الشعر النبطي هو أحد أهم أشكال الشعر، وقد استمد لهجته من أهل الخليج العربي، وخاصة اللهجة النبطية، والتي تعود إلى قوم الأنباط الذين عاشوا في الخليج في الماضي. واليوم، يعرف أفراد هذا القوم ببني هلالة، وهم أصل الشعر النبطي، حيث استمدوه من لهجتهم الأصلية. ونتيجة لذلك، انتشر الشعر النبطي في دول الخليج، ثم في العراق، ومن ثم في صحاري النجد. وقد تم تجميع القبائل والثقافات بسبب تقارب اللهجات بينها، حتى أصبحت العادات البدوية مشتركة لدى هذه الشعوب. يعتبر الشعر النبطي من أصدق أنواع الشعر، حيث يعبر عن مشاعر وحياة الإنسان بشكل معين، ويتميز بقافية واحدة وطول قصيدة محدد، وهو من الأشعار التي يستمع إليها عادة، وتنتقل عبر التراث الشفهي. وقد تميز شعراء الخليج في كتابة الشعر النبطي، وفي هذا المقال سنقدم أفضل قصائد الشعر النبطي
– هذه القصيدة للأمير محمد الأحمد السديري وهي من أبرز قصائد الشعر النبطي
يقول من عدى على راس عالي
رجم طويل يدهله كل قرناس
في راس مرجومٍ عسير المنالي
تلعب به الأرياح مع كلّ نسناس
في مهمهٍ قفرٍ من الناس خالي
يشتاق له من حسّ بالقلب هوجاس
قعدت في راسه وحيدٍ لحالي
كنّي براس الرجم مذهب وحرّاس
متذكرٍ في مرقبي وش جرى لي
وصفقت بالكفّين ياسٍ على ياس
قعدت اعدّ أيامها والليالي
دنيا تقلب ما عرفنا لها قياس
كم فرّقت ما بين غالي وغالي
لو شفت منها ربح ترجع للافلاس
يا ما هفا به من رجال مدالي
ما كنهم ركبوا على قبّ الافراس
ولا قلطوهن للكمين الموالي
ولا صار فوق ظهورهن شلع الانفاس
ولا رددوا صم الرمك للتوالي
ولا ثار عجّ الخيل في كل مرواس
في حومة الهيجا لهنّ اجتوالي
كل يبي من زايد الفعل نوماس
من بينهم عود القنا والسلالي
مثل البروق برايح ليله دماس
يقطعك دنيا ما لها أول وتالي
لو اضحكت للغبن تقرع بالاجراس
المستريح اللي من العقل خالي
ماهو بلجات الهواجيس غطاس
ماهوب مثلي مشكلاته جلالي
أزريت أسجلهن بحبرٍ وقرطاس
حملي ثقيل وشايله باحتمالي
واصبر على مرّ الليالي والاتعاس
وأرسي كما ترسي رواسي الجبالي
ولا يشتكي ضلعٍ عليه القدم داس
يا ابجاد شب النار وادن الدلالي
أوصانا يا حروف بما يفيد وينفع
ودقّه بنجرٍ ياظريف العيالي
يجذب لنا ربعٍ على اكوار جلاس
وزلّه إلى منه رقد كلّ سالي
وخلّه يفوح وقنن الهيل بقياس
وصبّه ومدّه ياكريم السبالي
يبعد همومي يوم اشمّه بالانفاس
فنجال يغدي ما تصور ببالي
وروابع تضرب بها اخماس وأسداس
لا خاب ظنّي بالرفيق الموالي
مالي مشاريهٍ على نايد الناس
لعلّ قصرٍ مايجي له ظلالي
ينهدّ من عالي مبانيه للساس
لا صار ماهو مدهلٍ للرجالي
ومشكى لمن هو يشكي الضيم والباس
والبوم في تالي هدامه يلالي
جزاك يا قصر الخنا وكر الادناس
بحسناك يامنشي حقوق الخيالي
ياخالق اجناسٍ ويا مفني أجناس
تجعل مقره دارس العهد بالي
صحصاح دوٍّ خالي ما به أو ناس
وإن ناشني من بعض الادنين صالي
ماني عن الزلات مخبر وبلاس
كالعنبر الغالى بالأسواق غالي
ولا درهم الفضة على صفر ونحاس
أجزيه بالصده جنوب وشمالي
واتلى هوى قلبي إلى هب نسناس
متى تربّع دارنا والمفالي
وتخضر فياضٍ عقب ماهيب يبّاس
نشوف فيه الديدحان متوالي
مثل الرعاف بخصر مدقوق الالعاس
ينثر على البيداء سواة الزوالي
يشرق حماره شرقة الصبغ بالكاس
وتكبر دفوف معبّسات الشمالي
قصيدة للشاعر أحمد الناصر الشايع
أعالج لوعة المغرم وتكبر لهفة المشتاق
أسوق خطواتي برضاي وأحمل أخطائي وأفهمها
أفكر في شروق الشمس حتى يحل غياب الأشفياق
وأقف وسط الظلام محتارًا فيما يتعلق بها
أصبر وتحلى بالصبر، فلا أعتقد أن الصبر يحتمل
الصبر صعب ومتعب، حتى لو شقيت الكبد ستحترق
أيا كاملي المعرفة، العشق يسلك الدروب الضيقة
إلى صاب القلوب الله يعافينا يخرّقها
لدي صديق يحمل خده وراء الشيلة مثل البرق
عرض المزن الذي يشبه شمس الظهر ببريقها
خلقها الله وزيّن خُلقها وأخلاقها الخلاق
قليلٍ جنسها في جيلها سبحان خالقها
لديها عينٌ يتمنى بها العشاق للذبح
وتشمل وصفتين من عين المها وطول كتفها
عندما شاهدتها، ضاقتبي الدنيا وانضغط صدر
لو لم يكن هوى قلبي لما تركت عينيها
أحب مشاهد الغالي، ربما لأنها لا تدوم طويلاً
لو ذهبت، سأتبعه في كل مكان
ما رأيته في الليل زاد القلب نبضًا
معه روحي بسلك العنكبوت الله معلّقها
ليا عرضت عليَّ الوقوفَ كوقفةِ كسرِ الساقِ
يمكن أن تكون ساعات الوداع أسرع من دقائق الرحلة
أنا ويّاه جدّدنا القسم والعهد والميثاق
ولكن قدرة الله تتجاوز ما يتجاوزه أي شخص
وفينا العهد في واحد من أعهاده ما زال باقيا
طالما أننا بحاجة إلى الثقة بالنفس، فعلينا تعزيزها
أنا أعرف أشخاصا لا ينقادون للدنيا ولا ينساقون
حتى لو قسموا عليك بالله وأعطوك أمانتهم، لا تصدقهم
ترى أزواجهم مثل العرب، مالهم ولا حظّ
متى ما هب نسناس الهوى يظهر حقايقها
قصيدة للشاعر خلف بن هذال العتيبي
يا حبيبي، ترى القلب بعد فراقك سرح وأصيب بجرح لم أرى مثله
المحبة تجري المواليف كجري الشجرة وأنت الأرواح جريتها
أنت سبب جروحي التي جاءت وأفقدتني السيطرة على حياتي، وإذا جئت سأسقط
أحضرت لي سما بطعم السمسم، تنفصل نصفي القلب وناديتها
قلت: يا ناعس الطرف، ما هذا الجفا والصفاء في الجو؟ دعنا نستريح معًا
قال:من جرب الحب يصاب بالشقاء، فلا يبقى له سوى قدميه ومحنتها
قلت: من رأاكم يا سمي البحر انتحر وتخلى الروح عن الحقيقة
أصبح صابرًا كما يصبر الجمل على الحمل، وأتمنى أن تسير قدماك بعيداً
قال: ليس كل من يشاهدنا ويحسدنا يقدر على إيذائنا، فأنا لن أكشف عنك وأرفع صوتي
قلت: صرخ شخص مجنون: تكفون، هل تعلمون كم غطاءً عبرته؟
قال: مرحبًا، اضرب جرس الباب ولا تتحدث بمعرفة سرية
الحفاظ على كرامتك هو الأهم، ولا يهم ما يظنه الآخرون عنك
قلت: يا سيد البيض، يا أبيض، يا حظيظ، الذي تعاملت معك مامليح
تريدين نشر عشرتك بالذهب يا ذهب ذا، وذابت الكبد وأذيتها
هي بدوني محب وبحبك بكى واشتكى، يعتقدون أنك أصبحت تحقق المديح
لم أكن أدرك أن هذا الأمر سيصبح صعبا لهذا الحد
قصيدة للأمير خالد الفيصل
من بادي الوقت هذا طبع الايامي
عذبات الايام ما تمدي لياليها
حلو الليالي توارى مثل الاحلامي
مخطور عني عجاج الوقت يخفيها
أسري مع الهاجس اللي ما بعد نامي
وأصوّر الماضي لنفسي وأسليها
أخالف العمر أراجع سالف أعوامي
وأنوخ ركاب فكري عند داعيها
تدفا على جال ضوّه بارد عظامي
والماء يسوق بمعاليقي و يرويها
إلى صفى لك زمانك علّ يا ظامي
اشرب قبل لا يحوس الطين صافيها
إذا كان الوقت يخدعك، فلا يهمني
يا سرع ما تعترض دربك بلاويها
حتى وليفك و لو هيّم بك هيامي
صيّور الأيّام تجنح به عواديها
قصيدة يا عقاب للشاعر خالد العتيبي
يا عقاب، لا أدري إن كانت إشادة أو تذمر، وربما يكون الأمر مجرد رمزية
يا سيّد الزرقا ارتفع وتأرجح، فلن أسقيها إلا مع قبة الكون
استرخِ وأخلص كلّ الهموم، واستمتع بالطبيعة واسترح في أحضان السحاب
اترك الصراخ وانزح وانزح = وارتق مراقبا على الجدي واحذر
مثلك يا ستل تنشر جناحيها مع ضوء الفجر، وتنتشر ريشها في الهواء
جميع الأعضاء انحنت لمن شاح عنها وتركزت على علوه وأعيدت شدّها
سيف ليا جرد على الصيد ذباح، وموس ليا ناش الضوافي حلقها
أنا أحبك كثيرًا وأنت نجمٌ وكأنك بارقٌ يلمع، وتكبيرة الميت على الذي يلحقها
بين مخلابك وفلاج الأصباح = بيض الثنادي قبل يرهج علقها
زوعتك السيول وطعنتك الأسلحة = تمزيقك بمخلب وإذا صفقتها صفقتها
لا تستسلم أو تستساغف، وإذا وقعت فاستمر في محاولة التغلب على العقبات
إذا لم تكن لي، لماذا تنزعج من فقدان الخريشة، فما الذي يمنع الله من تدمير خلقه
واليا شلعت وجالك صياح وطياح = كنت مثل الذي ذبحها وفقها
وصف الأصيل الذي يناسبني هو: هذا يريح نفسه وهذا يفهمها
بعيدا يحمل الحرية ولا تقترب سريا = وإذا جئت فعبدا ستحن الحرار وتعتقها
خطأ في تسمية الصقر يا صاح، فأنت حر في الحرية التي تفرق بينها
يعيش حياته على كف الرجال ويقوم برفع رأسه بالكثير من الكبرياء
وأنتَ سُندكَ عضودٌ وصعودٌ وجناحُ = وحدادٌ كَسَمُّ الطائرة في شنقها
لا يهمني ما هو البرقع، ولا يهمني صياحك، فأنت حر في فعل ما تشاء مع الكون
قصيدة للشاعر خليل بن هدلان
دعني أرقى إلى أعلى المراقبين، في حين تتداول حولي الأحاديث الفارغة
في عالي مدهال، يعمل المخاليب على قطع شعر الحرير الذي ينبت على الرقاب
واسلِ من هموم سوء المغاليب، والأحزان التي صكت عليَّ بينما أعاني
وأرى حقولا تزهو بنبات العراقيب = الأيدي الجميلة تقطف الثمار
يعني جرد الرقاب التي عليها الكلاليب هز الفقار وناب الثعابين
انحنى من السيقان السوداء الضخمة، وانبثق النحور من بينها مذهلاً
أنف الأنوف التي شوهتها الجروح، ورؤوس السهام عبارة عن مركزات للهجمات
احتفظ بما تحصلت عليه من أرباح، لا تنفقها، فقد تأتي أيام صعبة في سوق الملابس
تتجول اليا عبر الممشى تبري الجروح والعيوب، كما لو كانت تقود الكتائب
يظهر جمال الطبيعة في منطقة السقس والجيب، حيث ترويها السحب بمياه الأمطار
العمر يمضي والليالي تتبدل، والموت حق والرحيل واجب
وأنا أعيش تجارب الحياة، إذ أصبحت شابا وفي الحياة تجارب عديدة
أنا أقدر من يقدر الواجبات، سواء كانوا من مدن بعيدة أو من قريبين
أبعد مجالي عن العيوب والعيوب يلتبس=والرفيع في الحمى يميز النسيب
ياقربهم إذا صفنا المشارب=ويا بعدهم عند احتكام النوايب
قصيدة للشاعر عقاب بن مصقال السهلي
واطردي الذي لا نريد سواه خيار *** حر كما وصف ثلاثة بوفاة
عدل المناكب لابرق الريش حشار***لاشاف حفال الحباري نصاها
يرحل بديد الريش في الهواء نثارا *** وعينه مثل عين العميم بسناها
عندما انطلق تجوب الأكواخ المهجورة*** وضربها بيده وشاهدها تتلاشى
هديته عصير وأثر طلعته طيارا *** طلعته كانت خفية وتبعتها
وسقت الونيت بساقته حتى الأسفار *** والأرض ما أنظر رملها من حصاه
ولكن العينان تمشي مع الطيور السارحة*** ونظرتي تتجول في سماءها
والشمس اختفت ومن دونها ستار *** غشت الليل رؤوس الجبال وغطتها
في الليل أصبحت مشتاقا وأشعلت النار، وأقول: من سيأتي ويطفئها؟
وأصبحت في رأس الطويلات سبارا ، ولا يوجد طويل إلا ونيتي ترغب في استئنافه
وأنادي بالملواح وأقول نصار***وأنادي بصيحات تدوي صداها
وميس انكفأت بعد ما حدث، والنصارى لا يعرفون مكان نواه
يا للذين مولعين وصقار، تكفون، ضربوا حروات طيري بحراها
ترى صوفه بينهم، أيها أهل الكار، أوضح من شمس الضحى في ضوئها
شعره أشقر وفيه نقاط بيضاء صغيرة، تزين تلك الخدين
حرشه كفوفه ذو مخالب ينقض، تفاخر بأنه هجر الكراعة بوفاته
تضفي سراويله على الوكر لادار***وحجول سبقه من رهاها يخطاها
والزور طالع والثنادي له كبار***متفهن الجنحان عدل سواها
وعنقه طويل وجوهره يعيط انوار***لاقام يهاوز طلعته وانتواها
تقول عينه صبر نمر، والعين التي غضبها أغرقتها
عين الذي لا يملك الرؤية الذي استجاب لصيحة الجار نفسه والقوافي نسيه
قصيدة للشاعر عبد الرحمن المرخان
قولوا لأبو متعب إن الشعب مظلوم = يا خادم البيتين، امسك عصاها
يمكن أن تضيع أموال الناس بسهولة، ومثلك يعرف الآبار ويعرف غطائها
بين سي لاسوا وبين عاثر ومعثور=سهمك وهو سهمك يطلقه بخلافها
كيف يمكنني أن أشكو مرضي لأي طبيب، وأنت تعرف علاجها وأسبابها
الذين لا يخافون الله، الخالق النور والنار، حتى الأرامل يشاركن في وجباتهم
يا قلبي الذي يحمل النيران والحرارة، ضاقت بي دنيتي وأزرقت فضاؤها
تتشابه سوقك بلون الدم، حيث يضغط على الضعفاء ويكسر أيديهم بغرور
في العشر الأواخر نطلب الغفران للذنوب=تأتي علينا ليلة تفوقها لا تدركها
وأصبح دمها مذروفًا اليوم وأخفقت الآمال فيها وفي من يرجوها
بنينا فوقها أبراج وقصورا، وذهبت سدى والسوق دحضر معها
كم شاب قال: أريد الزواج من الحوريات، ولكنهم فقراء وليس لديهم شيء
كم من راعي الأسرة أصبح الصباح مفقودًا، وعيد الفطر غدًا وعائلته لم تستعد بعد
قمتُ بالتفكير والدراسة والتشاور وقلتُ لصقر العروبة: اتركها دون زينة
بكلمة تأتي منه اليوم مسرورا = والسوق يعود ويروي عطشه
يا درعنا، لو صارت الأزمانُ صعبةً = كم صرخةٍ تدوي، يسمع صداها للناس
يا حر يا ابن الحر، الحر مخبور، الذي قاد الشمس الشامخة في سمائها
قد يُصِيبُك بعض الشك أو القصور، ولكن ستصلك رسالة بها محتويات مهمة
حيثك أبونا والرجاء فيك موفور، فعل شمل كل البلاد وغشاها
جوني يعزيني على السوق ماجور، وقلت البقاء بالشيخ يطفي لظاها
لون السوق هو عشبي ويخضر مثل وصف دار السعودية لها
أنتَ خيرٌ عميمٌ والناسُ ممتنةٌ لك، وأنتَ السحابُ الذي يروي الأرض ويرويها
إذا لم تتمكن من التأقلم مع الوصاية، فعليك بالهجر، فالصبر على الظلم ليس حكيمًا