أسباب السرقة عند الكبار
السرقة هي استيلاء على ملكية الآخر بغير حق وجوهر النية في حرمانه منها، وهناك أسباب عديدة للسرقة، وأهمها:
الفقر
في دراسة أجريت عام 2002، تبين أن معدل الجريمة في المناطق التي يزداد بها الفقر أعلى من المناطق الأخرى، ويعزى ذلك إلى انخفاض دخل الأفراد. وهذا يشير إلى العلاقة بين الفقر والسرقة، حيث يعرض الأشخاص ذوي الدخل المنخفض الذين يعانون من الفقر الأجهزة الإلكترونية والمجوهرات في معارض مفتوحة بدون تأمين وحماية جيدة. وبالتالي، ينشأ لديهم النية لارتكاب السرقة، على عكس الأشخاص ذوي الدخل العالي الذين لا يلجأون إلى السرقة في نفس الظروف، حيث يتوفرون على المال الذي يحميهم من خطر السرقة ويجعلهم يتمتعون بالقانون. وبالتالي، فإن العلاقة بين الفقر والسرقة علاقة وثيقة، ولكن يجب ألا يكون الفقر مبررا للسرقة .
نقص الأمن والفوضى
يفضل المجرم المناطق التي يقل فيها التواجد الأمني والحماية الكافية ، فيتجه المجرم الي المنشأت والمنازل التي ينقصها الحماية التي لا تحتوي علي أجهزة انذار أو بوابات إلكترونية او حديدية ويتجه المجرم إلى المناطق التي يقل فيها أفراد الأمن ليقوم بجريمته بسهولة دون الوقوع في يد الأمن .
الإدمان
يعد الإدمان واحدا من أهم الأمراض الاجتماعية، إذ يلجأ العديد من الشباب إليه كوسيلة للهروب من ضغوطات الحياة مثل الفقر والبطالة والمشاكل النفسية. يؤدي الإدمان إلى مشكلة أخرى وهي السرقة، حيث يحاول المدمن الحصول على المال لشراء المواد المخدرة، ويصعب التخلص من الإدمان بسبب أعراض الانسحاب الصعبة التي تصاحبه، وغالبا ما يسرق المدمن أشخاصا قريبين منه تظن أنهم لن يشكون عليه، أو يبلغون الشرطة ليتخلصوا من العقاب .
الضغط الاجتماعي
يقوم بعض الأشخاص، وخاصة المراهقين، بالسرقة كوسيلة للانتقام أو للشعور بالفخر أو التمييز بين أقرانهم، أو حتى لملء الفراغ الذي ينشأ عندما يواجهون مشاكل نفسية مثل الميل إلى العنف والسيطرة. ويعتبر مرحلة المراهقة هي المرحلة التي يتشكل فيها وعي الفرد وأخلاقه، ولذلك يجب أن يولي الأهل، بمساعدة المدارس، أهمية كبيرة في مساعدة الأبناء في هذه المرحلة .
أسباب السرقة عند الأطفال
في سن مبكرة ، لا يكون للطفل وعي صحيح بمفهوم الملكية الخاصة ، لذا فهو غير قادر على فهمه بشكل صحيح. وبالتالي ، عندما يرى الطفل شيئا يحبه ويرغب في امتلاكه ، فإنه يأخذه بدون إذن. ولكن عندما يصل الطفل إلى سن الخامسة ، يبدأ في تطوير فكرة عن مفهوم الملكية ، ويزداد خوفه من عقاب الآباء. ونتيجة للتربية السليمة ، يتشكل في وعيه الشعور بالذنب والضمير ويدرك حدود ملكيته. يقوم الطفل أحيانا بالسرقة لتلبية رغبته في السيطرة والقوة التي يفتقدها. لذلك ، عند القبض على طفل يسرق لأول مرة ، يجب التركيز على الأسباب التي دفعته لارتكاب السرقة ومشاعره تجاهها ، ومع الأخذ في الاعتبار أن بعض الأطفال يعانون من مشاكل نفسية مثل القلق العام أو الاكتئاب أو العنف الناجم عن مشاكل أسرية مثل انفصال الوالدين .
تهتم بعض المراهقين بجذب الانتباه عن طريق القيام بأفعال مرفوضة مثل التنمر والإدمان والسرقة، ولذا يجب الاهتمام بالوقاية من الآثار الاجتماعية في الوسط المدرسي، وذلك بطرق متعددة مثل زيادة المسابقات الرياضية أو الأنشطة التعليمية المختلفة، لمساعدة الأطفال على التعبير عن طاقتهم في أعمال مفيدة .
ما هو هوس السرقة
عند سماع كلمة السرقة، غالبا ما نتخيل اقتحاما لمنزل أو مؤسسة وسرقة أشياء ثمينة أو استخدام سلاح ضد شخص ما، ونتوقع أن الجاني هو مجرم محترف لديه سجل إجرامي. ولكن يجب أن نعرف أن هناك أيضا مرض السرقة، المعروف باسم “الكليبتومانيا”، وهو شخص يعاني من هذا المرض يقوم بسرقة أشياء ليس في حاجته إليها أو أشياء صغيرة لا تحمل قيمة كبيرة ويمكن تحمل تكاليفها بسهولة. فهذا السلوك لا يعتبر من سلوكيات المجرمين ولكنه سلوك شخص مريض لا يستطيع السيطرة على هذا الفعل الذي يشعره بالنشوة أو السرور عند القيام به. ويوجد مجموعة معينة من الأشخاص هم الأكثر عرضة للاصابة بالكليبتومانيا، وهم أصحاب بعض الأمراض النفسية مثل نقص بعض النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين، والمدمنين على المخدرات. ويعد هذا المرض من الأمراض النفسية السلبية التي تؤثر على ثقة المريض بنفسه، ويجب متابعته مع الطبيب النفسي .
علاج السرقة عند الأطفال
يجب على الآباء فهم سبب السرقة إذا كان بسبب جذب الانتباه، وفي هذه الحالة يمكن اتباع بعض الطرق التالية:
- يقوم الآباء بمراقبة سلوك أطفالهم وتقليل غضبهم، وكذلك الاهتمام بهم كأفراد مهمين داخل الأسرة الذين يعبرون عن آرائهم وأسباب غضبهم .
- لا ينبغي الحكم على الطفل في مرحلة عمرية مبكرة بأنه سيفشل في المستقبل أو سيصبح شخصًا سيئًا أو مجرمًا. بدلاً من ذلك، يجب التعامل مع الطفل بأسلوب صحيح لكسب ثقته والعمل على تطوير قدراته ومهاراته .
- يجب التأكد من أن الطفل لم يستفد بأي شكل من السرقة سواء ماديًا أو إحساسًا بالانتصار أو السعادة ، حتى يتعلم شعور الذنب تجاه هذا الفعل ويمنع نفسه من تكراره في المستقبل ، وبذلك يتضمن في وعيه أن هذا السلوك غير مقبول
- يجب على الطفل إعادة المسروقات أو دفع ثمنها إذا كان غير قادر على ذلك .
- مشاركة الطفل في الأنشطة المدرسية التي يشتهيها بأختياره، حتى يشعر بالاهتمام المطلوب عند تحقيق إنجاز، وكذلك التركيز على المسابقات التعليمية التي أثبتت دور العلم في الحفاظ على الأمان الاجتماعي، بما في ذلك الوقاية من السرقة .
- إذا استمر الطفل في السرقة يجب أن نعلم انها اشارة لمشكلة سلوكية مقلقة ، وكثير ما يعاني الأطفال في هذه الحالة بنقص في الثقة في من حوله وعدم تكوين علاقات جيدة مع محيطه ،وانخفاض معدله الدراسي والشعور باللامبالاة ، لذا يجب استشارة الطبيب النفسي مبكرا لمنع تدهور حالته النفسية .
حلول السرقة
نشر الأمن والأمان
يتم توفير حراسة أمنية في محيط المنشآت والمنازل لمنع الجريمة وضمان عدم هروب المجرمين وتشديد عقوبة السرقة وملاحقة الجناة.
رفع مستوى المعيشة
يجب الاهتمام بحل مشكلة الفقر الناتجة عن البطالة، وذلك من خلال توفير فرص عمل للحد من الفقر، حيث إنها تعد واحدة من أهم الأسباب التي تؤدي إلى السرقة.
نشر الوعي المجتمى
يجب تعزيز الوعي في المساجد والكنائس والمدارس وحث المجتمع على التخلص من السلوكيات السيئة.
تطوير التعليم
تهدف التطوير النظام التعليمي لجعل الطلاب يحبون الذهاب إلى المدرسة ويحققون النجاح الدراسي، وذلك لتأسيس جيل شاب قوي قادر على صناعة مستقبلهم، علما بأن الاجتهاد الدراسي يلعب دورا كبيرا في الوقاية من الأمراض الاجتماعية المختلفة مثل الإدمان والسرقة والجرائم.
وضع وسائل الحماية الشخصية
يمكنك جعل هدفك صعب الوصول إليه والتأكد من صيانة أجهزة الإنذار وسلامة البوابات والنوافذ، وتغيير البيئة المحيطة بالمنزل، والانتقال من المنطقة إذا شعرت بالخطر من بعض الأشخاص في المحيط .