هناك العديد من الأدباء والكتاب الذين أثروا التاريخ بأعمالهم الفنية الرائعة التي لا يمل القراء منها عبر التاريخ، ومن بينهم يبرز الكاتب الفرنسي ميلان كونديرا، ولد في عام 1929 وهو من أصل تشيكي، وكان والده عالما في الموسيقى وهو أحد الأسباب التي أدت إلى ارتباط ميلان كونديرا بالفن والكتابة والموسيقى أيضا، ودرس الموسيقى والأدب، وبعد تخرجه عمل في التحرير في بعض المجلات الأدبية .
وعلاوة على الكتابة، لم يتوقف ميلان كونديرا عن تأليف الشعر، حيث نشر أول دواوينه عام 1953 م، وعلى الرغم من أن الشعراء في بداية حياتهم لا يحظون بالاهتمام الكبير من الآخرين، إلا أنه عرف بعد نشر مجموعته القصصية “غراميات مضحكة” عام 1963 م، وأصبح مشهورا في الأوساط الأدبية، كما كتب كونديرا باللغة الفرنسية والتشيكية أيضا .
أهم مؤلفات ميلان كونديرا :
غراميات مضحكة : وتمت طباعة ونشر الرواية في ثلاثة أجزاء خلال ثلاث سنوات، وتحديدا في الفترة بين عامي 1963 و 1969. تعد هذه المجموعة القصصية نقطة انطلاق أعمال كونديرا الروائية. قدم فيها قضايا الحب والإخلاص والهوية وأسرارها، بالإضافة إلى مناقشة قضية القمع السياسي وسوء التفاهم. وميزتها أسلوبه الفكاهي الساخر. نجح في جعل القارئ يفكر في تعقيدات العلاقات الإنسانية، بما في ذلك العلاقات الزوجية .
المزحة : تم نشر هذا الكتاب عام 1965م، وقد تضمن نوعا من النقد وهو النقد اللاذع للحكم الشيوعي، كما قام بإظهار التناقض الذي عانت منه البلاد خلال فترة الحكم الشيوعي والاضطرابات بين الدعوات التقدمية والواقع الرجعي، ونظرا لأنها كانت رواية سياسية من الدرجة الأولى، لم يتم السماح بنشرها إلا بعد فترة من الزمن .
فالس الوداع : تم نشر هذه الرواية في عام 1971 م ، وقد ناقش ميلان كونديرا فيها الصراع بين الفكر الماركسي الشيوعي والفكر الرأسمالي الليبرالي، كما عرض الأفكار الناتجة عن الحداثة وشرح التغيرات النفسية التي تتعرض لها شخصيات الرواية بسبب الأحداث السياسية التي تحدث في المجتمع من حولهم .
الضحك والنسيان : هو أحد أهم كتب ميلان كونديرا التي لا يمكن اعتبارها رواية، تم نشرها عام 1978م، وهي عبارة عن كتاب يقوم ميلان كونديرا فيه بتجميع بعض القصص التي يحكيها ويربطها جميعا بالضحك والنسيان .
كائن لا تحتمل خفته : تم نشر تلك الرواية في عام 1982م، وهي رواية سياسية رمزية تحكي عن حاجة روسيا للتشيك خلال الحرب العالمية الثانية، وتناقش أيضا انتشار النظام الشيوعي بشدة في تلك الفترة، وصور ميلان كونديرا الخائن بالشخص الذي يتمتع بالخفة .
الخلود : تم نشر تلك الرواية في عام 1988م، وقام ميلان كونديرا بمناقشة فكرة الخلود وعرض بعض الحكايات، وفي النهاية ربطها بطريقة أدبية ليكتشف القارئ أنها تدور حول وفاة أنييس، وهو المحور الرئيسي في الرواية .
البطء : تم نشر الرواية الرومانسية هذه في عام 1994م، وتدور قصتها حول قصتي حب في عصرين مختلفين، حيث تدور القصة الأولى في القرن الثامن عشر الذي شهد التحرر والإنفتاح، بطريقة تميزت بالبطء والطابع الخاص، أما القصة الثانية فتدور في العصر الحديث الذي يتميز بالسرعة والكاتب يستخدم فيها السخرية .
