صحة

أسباب فشل الحقن المجهري وطرق علاجها

هناك نسبة كبيرة جدا من الأزواج يعانون مشكلة تأخر الحمل والإنجاب نتيجة لوجود بعض المشكلات التي تعرقل حدوث الحمل ، فإما أن تكون هذه المشكلات خاصة بالرجل وإما أن تكون خاصة بالأنثى وفي كلتا الحالتين يتعرض كلا من الزوجين لحالة ضغط عصبي شدد نتيجة لعدم حدوث الحمل بشكل طبيعي ، لذلك يلجأ الأزواج إلى القيام بعمليات الحقن المجهري التي أصبحت شائعة الآن في كل أنحاء العالم فهي عبارة عن تلقيح البويضة بالحيوان المنوي في معامل مجهزة لذلك الأمر وبتقنيات عالية جدا لحدوث الإخصاب فهو أحد أشكال الحمل الصناعي ومن ثم حقن البويضة المخصبة داخل تجويف الرحم حيث زادت نسبة نجاحها إلى معدلات كبيرة جدا نتيجة للتطور التكنولوجي والطبي في العالم كله ، ولكن توجد نسبة فشل تصل إلى 40 % للأزواج المقدمين على خطوة الحقن المجهري ، فالفشل متوقع جدا في مثل هذه العمليات نتيجة لوجود عدة أسباب طبيعة حيث يمكن تفاديها بطريقة أو بأخرى لذلك يجب معرفتها قبل الشروع في القيام بالحقن المجهري لزيادة نسبة نجاحها .

قد يواجه الزوجان مشكلة في فشل الحقن المجهري مرة أو أكثر، حيث يمثل فشل محاولة الحقن المجهري مشكلة كبيرة جدا ويسبب صدمة نفسية للزوجين نتيجة للضغط النفسي والعصبي والصحي، وأيضا الضغط المالي، حيث تكلفة الحقن المجهري باهظة نظرا لاحتياجها لتقنيات متقدمة. وقد يؤدي ذلك إلى عدم اعتبار الزوجين إعادة التجربة مرة أخرى، على أمل أن يمنحهم الله الذرية الصالحة. لذا يجب معرفة أسباب فشل الحقن المجهري الشائعة لتجنبها والبحث عن حلول قبل البدء في إجراءات الحقن المجهري .

أسباب فشل الحقن المجهري
1- يعتمد نجاح أو فشل إجراء الحقن المجهري على سن الزوجة، حيث تعد سن الزوجة أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر في نجاح الحقن المجهري. فعلى سبيل المثال، تتناقص فرص الحمل عندما تبلغ الزوجة سن الـ35، حيث يصل معدل الفشل إلى 20%، وهو معدل يزداد بالتزايد في سن الـ40 وما بعدها. وعلى الرغم من أن الحمل بواسطة الحقن المجهري قد يحدث بعد سن الـ40، فإنه عادة ما يؤدي إلى إجهاض نتيجة لعدم استقرار الهرمونات في هذه الفترة وتدهور جودة البويضات. لذلك، ينصح باتخاذ إجراءات الحقن المجهري في سن مبكر .
2- وجود بعض المشكلات العضوية داخل تجويف الرحم فالمعروف أن الرحم هو البيئة التي تحتضن الجنين طوال فترة الحمل حيث يجب أن تكون معدة ومهيأة لاستقبال هذا الجنين ومده بالتغذية المناسبة ولكن مع وجود بعض الأورام الليفية أو التهابات بطانة الرحم من الممكن أن تكون سببا في عدم ثبوت الأجنة داخل الرحم وتعتبر هذه المشكلة من أسهل الأسباب في علاجها ولكن ينصح بإكتشاف الأمر أولا قبل الشروع في العملية وذلك من خلال تنظير الرحم لتشخيص الأورام الليفية وإزالتها في نفس الوقت .
يمكن للزوجة أن تعاني من بعض الأمراض المناعية التي تزيد من قابليتها لتخثر الدم، ومن المهم اكتشاف هذا الأمر من خلال متابعة تاريخها المرضي وإعطائها مضادات التخثر قبل وبعد الحقن المجهري، بالإضافة إلى علاجها بعقارات الكورتيزون .
4- وجود عيوب بالبويضات نتيجة لعيوب خلقية للزوجة أو تقدم في العمر أو هرمونات غير منتظمة فتعتمد نسبة نجاح الحن المجهري على جودة ونضوج البويضة لذلك يعتمد العلاج على مجموعة من الإبر التنشيطية التي تعطى في مواعيد معينة وأي اضطراب في هذه المواعيد من الممكن أن يفسد البويضات ومن ثم يجب المحافظة على مواعيد العلاج التنشيطي .
تشوهات الحيوانات المنوية هي أحد أسباب تأخر الحمل الشائعة جدًا، مما يؤدي إلى اللجوء إلى عملية الحقن المجهري، ويحاول معظم الأطباء تجنب هذه المشكلة عن طريق إعطاء دورة كاملة من الفيتامينات المقوية للحيوانات المنوية قبل الحقن المجهري بستة أشهر .
6- عدم قدرة الجنين على الالتصاق ببطانة الرحم حيث لم تعد بطانة الرحم بالشكل الكافي لثبوت الجنين فتحتاج الزوجة إلى تناول عقاقير و أدوية تساعد على سماكة بطانة الرحم لتكون مهيأة لاستقبال الجنين حتى يستطيع الجنين إذابة الغلاف الشفاف .
تشير الإحصائيات إلى حدوث فشل لعملية الحقن المجهري بدون أسباب معروفة، وتصل نسبة الفشل إلى 50% رغم توفر كافة عوامل النجاح المعروفة .

فيجب أن يقتنع كلا من الزوجين أن الحمل والإنجاب رزق من عند الله فمهما حاولا الوصول إلى هذا الهدف لن يستطيعوا أبدا تغيير ما قد كتب الله لهم ، ولكن تكرار محاولة الحقن المجهري هو أحد عوامل نجاحها حيث يستطيع الطبيب المعالج الوقوف على أسباب فشلها ومن ثم معالجتها ، وقبل كل شئ يجب معالجة الأزواج للتخفيف من الألم النفسي والعصبي من وراء فشل الحقن المجهري وعلى كل طبيب أن يوضح الحالة المرضية في حالة وجود أي سبب من الأسباب السابقة لمعرفة احتمالية الفشل وعلى الأزواج الاختيار قبل البدء في خطوات الحقن المجهري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى