أول من هاجر إلى الحبشة من المسلمين
انطلقت بداية الإسلام في مكة المكرمة، حيث كانت بدايته سرية حيث كان النبي يجتمع مع المسلمين في دار الأرقم لتعلم القرآن الكريم وتعاليم الإسلام، وظل الإسلام سريا لمدة ثلاث سنوات حتى أمر الله بالجهر بالدين الإسلامي، وبدأ الإعلان عن الإسلام علنا في قبيلة قريش التي كانت تنكر الدين وتسببت في إيذاء المسلمين، مما دفعهم للهجرة إلى الحبشة، ويتضمن المقال الأول من المسلمين الذين هاجروا إلى الحبشة ونتائج الهجرة.
هجرة المسلمين إلى الحبشة واستقبال ملكها لهم
بعد الإعلان والجهر بالدعوة للدين الإسلامي، تم تعذيب جميع المسلمين وأتباع الرسول ما عدا الذين لديهم الحماية بسبب المكانة أو العائلة أو المال، وتم منع إيذائهم على يد عم النبي أبي طالب، بهدف حماية المسلمين من الأذى والتعذيب، وأمر النبي المسلمين المعذبين بالهجرة إلى الحبشة التي تعد بعيدة عن نفوذ قبيلة قريش، وكانت الهجرة في شهر رجب في العام الخامس من البعثة النبوية.
لماذا اختار النبي الحبشة للمسلمين؟ لأن الحبشة هي أرض الصدق، ولأن حاكمها النجاشي معروف بأنه رجل عادل، وأحد علماء أهل الكتاب الذي يعرف بمعرفته عن خروج النبي في آخر الزمان، وهذا يوفر ضمانة بأنه سيحمي أتباع الدين الإسلامي وقد حافظ على وعده، كما أن دين قوم الحبشة هو الدين النصراني الذي يقترب من الدين الإسلامي وأفضل من الوثنية الجاهلية في مكة.
وقد أثرت هجرة المسلمين إلى الحبشة بشكل إيجابي، فقد أدت إلى انتشار المسلمين والصحابة خارج مكة، وزادت قوة المسلمين نتيجة رفض النجاشي طلب قبيلة قريش بتسليم المسلمين وأتباع النبي للتعذيب في مكة. وقد ساعدت الهجرة المسلمين في ممارسة شعائر دينهم بحرية وبدون خوف أو ضغوط.
أول من هاجر إلى الحبشة من المسلمين
– قد ظهرت الشائعات حول الدين الإسلامي بأن العبيد والرقيق هم أول من دخلوا الإسلام وهاجروا للتخلص من العبودية، ولكن هذا غير صحيح حيث جمع الإسلام شمل الضعيف والقوي وأيضا الفقير والغني وعدل بينهم وساوى بينهم، وكان أول من هاجروا إلى الحبشة من كبار وأشرف القوم من حيث الحسب والنسب.
كانت هجرة المسلمين إلى الحبشة أول هجرة في تاريخ الإسلام، حيث هاجر عشرة رجال وخمس نساء، وخرجوا من مكة المكرمة بسرية خوفا من اضطهاد قبيلة قريش، وبعضهم قطع المسافة سيرا على الأقدام فيما ركب آخرون الدواب، وبعد وصولهم إلى ساحل بحر القلزم، قدم لهم تجار الحبشة سفينتين مقابل نصف دينار لينتقلوا إلى الحبشة.
الرجال الذين هاجروا إلى الحبشة هم: عثمان بن عفان، عبد الله بن عوف، الزبير بن العوام، أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، مصعب بن عمير بن هشام بن عبد مناف، أبو سلمة بن عبد الأسد بن مخزوم، عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب، عامر بن ربيعة، سهيل بن وهب بن ربيعة، أبو سبرة بن أبو رهم.
من النساء اللواتي هاجرن إلى الحبشة: رقية بنت النبي، التي هاجرت مع زوجها عثمان بن عفان، سهيلة بنت سهيل بن عمرو زوجة أبي حذيفة، أم سلمة بنت أبي أمية زوجة أبو سلمة، ليلى بنت أبي حثمة، وأم كلثوم بنت سهيل بن عمرو.
على الرغم من قلة عدد المهاجرين إلى الحبشة، إلا أن هجرتهم كان لها دور كبير في تاريخ الدين الإسلامي، وهي دليل على إخلاص المسلمين وقدرتهم على تحمل أي متاعب من أجل الالتزام بالعقيدة الإسلامية.