الهزائم والانتصارات في الحروب ، وأكثر المعارك دموية عرفها التاريخ ، يكون مقياسها الرئيسي عدد الخسائر في الأرواح ، سواء من المقاتلين المشاركين في الحرب ، أو معدل الوفيات بين المدنيين المرتبطة إقامتهم بساحة الحرب ، والناجمة عن إبادة جماعية ، أو مجاعات أو أمراض وأوبئة ، جراء الحرب الدائرة.
أشد المعارك دموية على التاريخ
سنتحدث عن أكثر المعارك دموية التي عرفتها التاريخ، بدءًا من الأقل ضحاياً وصولًا إلى الأكثر ضحاياً في ترتيب معين
معركة أنتيتام
تعتبر واحدة من أعنف وأكثر المعارك دموية في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. بلغت نسبة الوفيات فيها 3.22%. في 17 سبتمبر 1862، نشبت معركة أنتيتام وخلال 12 ساعة، أصيب 25% من قوات الاتحاد، بالإضافة إلى إصابة 31% من قوات الكونفدرالية بجروح خطيرة، وكان بينهم أسرى وقتلى. ولقد قتل 6 جنرالات في هذه المعركة، وأصيب حوالي 3454 مقاتل من القوات الأخرى. انتهت المعركة بانتصار استراتيجي للاتحاد، مما فتح الباب لإعلان التحرر الذي تم تسليمه بعد خمسة أيام فقط.
معركة جيتيسبيرغ
من أكثر المعارك دموية مرت على الولايات المتحدة ، وقدر عدد الوفيات بها بنسبة 4.75% ، فالحرب استمرت مدة ثلاث أيام متتالية دون توقف ، بين جيش بوتوماك التابع للجنرال ميد ، وجيش الجنرال لي في شمال فيرجينيا ، وقد أسفرت المعركة عن خسائر هائلة في الأرواح ، عدد من 46000 إلى 51000 ضحية من كلا الطرفين.
معركة تويوتي
في أمريكا اللاتينية، شهدت بعض الحروب الدموية حيث بلغ عدد الوفيات فيها 8.71%، وبدأت المعركة عندما فتحت باراغواي حدودها من كل الاتجاهات وجمعت التحالفات بين البرازيل والأرجنتين وأوروجواي.
على الرغم من أن حرب باراغواي تسببت في خسائر بالأرواح بنسبة تقترب من 70% من إجمالي عدد الذكور البالغين، فإن معركة تيوتي كلفت الباراغويين قواتهم بالكامل، بسبب هجوم مفاجئ فاشل على معسكر التحالف الثلاثي.
معركة أوكيناوا
تعد معارك المحيط الهادئ هي قمة المعارك الكبرى ، بالحرب العالمية الثانية ، فقد قدر عدد الوفيات بها بنسبة 35.48% ، وقد أسفرت عن مقتل 240931 من جنود ومجندي أوكيناوان ، بينما تكبدت القوات الأمريكية أكثر من 82000 ضحية ، و 14009 قتيل ، كما خسر اليابانيون ما يصل إلى 80 ٪ ، من قوات الدفاع الخاصة بهم.
يعود ارتفاع نسبة القتلى اليابانيين إلى سببين؛ الأول هو وضع المدنيين غير المدربين والمجندين من أوكيناوا في مواجهة القوات الأمريكية التي قاتلت بضراوة عبر المحيط الهادئ، والثاني هو رفض اليابانيين الاستسلام بعد مشاهدة أهوال أوكيناوا.
معركة غابة أرجون
يُعتبر آخر هجوم للحلفاء في الحرب العالمية الأولى الأكثر دموية في التاريخ، حيث بلغ معدل الوفيات نسبة 39.48%، ورغم أن القوات الألمانية تفوقت على القوات الفرنسية والبريطانية لسنوات عديدة، إلا أن فرنسا وبريطانيا نجحتا في النهاية في الوقوف مرة أخرى بمساعدة الأمريكان.
وقد حصدت معركة غابة أرجون خسائر مذهلة في الأرواح ، قدرت بعدد 28000 ألماني ، 26277 أمريكي ، ونحو 70000 جندي فرنسي كانوا في طريقهم نحو سيدان فرنسا ، حتى تمكنت القوات الفرنسية أخيرًا من استعادة مركز السكك الحديدية سيدان في الأيام الأخيرة من المعركة ، وتم الإعلان عن توقيع الهدنة في 11 نوفمبر 1918 ، ووضع حد للحرب.
معركة القنا
يذكر التاريخ تلك المعركة الدامية التي شهدت معدل وفيات يبلغ 53.42٪، نظرا لأن الجيش الروماني كان ضعفين أكبر من خصمه في المعركة، وبسبب الهزيمة الساحقة التي تعرض لها الجيش الضخم، قام الباحث بولبيوس بتقدير خسائر المعركة، حيث تبين أن عدد مقاتلي الروماني بلغ ٨٦٤٠٠، ولم يبق منهم سوى ٧٧٠. أما خسائر القوات القرطاجية في المعركة، فبلغت ٥٧٠٠ قتيل من إجمالي ٥٠٠٠٠ مقاتل، وكان عدد الفرسان ٢٠٠ فقط من إجمالي ١٠٠٠٠ مقاتل.