن مالك قال: كنا جالسين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: الآن سيظهر لكم رجل من أهل الجنة، فظهر رجل من الأنصار يتنظف لحيته من وضوئه ويرفع نعليه بيده اليسرى. وعندما جاء اليوم التالي، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا هو المثل، فظهر ذلك الرجل بنفس الحالة كما في المرة الأولى. وعندما جاء اليوم الثالث، قال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا هو المثل أيضا، فظهر ذلك الرجل بحالة مماثلة للمرة الأولى. ثم قام النبي صلى الله عليه وسلم، وتبعه عبد الله بن عمرو، وقال: إني لأحيت أبي، وأقسمت ألا أدخل عليه ثلاث مرات، فإذا رأيتني يأتيك حتى يذهب، فافعل كما تشاء. قال عبد الله: نعم. وقال أنس: فكان عبد الله يحكي أنه بات معه تلك الثلاث ليال ولم يره يقوم من الليل إلا لذكر الله عز وجل والتسبيح حتى صلاة الفجر. قال عبد الله: ولم أسمعه يقول إلا خيرا. وعندما مضت الثلاث ليال، وأصبحت أشعر بالاستخفاف بعمله، قلت: يا عبد الله، لم يكن بيني وبين أبي غضب أو قطيعة، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لك ثلاث مرات: ستظهر لك رجل من أهل الجنة، فظهرت أنت في الثلاث مرات. فأردت أن أتوجه إليك وأراقب أعمالك وأقتدي بك، ولكنني لم أجد لديك عملا عظيما. فما هو الذي جعلك تصل إلى ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. وعندما توليت، دعاني قائلا: هذا هو ما رأيت، إلا أنني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غيرة، ولا أحسد أحدا على الخير الذي أعطاه الله له. فقال عبد الله: هذا هو ما بلغتني.