أصول الشعب النورماندي و أهم ما ذكره التاريخ عنهم

ينتمي شعب النورماندي إلى الشعوب التي سكنت أوروبا في العصور القديمة، واشتهر بالعديد من الأسماء، بما في ذلك شعب النورمان .

النورمانديين
النورمانديون هم خليط من بعض شعوب الدول الإسكندنافية ، هؤلاء الذين استقروا في عدة أماكن و منها النرويج و الدنمارك و السويد ، و تقول بعض المصادر أنهم كانوا ذوي أصول جرمانية ، و لقد كانوا يعتادوا الملاحة في بحر الشمال و بحر البلطيق ، و على الرغم من ذلك فإنهم لم يكونوا في الأساس بحارة و إنما كانوا فلاحين ، هذا فضلا عن أنهم قد عرفوا في بعض المصادر باسم الفايكنج ، و ذلك تحديدا بعد انخراطهم في أعمال القرصنة .

أصل النورمان
النورمان هو الاسم الجماعي لمجموعة من الشعوب، بما في ذلك الشعوب الإسكندنافية، وقد قاموا بالعديد من المغامرات المشهورة في القرن التاسع والقرن الثاني عشر .

في القرنين التاسع والعاشر الميلادين، قام شعب نورمان بغزو الدنماركيين عن طريق الساحل الإنجليزي لبحر الشمال، وشارك في التجارة معهم السويديون. بينما كان الشعب النرويجي مشغولًا بالاستكشافات في المحيط المتجمد الشمالي .

في ذلك الوقت، كان النورمان متخصصين في الهجوم والنهب، وكانوا يتميزون بسفنهم ومراكبهم التي لا تحتوي على أبراج المراقبة، بل تحتوي على صور ثعابين البحر من الأمام بدلاً من المجاديف .

يذكر أيضا أن هذا الشعب كان يتميز بالشدة والقوة الزائدة، مما جعلهم مرغوبين للغاية كمرتزقة في الإمبراطورية البيزنطية، وعلى الرغم من ذلك، كان هذا الشعب النورماندي لديه العديد من الثقافات المختلفة، واعتادوا غزو العديد من المناطق بهدف الاحتلال، ومن بين هذه المناطق أمريكا وجنوب إيطاليا وصقلية .

في نهاية القرن التاسع الميلادي، غزت قوات النورمان مدينة نورماندي الحالية التي تحمل اسمهم حتى الآن، وتم منح جزء من أرض نورماندي للنورمان في ذلك الوقت من قبل ملك فرنسا بغرض التحالف معهم .

النورمان في نورماندي
مجرد أن دخل النورمانديين منطقة نورماندي صاروا مزارعين ، و اندمجوا مع السكان المحليين في تلك المنطقة ، بل و اعتنقوا الديانة المسيحية ، و عاش حوالي جيل أو جيلين من النورمانديين في وسط الجيران الفرنسيين و توطدت العلاقات بينهم ، و ذلك وصولا للقرن الحادي عشر ، بعدها اعتمد عليهم النظام الإقطاعي الفرنسي شيئا فشيئا .

النورمان في إنجلترا
– منذ أن بدأ الشعب النورماندي في الظهور كان على اتصال مع إنجلترا ، فقد حاولوا تدمير الموانئ الهامة في السواحل البريطانية و إحتلالها ، في ذاك الوقت الذي تمكن فيه الدنماركيون من بسط سيطرتهم على عدة أماكن إنجليزية ، وقتها حاول ملك إنجلترا التصدي لهذه الهجمات من قبل الدنماركيون .

في ذلك الوقت، تزوج ملك إنجلترا آذرد الثاني ابنة دوق النورماندي، وبذلك أصبح الشعب النورماندي حليفًا للشعب الإنجليزي، وقام النورمان بتدريب القوات العسكرية الإنجليزية حتى يتمكنوا من التصدي للهجمات .

توالت الأحداث بعد ذلك، حتى وصلنا إلى إحدى المعارك الشهيرة التي قررت مصير إنجلترا، ثم تم تتويج الملك ويليام، وفي ذلك الوقت تمكن الغزاة النورمان من الدخول إلى الطبقة الحاكمة بديلاً عن الأنجلوساكسون .

في ذلك الوقت، كان النورمان يعرفون أنفسهم بأنهم كدوقات نورمان، وكانت لغتهم اللغة الأنجلونورمانية، وتم دمج هذه اللغة فيما بعد مع اللغة الأنجلوسكسونية لتشكل في ذلك الوقت اللغة الإنجليزية الوسطى .

بعد ذلك، تمكن النورمان من الاقتحام في اسكتلندا، ونجحوا في إنشاء سلسلة جديدة أدت إلى ظهور عدد كبير من الملوك الذين حكموا أوروبا لفترة طويلة في التاريخ، ومن بين هؤلاء الملك ديفيد الأول .