أسرار وعادات قبيلة اليانومامو بأمريكا الجنوبية
قبيلة يانومامو هي إحدى القبائل المعزولة عن العالم، وتعيش هذه القبيلة بشكل معزول تماما عن بقية العالم، حيث تعتمد بشكل كامل على الاكتفاء الذاتي وتمتنع تماما عن التواصل مع الآخرين إلا في حدود ضيقة جدا. يعيش أفراد هذه القبيلة حياة بدائية تعتمد على الصيد والزراعة، ولكنها تحتفظ بطقوس وعادات خاصة تختلف كثيرا عن القبائل الأخرى، وسنتناول هذا بالتفصيل لكن دعنا أولا نتعرف على موقع وأصل هذه القبيلة.
أين توجد قبائل اليانومامو :
تسكن قبائل اليانومامو غابات حوض نهر أورينوكو الواقع جنوب فنزويلا، وأيضًا في الغابات المطيرة داخل حوض الأمازون الواقعة في شمال دولة البرازيل، حيث يعد شعب اليانومامو هم السكان الأصليون بأمريكا الجنوبية.
ويقدر عدد أفراد تلك القبيلة بنحو 35000 فرد يعيشون في أربعة مجموعات مميزة هم (نينام – ويانومام – سانيما – يانومامو) وكل مجموعة تتواجد في منطقة خاصة بها وتتحدث لغة تختلف تمامًا عن لغة المجموعة الأخرى وتعتمد جميع أفراد القبيلة على حرفتين هما الزراعة وتمتهنها النساء والصيد وهي مهنة الرجال.
متى اكتشف العالم قبيلة اليانومامو ؟
في عام 1759 م، زارت بعثة إسبانية منطقة يبكوانا على ضفاف نهر بادامو والتقت أفراد البعثة بسكان قبيلة يبكوانا. تزامنت هذه الزيارة مع وجود حرب معلنة بين قبيلتي يبكوانا ويانومامو، وأخبر رئيس قبيلة يبكوانا أعضاء البعثة عن هذه الحرب بين شعبه وشعب يانومامو.
من هنا بدأت البعثة الإسبانية في محاولة التواصل مع أفراد اليانومامو، والتواصل مع العالم الخارجي، وبدأ صيت شعب اليانومامو ينتشر، وبدأ المبشرون الكاثوليك في التوجه إليهم وتعليمهم، ولذلك تحول معظم سكان القبيلة إلى الديانة المسيحية.
مظاهر الحياة الاجتماعية والسياسية عند شعب اليانومامو :
يعتبر شعب اليانومامو من أكثر القبائل عزلة في العالم، حيث يعيش في مئات القرى في المنطقة والتي تخضع جميعها للحكم الذاتي وليست تحت سياسة الدولة، يسكن أفراد القبيلة داخل القرى، ولكل قرية هيكل عائلاتها الخاصة بها والذي يتألف من قرص بيضاوي كبير يجتمع فيه المنازل، وفي وسطه ساحة مركزية، وتحتوي القرية الواحدة على عدد يتراوح بين خمسين وأربعمائة فرد، يعتمدون على الغابات المحيطة بهم للحصول على الغذاء، حيث يزرعون الفاكهة وخاصة الموز، الذي يعتبر وجبة أساسية بالنسبة لهم، ويقوم الرجال بالخروج في رحلات صيد للبحث عن الأسماك والحيوانات.
أسرار وعادات قبيلة اليانومامو :
في قبيلة اليانومامو، يجب أن يكون المولود الأول لكل امرأة ذكرًا، وفي حال ولادة مولودة أنثى يتم قتلها، حتى يتمكن الأب من الحصول على مولود ذكر، ومن ثم تصبح الأم مسؤولة عن جميع المواليد اللاحقة، سواء كانتذكورًا أو إناثًا.
• تعتقد قبيلة اليانومامو في التعددية الزوجية للنساء والرجال، ولكن الزوجة الأولى تكون ذات النفوذ الأكبر داخل الأسرة بغض النظر عن عدد الزوجات الأخرى.
• يصاب أفراد قبيلة اليانومامو نادرًا بمرض ارتفاع ضغط الدم، وذلك لأن نظامهم الغذائي يعتمد بشكل كبير على الفواكه واللحوم، ويحتوي على كميات منخفضة جدًا من الملح.
• يعتبر الحيض الأول للفتيات إشارة أولية للأنوثة، ولذلك تقوم الأم بشراءملابس جديدة لابنتها بعد انتهاء هذه الفترة، حتى تتزين للاحتفال الذي يكون عادة من أحد أقاربها في القبيلة.
• يعتقد نساء اليانومامو أن دم الحيض يعتبر من الأشياء السامة التي يجب على الجسم التخلص منها، ولذلك يُحتجز المراهقات المصابات بالحيض في غرفة منفردة ومعزولة، وتجلس الفتاة فيها على القرفصاء لتسهيل تخلص الدم، ويتم تقديم الطعام للفتاة بواسطة عصا بحيث لا يلامسها أحد ولا تلمس الطعام بيدها.
• لا يحتفل أهل اليانومامو بالزواج بشكل خاص، فلا توجد طقوس خاصة بالزواج كما في ثقافات وقبائل أخرى، ولكن يتزوج الرجل المرأة وتنتقل إلى بيته.
• ينتشر العنف الأسري بين أفراد قبيلة اليانومامو، حيث يوجه الرجل زوجته ويعاقبها بالضرب، وعلى الزوجة تحمل ذلك والبقاء في المنزل، وإلا فإنها تهرب وتعودإلى بيت أهلها.
• تعتبر الطقوس الجنائزية أحد الطقوس الهامة لدى قبيلة اليانومامو، حيث يتم حرق رفات الجثث، ثم يتم تقديم حساء رفات الجثث مع الموز لجميع أفراد اليانومامو.
• يعد القتال رمزًا للشجاعة والقوة بين الذكور في بعض القبائل، ولذلك يحرصون على المشاركة في المعارك والحروب مع القبائل المجاورة.