الافضلمنوعات

أفضل أشعار بشار بن برد

نحن الآن على موعد مع رحلة نحو الشعر والقصائد مع واحد من أروع من قال الشعر والقصائد ، بشار بن برد هو من المخضرمين بالفعل في الشعر والقصائد في نهاية الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية ، هذا الشاعر ولد أعمى ولكن قلبه ومشاعره رأت كل شيء ووصفت كل شيء بجماليات للان موجودة في حاضرنا بأدب رفيع وراقي هو من قال عنه الجاحظ : “وليس في الأرض مولد قروي يعد شعره في المحدث إلا وبشار أشعر منه.” كانت نهايته صعبة وأليمة حيث تم ضربه بالسياط حتى الموت نظرا لاتهامه بالزندقة ، والان سوف نقوم بعرض أفضل أشعار بشار بن برد خلال السطور التالية

فقال في القصيدة الغزلية

ذكرت حبيبي فانهمرت دموعي، وفي هذه الدموع أفكار عن الأشياء المفرحة

فعما تسيل العين بسبب الدموع _ ولا يهتم قلبي بالدعوات

وأنا أحبها حقا، وإن كنت أكذب، فإنني لا أرفع صلاتي بين الصالحين

تسببت كل زفيرة في ارتعاش قلبي، ولا يمكنني تحمل هذه الزفرات

وحفظت هذاالأمر في نفسي حتى كأنني أتكلم معها في اللحظات الحميمة

عندما التقينا، شعرت بالضيق بسبب ما أراه، ولكن عندما زرعت شكوكي فيه، أطمأن قلبي

فقلت لنفسي : هل يشرق الشمس للمتأمل أم يظهر البدر في قناع فتاة؟

وفي حبه لجاريته التي تبادلت معه الحديث والشوق، قال لها
وصورة دالٍ كانت شبيهة بصورة البدر، أصبحت تغني عميد القلب وتجعله سكرانًا
حور في طرف العين، إن قتلنا لم يحيوا قتلانا

قلت: أحسنتِ يا سؤلي وأملي، فاسمعيني وجزاكِ الله إحسانًا
يا ليت جبل الريان يجتمع بجبله، ويا ليت ساكني الريان يجتمعون سويًا
قالت: لما لا أفديك بنفسي، فالأروع من هذا لمن كان قلبه محتارا

يا قوم، اسمحوا لي بأن أكون عاشقة لبعض الحي، فالأذن تعشق قبل العين أحيانًا
قلت لها: أحسنتِ، فأنتِ الشمس الطالعة التي أشعلت النيران في قلبي وأحشائي
فاسمعي لي صوتًا مطربًا هزجًا، يزيد حبًّا فيكِ ويشعرك بالألم

يا ليتني كنت تفاحة مفلجة، أو كنت من رياحين القضب ريحانًا
حتى عندما شممت عطري، فإنها أعجبت به وكأننا في خصوصية تمثلني كإنسان

عندما حركت العود ثم انثنت طربًا، صدح بصوت عذب ثم لم تخفي صوتها بكتمان
أصبحت أكثر طاعةً لخلق الله كلهم، لأنهم أعطوني الحب والعصيان في نفس الوقت
فَقُلت: أسرتنا يا زين مجلسنا —– فهات إنك بالإحسان أولانا
لو علمتُ أن الحُب يُقتلني، لأعددتُ أكفاناً لنفسي قبل أن ألقاكِ
صوت الشراب المُتَدَاخِل الذي يُصدَرُ صوتًا رمليًّا، يُشكِّلُ الفرح ويُدمِّي العين بألوانها
لا يقتل الله من دامت مودته، بينما يقتل أهل الغدر أحيانًا
لا تلوموني إذا تذكرتها – إنها نشوان. هل يلوم الصائم نفسه على نشوانه؟
لم أعرف ما وصفه يقظان قد علمت به، وقد لعبت به في النوم أحيانًا
تأكلني فمها، فألتهمها – كأني رجلٌ نائمٌ يأكل زوجةً في الحلم
وتفوه بالغزل شعرا باروع الكلمات قائلا

يا حبيبي إذا كان دواء الحب مفقود، هل ما زالت تحتفظ به؟

قالت : عليك بمن تهوى، فقلت لها: يا حب فوق الهوى والعين والجيد

لا تتلاعبي بحياتي وتحطمي آمالي، صبرًا على الموت فإنه محتوم

إذا دعت رؤيتك الموت قبل وقتها، فإنك ستموت وتبقى ذكراك خالدة في الآخرة

أنتِ الأميرة في روحي وجسدي، وفي يديكِ الأقاليد التي تصنع الأمور الجميلة والرائعة

لا تسبقيني إلى حمام الموت، انتظري يومًا كأنه قد طوى البيض والسواد

أعجبت بك بعض الأشخاص فقلت لهم: ليس لها ذنبٌ إنما قلبها حرٌّ ومجهودٌ

رأيتها ونمت بعد ذلك، ولم يأتِ النوم بعد رؤيتها، وهل ينام صاحب العين الساخنة المعمود؟

أرى الحبيب يرتدي الإزار فأشعر بالحسد، لأن الإزار على ما يحمله محسود
أذهلنا أيضًا بكلماته الرقيقة في الحب والغزل

تحثك على الصبر خلف الناس الذين يتنمرون عليك، وعلى الراحة

تحت خدك من يديك في كل ليلة حتى ترى وجه الصباح وأنت على وسادة

الشوق الغريب يبدو كأنه يشد الوجه باتجاهك إذا مررت منه

تراعي الليل تبيت وترجو نفاده، وليس لليل العاشقين نهاية

رفضت أن تغمض الخلي لجفونه، وعلى النوم عين صبية وفؤاد

أرى أن النفس تكون مخدوعة بالتحقق من رغباتها، وتكون مخدوعة بالسعادة

إذا تجاوزت حدود الحب، ستتحرر من همومك وتغرق في حبٍ جديدٍ وجميل

عندما تتبع أهوائك، تتعلم الدروس ويصبح الدمع من بين الأحباب مصدرًا للعبرة

إذا قلت إني قد لقيت شقاوة _ بحبك قالت لي : و سوف تزاد

نحن نعاني من صلابة وليونة وحزن الفراق وحب اللقاء

فوالله ما أدري و كل مصيبة _ بأي مكائد النساء نكاد

حظ جميل المحيا نسبته منك ولكن حظك منه متعب ومضن

إذا لم يعطك الدهر ما تريد ، فحاول أن تتأقلم معه حتى تحصل على ما تريد

في القصيدة الشهيرة التي يمجد فيها محمد بن مروان، قال الشاعر

جَـفا وِدُّهُ فَـاِزوَرَّ أَو مَـلَّ صاحِبُه = وَأَزرى بِــهِ أَن لا يَـزالَ يُـعاتِبُه
خَـليلَيَّ لا تَـستَنكِرا لَوعَةَ الهَوى = وَلا سَـلوَةَ المَحزونِ شَطَّت حَبَاِئبُه
يشفي النفس ما يلقى بعبادة عينه، وما كان يلقى قلبه وطبائبه
يجب تقليص شدة العواطف، وإنما ينحني القلب للشخص الذي يجذبه الحب
إذا كان أخوك ذواقًا من الهوى، فإن هذه الكلمات موجهة في كل أوب ركائبه
لا تكن مطية رحال كثير المذاهب، بل افصل معه وجه الفراق
أخوك الذي إذا ربيته قال إني أربت، وإذا عاتبته لم يجبك إلا من جانبه
إذا كنت تلوم صديقك في جميع الخطايا، فلم تجد من يستحق اللوم بعد
عِش حياتك واجعل صلتك بأخيك، فإنه فراق ذنبٍ مرةً والتقاء به
إذا لم تشرب الماء على القَذى، فستشعر بالعطش، ولن يكون الماء الذي يشربه الآخرون لذيذًا
بناته ينامن في ليل دجوجي، ويخاف أبناؤه وجواريه من هوله
حميتُ عيني وعين مطيتي به، وكانت سهامه اللذيذة تلمع كالعصافير
وترى الماء ريش الغطاط يتمايل في جوّه، خفيّ الحياة ما إن تليّن نضائبه
قَـريبٍ مِـن التَغريرِ ناءٍ عَن القُرى = سَـقاني بِـهِ مُـستَعمِلُ اللَيلِ دائِبُه
حليف السرى لا ينحني بمفازة ولا تستخدم أعمدتها كسلم
أمق غريري كأن قتوده على مثلث يدمى من الحقب حاجبه
غَـيورٍ عَـلى أَصـحابِهِ لا يَرومُهُ = خَـليطٌ وَلا يَـرجو سِواهُ صَواحِبُه
إذا رعت السنين حاولت إزالتها، ستجد العجز وتنتهزه
أَقَـبَّ نَـفى أَبـناءَهُ عَـن بَـناتِهِ = بِـذي الرَضمِ حَتّى ما تُحَسُّ ثَوالِبُه
رَعـى وَرَعَـينَ الرَطبَ تِسعينَ لَيلَةً = عَـلى أَبَـقٍ وَالرَوضُ تَجري مَذانِبُه
فَـلَمّا تَـوَلّى الحَرُّ وَاِعتَصَرَ الثَرى = لَـظى الصَيفِ مِن نَجمٍ تَوَقَّدَ لاهِبُه
طارت عصافير الشقائق وتزينت من الآل أمثال الملاء مساربها
الشول القريع وذرى الصمد أصفرت بعدما صدت عنها مواهبه
وبدأت المها تلجأ إلى الظل واستوفض السفا، فنتاج مواكب الصيف يبدأ في التراجع
غَدَت عانَةٌ تَشكو بِأَبصارِها الصَدى = إِلـى الـجَأبِ إِلّا أَنَّـها لا تُخاطِبُه
وظل على علياء يتردد في قراره، هل يذهب لزيارة ورد باكرًا أم يلتزم بموعده
عندما ظهر وجه الزماع وراعيه في الليل، كان الوجه يشبه من يلمّ الماء بقاربه
فباتت شخوصها مختفية بتغطية الظلام، تنهبها أم الهدى وتنهبه
إِذا رَقَـصَت في مَهمَهِ اللَيلِ ضَمَّها = إِلـى نَـهَجٍ مِـثلِ الـمَجَرَّةِ لاحِبُه
في الغطاء، حيث انتشرت الأهوال والمخاطر، تمتلئ الجوانب بمياه الشريعة التي حُفِّت بها
يظهر فيها ضجيج الأرباب على العبيد، مثلما ظهر في يوم حارٍ صراصيره
فقبّلَتْ عرض السري وعينها تردّد، وفي الناموس من هو الذي يراقبها؟
أخو بصيغة زرقاء وصفراء سمحة يجذبها مستحصد وتجذبه
إِذا رَزَمَـت أَنَّـت وَأَنَّ لَها الصَدى = أَنـينَ الـمَريضِ لِـلمَريضِ يُجاوِبُه
كأن الثراء يسير إلى يمينه، إذا ما أتاه بحثاً أو ضجيجاً
يتجه إلى أم ابنتين يتوجه إليها إذا جاءها مخفقًا أو صاخبًا
عندما تدلّى في السرير وغرّه الحشا من قانص لا يمكن رفعه، فقد زاد غيظه وحسده
رمى السهم فأمره أن يمسح بطنه ولباته، فأطاع والموت يكاد يلامس جسده
ووافقت الأحجار على ردع نضيّه، فأصبحت منها عامراً وشاخبُه
تخاف المنايا من فراق رفيقها، كما لو أن المنايا تشعر بحزن لفقدانه
فقلت له إن العراق موقعه هنا، وأنه وخيم عندما تهب عليه جنوبياته
لِـعَلَّكَ تَـستَدني بِسَيرِكَ في الدُجى = أَخـا ثِـقَةٍ تُـجدي عَلَيكَ مَناقِبُه
يُعدُّ قَيْسُ عَيلانَ مِنْ أهلِ الحيّ، وهم عيون الندى التي تروي سحابهم
إذا جمع الملحدون المحرومون حبالهم، فإن أشجارهم ستسافر إليهم بأشواقها
في يوم عبوري، إما أن يغطيني الماء أو يغطيه، ومن يشرب منه لا يروي عطشه
رَفَـعتُ بِـهِ رَحلي عَلى مُتَخَطرِفٍ = يَـزِفُّ وَقَد أَوفى عَلى الجَذلِ راكِبُه
وأغبر راقص الشخصيات، هو مجهول المصدر ومصادره غير معروفة
لِأَلـقى بَـني عَـيلانَ إِنَّ فَـعالَهُم = تَـزيدُ عَـلى كُـلِّ الفَعالِ مَراكِبُه
ألاك الألي شقوا العمى بسيوفهم، حتى وجدوا الحق الذي طلبوه وابتغوه بشدة
إذا ركبوا بالمشرفية والقنا، أصبح مروان ومواكبه
فَـأَيُّ اِمـرِىءٍ عـاصٍ وَأَيُّ قَبيلَةٍ = وَأَرعَـنَ لا تَـبكي عَـلَيهِ قَـرائِبُه
رُوَيـداً تَـصاهَل بِـالعِراقِ جِيادُنا = كَـأَنَّكَ بِـالضَحّاكِ قَـد قامَ نادِبُه
وسام لمروان وغيره من الشجعان، وكأنه وحش كبير في البحر يعتريه الغوارب
بعدما أعطت أم المنايا بناتها السيوف، صرخنا: “إننا ردٌّ من نحارِبه
لا يزال بعضنا يحتفظ بمدينة أو يُراقِبُ ثغرًا يُخافُ مرازبُه
إِذا الـمَلِكُ الـجَبّارُ صَـعَّرَ خَـدَّهُ = مَـشَينا إِلَـيهِ بِـالسُيوفِ نُـعاتِبُه
كنا نتأهب للعدو عندما يهاجمنا ونراقبه في الوقت نفسه دون أن يدري
رَكِـبنا لَـهُ جَـهراً بِـكُلِّ مُثَقَّفٍ = وَأَبـيَضَ تَـستَسقي الدِماءَ مَضارِبُه
يتميز جيش كجنح الليل بالرجفة بالحصى والشول والخطي الحمراء من ثعالبه
غَـدَونا لَهُ وَالشَمسُ في خِدرِ أُمِّها = تُـطالِعُنا وَالـطَلُّ لَـم يَجرِ ذائِبُه
بِضَربٍ يَذوقُ المَوتَ مَن ذاقَ طَعمَهُ = وَتُـدرِكُ مَـن نَـجّى الفِرارُ مَثالِبُه
كأنّ موجات المياه تطفو فوق رؤوسهم، وكأنّ سيوفنا تنزلق في الليل كالنجوم
أرسلنا لهم موت الفجاءة، إنناأبناء الملك الخفاق علينا سبائبه
فَـراحوا فَـريقاً فـي الإِسارِ وَمِثلُهُ = قَـتيلٌ وَمِـثلٌ لاذَ بِـالبَحرِ هارِبُه
وَأَرعَـنَ يَغشى الشَمسَ لَونُ حَديدِهِ = وَتَـخلِسُ أَبـصارَ الـكُماةِ كَتائِبُه
تَـغَصُّ بِـهِ الأَرضُ الفَضاءُ إِذا غَدا = تُـزاحِمُ أَركـانَ الـجِبالِ مَـناكِبُه
كَـأَنَّ جَـناباوَيهِ مِن خَمِسِ الوَغى = شَـمامٌ وَسَـلمى أَو أَجاً وَكَواكِبُه
تركنا كلبًا ووحيدًا في البرية يسعى للنجاة من الموت الذي يهدده
أَبـاحَت دِمَشقاً خَيلُنا حينَ أُلجِمَت = وَآبَـت بِـها مَغرورَ حِمصٍ نَوائِبُه
فازت فلسطين وجمعها عاد منتصرًا، وتمكن من إزالة المستوطنين الذين يتجمعون فيها
وَقَـد نَـزَلَت مِـنّا بِـتَدمُرَ نَوبَةٌ = كَـذاكَ عُـروضُ الشَرِّ تَعرو نَوائِبُه
تَـعودُ بِـنَفسٍ لا تَـزِلُّ عَنِ الهُدى = كَـما زاغَ عَـنهُ ثـابِتٌ وَأَقـارِبُه
دعا ابن سماك إلى الغواية بجرأة، ولم ينصح أبناءه بتجربتها
ونادى سعيدًا فسكبت عليه ذنوبه كما صبت عليه ذنائبه
من العجيب أن يسعى ابن أغنم فيهم، وأن عثمان يعيش زمناً يحدث فيه العجائب
وكل واحدٍ منهما طار وله هواه = والكلاب تطاردها بأسنانها الحادة
أُمِرْنا بصلبهم في فجر النهار، فأصبحوا جميعًا ممدودي الأيدي ينحتون الجذوع الصلبة
صاح ابن روح وباط للجماعة: إنهم زأروا إليه، فاقشعرت ذوائبه
في كوفة الحبلى، حملنا بخيلنا جيوش الموت، فقد جئناهم لنذيبهم
نحن نعيش في هذا المكان وذاك، ونساءها يبكين، ونستجيب لهن
أَيـامى وَزَوجـاتٍ كَـأَنَّ نِـهائَها = عَـلى الـحُزنِ أَرآمُ الـمَلا وَرَبارِبُه
بَـكَينَ عَـلى مِـثلِ السِنانِ أَصابَهُ = حِـمـامٌ بِـأَيدينا فَـهُنَّ نَـوادِبُه
فَـلَمّا اِشـتَفَينا بِـالخَليفَةِ مِـنهُمو = وَصـالَ بِـنا حَـتّى تَقَضَّت مَآرِبُه
دَلفنا إلى الضحاكِ، نَصرِفُ بِالردى، ومَروانُ تَدمى مِن جُذامَ مَخالِبُه
فهمُ معدٍّ لِلـضِّـغامِ وأسودَ اللونِ سالِخٍ = يشكّلان حُـتوفاً لِـمَن زارَتهُم عَقارِبُه
وَمـا أَصـبَحَ الضَحّاكُ إِلّا كَثابِتٍ = عَـصانا فَـأَرسَلنا الـمَنِيَّةَ تـادِبُه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى