تعرف تركيا بعدد من الأماكن السياحية المنتشرة في مدنها الحضارية الكبرى، فلا يكاد يوجد مكان في تركيا بدون وجود معلم سياحي أو آثر يعود للعصور القديمة. ومن بين أقدم المدن التركية، تقع مدينة ديار بكر في الجنوب الشرقي من أراضي تركيا، وهي العاصمة الإدارية لمحافظة ديار بكر. تقع المدينة على ضفاف نهر دجلة في المدينة الأثرية القديمة الشهيرة باسم آميدا باللغة التركية (Diyarbakır)، وبالسريانية (ܣܘܪܝܝܐ آمد)، وبالكردية (Āmîḏ)، وباليونانية (Ἄμιδα)، وبالأرمنية (Ամիդ). اشتهرت المدينة بسبب قبائل بنو بكر بن وائل العربية التي استوطنتها بعد الفتح الإسلامي في عهد معاوية بن أبي سفيان. تحدها من الناحية الشمالية الشرقية سوريا، وتم ضمها إلى الأراضي التركية وفقا لاتفاقية لوزان. تعتبر ديار بكر ثاني أكبر مدينة في منطقة الأناضول من حيث الكثافة السكانية بعد مدينة عنتاب، وغالبية سكانها من الأكراد. تشتهر ديار بكر بتراثها الحضاري المميز جدا ومطبخها المشهور. تحيط بها سور عادي مصنوع من البازلت الأسود، طوله 5.5 كيلومتر، وهو ثاني أكبر سور في العالم بعد سور الصين العظيم. وتحتوي المدينة على أربعة أبواب و82 برجا للساعة، تم بناؤها في العصور القديمة .
اهم المعالم السياحية في مدينة ديار بكر:
1- المسجد الكبير Diyarbakır Ulu Camii: تم بناؤه في عهد السلاجقة الأتراك في القرن الحادي عشر، عام 639 ميلادية، وهو من أقدم المساجد في تركيا على الإطلاق. يقع المسجد على بوابة ماردين وينقسم إلى أربع واجهات، حيث كان يدرس في كل واجهة منها مذهب فقهي من المذاهب الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية. ولكن بسبب الزلزال والحريق، تهدم جزء من المسجد وأصبح بشكله الحالي. هناك في فناء المسجد آثار من العصر الروماني، وتم بناء المسجد من البازلت الأسود والحجر الجيري الأبيض. يتسع المسجد لحوالي 5 آلاف مصل، ويتميز بالعمارة البسيطة وزخارف الأقواس المزخرفة بالرصاص والرخام .
العنوان: Diyarbakır, Camiikebir, 21300 Sur/Diyarbakır, تركيا.
2- المنارة ذات الاربعة اعمدة Dört Ayaklı Minare: واحدة من أهم المباني التاريخية التي بناها قاسم خان، تتميز بأنها مكونة من أربعة أعمدة بتصميم مربع، والأعمدة المتجانسة التي تحملها. بجانبها يقع مسجد الشيخ مختار Şeyh Mattar Camii، ويتميز بوجود أقواس خارج الإطار، ويحتوي على مساحة مغلقة ومكان للذبح، وهي من المعالم المميزة جدا في محافظة ديار بكر. كان يعتقد في الماضي أن الأمنيات تتحقق لمن يمر بين الأعمدة سبع مرات
3- كنيسة diyarbakir church: هي آثار الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية التي تقع في ديار بكر. تم تجديدها وفتحها للزوار، خاصة المصورين ومحبي التصوير الفوتوغرافي، في عام 2011. تمتد الآثار على مساحة تقدر بـ 3,200 متر مربع. كانت الكنيسة تضم مدرسة ومصليات ومساكن للرهبان والكهنة، ولكنها أصبحت غير مأهولة منذ أكثر من أربعة قرون أو أكثر .
4- جسر Dicle Köprüsü : جسر التراث” هو جسر تاريخي يقع على نهر دجلة، وتم بناؤه في القرن التاسع الميلادي عام 1065 من الحجر الأسود البركاني، حيث يبلغ طول الجسر حوالي 178 مترا، ويتكون من أربعة أقواس، ويسمى محليا “جسر العشرة أقواس”، ويسمى جسر “سيلفان كوبرو” لأنه يقع على طريق سيلفان. يحيط بالجسر الغابات والأراضي الزراعية والمروج الخضراء، ويتمتع بمناظر جميلة على نهر دجلة، وهناك عدد من المطاعم الشهية بالقرب من الجسر التي تقدم الطعام التقليدي في ديار بكر.
الطعام والمأكولات في ديار بكر: تشتهر ديار بكر بلحم الضأن المتبل بالتوابل المصنعة محليا من الفلفل الأسود والسماق والكزبرة والبرغل والأرز. يمزج الأطباق العربية بنكهة تركية في مأكولات ديار بكر. بالطبع، تتوفر الأطباق التقليدية للكباب المشوي بأناقة مع وجبة السماق والبرغل ولحم الماغز ولحم الغنم المشوي بالطرق التقليدية المزينة بالكاجو والفستق وعين الجم ،
بالنسبة للوجبات الإفطار التقليدية التي تتألف من طواجن البيض مع العسل والجبن والمقبلات التركية والخبز العربي، فإن الفنادق تتبع النمط التقليدي لمنازل الشام المكونة من عدة أروقة ونافورة ماء في المركز. وفيما يتعلق بالحلويات، تشتهر ديار بكر بتشكيلة من الحلويات اللذيذة مثل البقلاوة والبسبوسة بالفستق. وتشتهر ديار بكر أيضا بالبطيخ كما يقام فيها مهرجان البطيخ سنويا. إن ديار بكر تعتبر إحدى أهم المدن التركية التي تجذب الزوار والسياح، خاصة العرب وعشاق التراث الإسلامي والروماني القديم