أسباب محبة الله للعبد
مبروك لمن أحبه الله، وأتعجب من أولئك الذين يحسون بهذا الحب ويضيعونه بسبب ضعفهم في منع أنفسهم من اتباع هواهم. فإذا أحب الله شخصا، يأمر جبريل وأهل السماء بحبه، ويجعل الناس على استقباله، ولكن كيف يمكنني أن أعرف ما إذا كان الله يحبني
أسباب محبة الله عز وجل وعلاماتها
- توبة العبد
تعتبر التوبة من أهم الأسباب التي تجعل الله يحبك، فقال الله تعالى: `إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين`، ولتحقيق التوبة يجب توفر عدة شروط، مثل الندم على فعل الذنب والعزم على عدم العودة له، وإعادة حقوق الغير إذا كانت لديهم حقوق عليك .
- تقوى الله
يشير الله جل وعلا إلى أنه يحب المتقين، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يحب العبد الغني الخفي التقي، وتعني التقوى أن تقوم بتثبيت العهد بينك وبين ربك باتباع أوامره وتجنب نواهيه .
- اتباع الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم
مفتاح الخير لتلك الأمة والكون بأسره هو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومن يسير على نهجه يفوز بمحبة ربه، ومن يفوز بحب ربه سيغفر له ذنبه، ولتحقيق كل ذلك، عليك أن تتبع المهج النبوي الكريم في مختلف جوانب حياتك، سواء في القعود والقيام، أو في الطعام والشراب والبيع والشراء، ويقول الحق تبارك وتعالى “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم .
- التحلي بالصبر
تتمثل الصبر في تحمل ما يتعرض له الإنسان من ضرر واستمراره في طاعة الله تعالى، وفي الصبر على الذنب، وقد قال الله تعالى: وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ .
- الإحسان
وتتضمن الإحسان أن تنفق المال في الوقت السعيد والسهل، وأن تكتم غضبك واستياءك في قلبك، وأن تعفو إذا كان بإمكانك ذلك، وأن لا تظلم الآخرين، والله يحب الإحسان في جميع الأعمال، حتى في التعامل مع الحيوان. ويقول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: `إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتل، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته` .
أمر الله تعالى بالإحسان ويحب من يمارسه، وقد قال تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين). وأيضاً، قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان: (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) .
- القسط والعدل
من الأسباب الرئيسية لحب الله تعالى للعبد هو أن الله تعالى يكره الظلم ويبغضه ويحب العدل، ويقول تعالى (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) .
- تقربك إلى الله بالنوافل
وهذا هو سبب محبة الله لك، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: `من عادى وليا فقد أذنته بالحرب، وما يقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولن يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه. فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يمسك بها، ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينه، وإن استعاذني لأعيذنه` .
- ذكر الله تعالى
يقول الحق تبارك وتعالى “والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا”، ويعد قراءة القرآن ذكرًا لله تعالى ومن أسباب محبته تعالى للعبد .
- حسن الخلق
إنها من الصفات الجميلة التي يحبها الله تعالى في عبده، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)، و(أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل) .
- بر الوالدين وصلة الرحم
وفقا لما ورد عن ابن مسعود رضي الله عنه، قد سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أعمال تحبها الله أكثر، فأجاب قائلا إن الصلاة في وقتها هي الأحب إلى الله. ثم سئل عن الأعمال الأخرى، فأجاب قائلا إن بر الوالدين هو الأحب إلى الله. ثم سئل عن الجهاد في سبيل الله، فأجاب قائلا إنه أخبره بهذه الأعمال، ولو سألته عن المزيد لأعطاني مزيدا. وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن أحب الأعمال إلى الله هو إيمان بالله، ثم صلة الرحم، ثم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
سبب محبة الله تعالى لك
تم ذكرها في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، ومن بينها المداومة على فعل الأعمال الصالحة، ونقاء الجسد الروحي والحسي، والمحبة في الله والتناصح والتواصل، وتحقيق النفع للمسلمين، والتواضع في التعامل معهم، وتجنب جميع الأعمال التي لا ترضي الله ورسوله، وحب أسماء الله تعالى وصفاته العليا، مما يجعل الله تعالى يحبه .
معنى محبة الله تعالى
المحبة هي من الصفات الثابتة والاختيارية لله تعالى في كتابه ، وسنة نبيه والإجماع عند السلف وهي تشبه سائر الصفات الاختيارية ، مثل غضبه وفرحته بتوبة العبد ورضاه والنزول للسماء الدنيا بالثلث الأخير من الليل وغيرهم كثير ، وليس مثل صفات الرحمن جل وعلى شئ مماثل مع صفات المخلوقين .
كما أن محبة الله تعالى لعباده تختلف عن محبة الأباء للأبناء ، والمحبة بين عباد الله تختلف عن حبه لهم كما أن من أسمائه الودود فهو يحب عباده وهم يحبونه ، والمتأخرين في العلم يتحدثون عن محبة الله تعالى للعباد بأنه ارادة الخير لهم ، والثواب والكرم والاحسان لهم وشتى أنواع المحبة .
هذه الصفة هي صفة ثابتة لله تعالى ولا تشبه صفات المخلوقين. لقد تعددت تفسيرات علماء الأمة لمحبة الله تعالى لعباده، ولكنهم اتفقوا على أنه يجب على الناس جميعا أن يسعوا لاكتساب أسباب المحبة من خلال التقرب إلى الله بالأعمال النافلة بعد أداء الفرائض واستحضار جميع الصفات التي يحبها الله تعالى .
سبب حب الله للمتطهرين
ويقول الله تعالى: `إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين` (البقرة، الآية 222)، وقد ذكر الزمخشري في كتابه أساس البلاغة أن النجاسة تنقض الطهارة والتطهير، وعندما أتحرك وأطهر جسدي وأبتغي الماء، فإن المرأة تكون طاهرة، والنساء جميعهن طاهرات، وتطهر المرأة من الحيض، ويمكن أيضا أن يفهم التطهر في المعنى المجازي للتخلص من الخطايا، والتوبة هي طهارة المؤمن، وتطهر الثياب تعني تنظيفها من النجاسات الأخلاقية .
ويقول الخازن في التفسير بأن الطهارة الظاهرية له الأثر عند الله تعالى ، خاصة عند ترتبط بطهارة الداخل من المعاصي والكفر ، وقال بأنه تحمل على المعنيين من حيث طهارة الباطن من النفاق والكفر ، والطهاره الظاهريه وهي التطهر من النجاسات والأحداث عن طريق الماء، والله يحب المطهرين .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: `الطهور شطر الإيمان`، ويؤكد التطهر بالماء أهمية الحرص على الطهارة والظهور بالشكل اللائق أمام الله تعالى، وربما كان الحرص على الطهارة من أسباب حب الله تعالى للعبد، ومن رحمة الله تعالى علينا أن الطهارة سهلة .
ثمرات محبة الله للعبد
من ثمرات محبة الله للعبد هو أن يغار لله ويحب أوامره، ويجتنب نواهيه ويكره ذلك ، تماما كما لا يحب أن يشاهد حرمات الله تنتهك ، ويغار على دينه ورسوله ، وكل ما فيه الخير، ومن ثمراته أيضا أن يكون العبد مستغنيا عن الناس بفضل الله ، وعندما يخطئ في معصية ربه يعود ويتوب .
لمعرفة أن الله يحبك، ستشعر بطعم حلاوة الإيمان إذا كنت تحب ربك بصدق. ستجد السعادة والرضا في ذلك، وأهم الثمار هي الفوز بالجنة ورضا الله عنك، والنجاة من النار. سيكرمك الله أيضا بمصاحبة الأنبياء والشهداء والصديقين وجميع الصالحين في الجنة .