الطبيعة

أسباب ندرة المياه في شبه الجزيرة العربية

أصبحت مشكلة توفير تلك النوعية من المياه الصالحة للشرب من أخطر المشاكل التي يواجهها الإنسان في العصر الحالي، وتشكل خطرا كبيرا على الأجيال القادمة سواء فيما يتعلق بمياه الشرب أو المياه المستخدمة في الزراعة. يعود ذلك إلى العديد من الأسباب التي زادت من استهلاك المياه من المصادر الحالية، وهذه المصادر ليست كافية لتلبية الاحتياجات الأساسية، بالإضافة إلى تعرضها للتلوث بشكل عال ومتزايد بسبب عوامل عديدة مثل نفايات المصانع وارتفاع درجة الحرارة وتسريع عملية التبخر نتيجة للتغير المناخي. نتيجة لكل هذه الأمور والأسباب، فإن كمية المياه المتوفرة حاليا لا تكفي سوى لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية، بينما يعاني الباقون من نقص حاد أو تلوث متزايد في إمدادات المياه الخاصة بهم. ومن بين تلك المناطق المتضررة من نقص وندرة مصادر المياه لعدة قرون، تأتي شبه الجزيرة العربية التي لا تزال تعاني من هذه المشكلة حتى اليوم، على الرغم من التقدم الكبير الذي شهدته في مختلف جوانب الحياة. ومع ذلك، لم تتمكن حتى الآن من حل مشكلة ندرة المياه، وذلك بسبب أسباب عديدة .

أسباب نقص المياه في شبه الجزيرة العربية :- – هناك العديد من الأسباب والعوامل التي أدت إلى نقص المياه الكبير في شبه الجزيرة العربية، بمن فيها:-

أولاً :- – طبيعة المناخ: يعتبر مناخ الجزيرة العربية بشكل أساسي مناخا صحراويا، حيث تشهد درجات الحرارة ارتفاعا كبيرا في معظم أوقات السنة، مما يؤدي مباشرة إلى قلة الأمطار في فصل الشتاء أو حتى انعدامها في كثير من الأحيان، وبالتالي ينتج ذلك قلة كمية المياه الجوفية، التي تتراكم من خلال مياه الأمطار. وبالإضافة إلى ذلك، تعمل درجات الحرارة العالية بوتيرة قوية على تسريع عملية التبخر للمياه السطحية التي توجد أساسا في المنطقة .

ثانياً :- تفتقر شبه الجزيرة العربية في المقام الأول إلى وجود أنهار أو ينابيع جارية في أراضيها، حيث تقتصر المياه الجارية بها على السيول التي تنشأ في المنحدرات الجبلية أو الهضاب نتيجة تجمع مياه الأمطار التي تتساقط على الجبال. يتم استغلال بعض هذه السيول لجمع مياه الأمطار التي تمر بها للاستخدامات البشرية المختلفة، ولكنها لا تكفي لتلبية احتياجات الاستهلاك البشري بسبب ندرة هطول الأمطار في معظم مناطق شبه الجزيرة العربية .

ثالثاً :- – عدم وجود خطة للحفاظ على المياه: نتيجة للاستنزاف الزائد لمصادر المياه الجوفية والآبار بدون دراسة أو تنظيم، حدث انهيار شديد في مخزون المياه الجوفية، مما أدى إلى زيادة الضغط على تحلية المياه المالحة لتلبية احتياجات سكان المنطقة. هذا أدى إلى تلوث مياه الجوف بمستويات عالية من الملوحة .

رابعاً :- حدثت زيادة كبيرة في عدد السكان، مما أدى إلى زيادة استهلاك المياه بشكل كبير وغير مقنن من قبل سكان مناطق شبه الجزيرة العربية، والتي تحتل المرتبة الأولى في العالم في استهلاك المياه رغم ندرة وشح الموارد المائية فيها، حيث يصل معدل استهلاك الماء اليومي لكل فرد في تلك المنطقة إلى ما يتراوح بين 300 إلى 750 لترا، ويتسبب ذلك في عدم توفر مخزون مستقبلي كاف من المياه، مما يشكل خطرا كبيرا على تلك المنطقة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى