أفضل قصائد الرثاء
الرثاء هو أحد أهداف الشعر العربي، وهو من أشهر هذه الأهداف، حيث يعتمد على المشاعر الصادقة للشاعر وينقلها إلى القراء. يتمثل الرثاء في ذكر فضائل وصفات الميت الحسنة والأخلاق الحميدة مثل الكرم والعفة والشجاعة. ينقسم شعر الرثاء أيضا إلى عدة أنواع، بما في ذلك رثاء الإنسان ورثاء الحيوان ورثاء المدن والممالك. تبدأ المرثية بالاستهلال والإشارة إلى حتمية الموت، ثم يأتي التفجع الذي يذكر أسباب الموت. ثم يتم التأبين بذكر صفات الميت، وأخيرا يأتي التأسي والتعزية. قد غنى الشعر العربي بالعديد من القصائد التي تتحدث عن الرثاء، وسنقدم بعضها في هذا المقال
حسّان بن ثابت قال إنَّ سعد بن معاذ كان يبكي
لقد انهمرت الدموع من عيني كعبرة… وحقٌ لعيني أن تنزف على فراق سعد
توفي شخص في معركة مأساوية، وأصبحت عيون الحاضرين ممتلئة بالدموع والحزن
في ملة الرحمن ورثة الجنة … مع الشهداء وأكرم الوفد
يا سعد، أنت الذي ابتُهِجت نفسي بمشهدك، وأنت الذي تُعَامَل بالكرم والأثواب والحمد
بحكم سلطانك في قومك، قريظة، وما قضى الله فيهم، فاحكم بينهم بالعدل
قالت نعم وبكت زوجها شماس بن عثمان الذي أصيب في يوم الأحد
أيتها العين السخية بسخاء لا ينقص… على رجل كريم من الشبان الأبطال
ميمون نقيبته صعب التوقع …….. حامل أحزمة الركاب في أفراحهم
أقول عندما يأتي المنادي له بحزن… يأخذ الحصان ويأخذ الكأس المروجة
وقلت عندما انتهت مجالسه مني ……. لا يبعد الله عنا قربا شمالا
فأجاب أخوها أبو الحكم بن سعيد بن يربوع وقال لها
احتفظ بحيائك في الستر والكرم… فإنه كان شمسا من الناس
لا تأخذي روحك عندما يحين وقتها … في طاعة الله يوم الرعب والبعث
فلتتحملي يا حمزة، فقد ذاق ذلك اليوم من كأس الشموس
قال الأشهب بن رميلة الدارمي ينعى أخاه رباب بن رميلة
عبرة من أخيكما أن تسهرا الليل التمام وتجزعا، فأعينيكما تحملان عواقب ذلك
تبكي ربابًا وتقول بحرقة: جزى الله خيرًا من عفانا ومنعنا
لو كان قلبي من حديد، لذاب، ولو كان من صمّ الصفا، لتصدّعا
أَثْناءَ رثاء الصحابية الخنساء لأخيها صخر ومعاوية، تكرر ذلك كثيرًا
ومن قولها في صخر
اعيني جودا ولا تتجمدا….. هل يمكنكما ألا تبكيان على صخرة الندى
ألا تبكيان على الجري الجميل… ألا تبكيان على الفتى السيد؟
طويل النجاد عظيم الرماد، ووسادة عشيرته هي أمردا
وقالت كذلك
ألا يا صخر إن أبكيت عيني ,,,,, فقد أضحكتني دهرا طويلا
كنت أظهر حقك في نسـاء معولات، وكنت أحق مـن أبدي العويلا
دفعت بك الجليل وأنت حي ,,,,, فمن ذا يدفع الخطب الجليلا
إذا بكيت على قتيل، شاهدت بكائك الجميل الحسن
عبدالرحمن هو أخو عائشة من نفس الأم ورضي الله عنهم جميعاً
– وقفت على قبر أخيها عبد الرحمن وبكت عليه وتمثلت
كنا كندماني جذيمة حقبة، منذ الأزل حتى قيل لن يتصدعا
عندما تفرقنا كأنني وأنت، منذ الدهر حتى قيل أنهما لن يتصدعا
قصيدة أمير الشعراء أحمد شوقي في تأبين والديه
سألوني لماذا لم أرث أبي؟ الأب دين والدين لا يورث
أيها اللوام، ماذا حصل لكم… أين العقل الذي يسعد، أين
يا أبي، من أنت في هذا الزمان الأول… كل نفس محتومة على الموت
هلكت قبلك ناس وقرى … ونعى الناعون خير الثقلي
غاية المرءِوان طـــــالَ المدى…..آخــذٌ يـاخــذه الاصـغـريــنْ
وهو طبيب يعتني بالمرضى بلا قوة… ويكشف عن حنينه الخفي
إن للموت يدا إن ضربت… أوشكت تصدع شمل الفرقدين
الجو ينفذ على عقبانه، والليث يلتقي بين الجبلين
الفرخ يحطم قشرته من بيضته… والببغاء يحصل على مئتيه
أنا الذي مات، ومن مات أنا… اجتمع الموت مرتين
نحن كنا مهجة في البدن… ثم صرنا مهجة في بدني
ثم عدنا محزونين في أجسادنا …. ثم نجد جثة في كفني
ثم نعيش في علينا… وبه نبعث أول البعثيين
انظر إلى الكون وقل وصفه.. قل إن الرحمة موجودة في مرحمتين
فقدنا الجنة في اكتشافنا…… ونعمنا منهما في جنتين
وهما العذر إذا غضبا… وهما الصفح لنا مسترضيين
أتمنى لو كان شعري لم يدنسه أي شخص… الذي أفسد به بدايتي
أريد أخا لا أراه إلا فراقه… ولا أريد أحدا يموت إلا الوالدين
– “كلما جلسنا على المائدة… كانت الكسرة فيها كسرتي
شربنا من إناء واحد، واغتسلنا بعده بنفس الأيدي
وسارعنا يدي في يده …… ومن رآنا قال عنا أخوينا
نظر الدهر إلينا نظرة… سوءا فكانت نظرتي
يا أبي والموت كأس مرة…… لا تذق النفس منها مرتين
ثلاثة أبيات من قصيدة ابن الرومي الشهيرة (بكاؤكما يشفي) التي كتبها في حزنه على وفاة ابنه مح
وأنت وإن أفردت في دار وحشةٍ
فإني بدار الأنس في وحشة الفرد
أود إذا ماالموت أوفد معشراً
إلى عسكر الأموات أني مع الوفد
عليك سلام الله مني تحية
ومن كل غيث صادق البرق والرعد
قالها أبو البقاء الرندي، مرثية الاندلس
لِكُل شَيءٍ إذا مَا تَم نُقْصَانُ
فَلا يُغَر بِطيْبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هيِ الأمُوْرُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أزْمَانُ
وهَذِهِ الدارُ لا تُبْقِي عَلِى أحَدٍ
وَلاَ يَدُوْمُ عَلى حَالٍ لَهاَ شَانُ
فَاسأل بَلَنْسِيَةَ مَا شَأنُ مَرْسِيَةَ
وَأيْنَ شَاطِبَةٌ أمْ أيْنَ جَيانُ
وَأينَ قُرْطٌبَةُ دَارُ العُلُوْمِ فَكَمْ
مِنْ عَالِمٍ قَدْ سَمَا فِيهَا لَهُ شَانُ
وأيْنَ حِمْصُ وَما تَحْوِيهِ منْ نُزَهٍ
وَنَهْرُهَا العَذْبُ فَياضٌ وَمَلآنُ
تَبْكِي الحَنيِفيةُ البَيْضَاءُ مِنْ أسَفٍ
كَمَا بَكى لِفِرَاقِ الإلْفِ هَيْمَانُ
حَتّى المَحَاريْبُ تَبْكِي وَهْيَ جَامِدَةٌ
حَتى المَنابِرُ تَبْكِي وَهْيَ عِيْدَانُ
يَا غَافِلاً وَلَهُ فِي الدّهْر مَوْعِظَةٌ
إنْ كُنْتَ فِي سِنَةٍ فالدّهْرُ يَقْظَانُ
يَا راكِبيْنَ عِتَاق الخَيْلِ ضامِرةً
كأنها فِي مَجَالِ السَبْقِ عُقْبَانُ
أعِنْدَكُمْ نَبَأٌ مِنْ أهْلِ أنْدَلُسٍ
فَقَدْ سَرَى بِحَدِيْثِ القَوْمِ رُكْبَانُ
كَمْ يَسْتَغِيْثُ بِنَا المُسْتَضْعَفُوْنَ وَهُمْ
قَتْلَى وَأسْرى فَمَا يَهْتَز إنْسَانُ
لِمَا التقَاطُعُ فِي الإسْلام بَيْنَكُمُ
أفضل ما قرأت في الرثاء كان للشاعر الزير سالم (المهلهل) عندما رثى الكلب وائل
كليب لا خير في الدنيا ومن فيها
إذ أنت خلّيتها فيمن يخلّيها
كليب أيّ فتى عزٍّ ومكرمة
تحت السقائف إذ يعلوك سافيها
نعى النّعاة كليبًا لي فقلت لهم:
تحركت الأرض أو انهارت جبالها
الحزم والعزم كانا من صنيعته
ما كل آلائه يا قوم أحصيها
القائد الخيل تردي في أعنّتها
رهودًا إذا الخيل لجّت في تعاديها
من خيل تغلب ما تلقى أسنّتها
إلاّ وقد خضبوها من أعاديها
يهزهزون من الخطّيّ مدمجةً
صمًا أنابيبها زرقًا عواليها
ليت السماء على من تحتها وقعت
وانشقّت الأرض فانجابت بمن فيها