أسباب أحلام اليقظة المرضية لدى المراهقين
.. أحلام اليقظة جملة معروفة لدى الجميع و لكن أغلب الناس لا يعلمون عنها إلا القليل جداً ، حيث أن أكثر الناس يتعامل معها على أنها شيء طبيعي جداُ و في الحقيقة بالفعل جميع الناس لديهم أحلام يقظة ، إذن أين المشكلة ؟ المشكلة هي الإغراق في أحلام اليقظة حيث أن في الطبيعي قد يحدث هذا لك عندما تكون بمفردك أو في أوقات محددة و لكن هناك من يغرق دائماً في أحلام اليقظة في كل وقت و في كل مكان و هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على حياته اليومية حيث أن قدرته على التركيز تقل بشكل ملحوظ جداً و أكثر من يعانون من هذه المشكلة الأطفال و المراهقين ، و كثيراً ما نجد الكثير من الآباء يشكون من أن أولادهم ليس لديهم القدرة على الاستيعاب و التركيز مما يؤثر على تحصليهم الدراسي ، و دائماً تجد هذا الطالب يقوم بفتح كتابه الدراسي و يقرأ و يمر وقت طويل ثم يكتشف أنه قد قرأ القليل جداً و حتى هذا القليل الذي قرأه لم يتذكره ، لكن هناك أسباب لهذه المشكلة نعم هناك أسباب و نحن اليوم من خلال هذا المقال سوف نخبركم بأسباب مشكلة أحلام اليقظة المرضية و أيضاً سوف نتعرف على الحلول المناسبة لها .
ما هو تعريف أحلام اليقظة : تعتبر استجابات بديلة للاستجابات الواقعية، فإذا لم يجد الشخص وسيلة لتحقيق دوافعه في الواقع، فقد يحقق إشباعا جزئيا من خلال التخيل وأحلام اليقظة، وبذلك يقلل من القلق والتوتر المرتبط بدوافعه، حيث يتخيل الشخص أنه قد تحقق ونجح في شيء يفتقده أو فشل فيه .
أعراض أحلام اليقظة المرضية : تظهر عدة أعراض على الشخص الذي يعاني من اضطراب اليقظة المرضية، ويتم التعامل معها على أنها ناتجة عن أشياء أخرى، ومن هذه الأعراض:
– عدم التركيز
– السرحان و التشتت
التباطؤ الشديد في إنجاز المهام اليوممكنة
– ضعف الذاكرة بشكل ملحوظ
العزلة هي عندما يجلس الأشخاص الذين لديهم أحلام يقظة بمفردهم دائمًا
الأسباب مؤدية إلى حدوث أحلام يقظة بشكل مرضي : ذكرنا أن الأطفال والمراهقين هم أكثر المنتجين لهذه المشكلة، وخاصة المراهقين، لأن هذه المرحلة في حياة الإنسان تكون مليئة بالآمال والطموحات، وعندما تتحول إلى شكل مرضي، يكون هناك عدة أسباب ونذكرها الآن
الشعور بالإحباط : في حال سعى الفرد لتحقيق هدف لا يستطيع تحقيقه، فسيشعر بالإحباط واليأس، وهذا الشعور يؤثر على المراهقين بشكل خاص لأنهم يحملون الكثير من الأماني والطموحات، سواء كانت تتعلق بالنجاح الدراسي أو المال أو العلاقات العاطفية
عدم القدرة على التأقلم : بالطبع هناك دائماً فرق بين كبار السن و الشباب في التفكير و الطريقة التي يعيشون بها لذلك تجد دائماً تصادم كبير بين الأسرة و المراهق دائماً الكبار يرونه شخص متهور و ليس لديه القدرة على تحمل المسؤولية و هذا الأمر يؤثر بشكل سلبي على المراهق حيث يبدأ أن يشعر بالفشل و الرفض من كل من حوله و يشعر بأن لا يوجد شخص يستطيع أنه يفهمه .
عدم الثقة بالنفس : عدم الثقة بالنفس هو أحد المشاكل الرئيسية التي تؤدي إلى مشكلة الأحلام في اليقظة، وذلك لأن الشخص ليس لديه الثقة في قدرته على تحقيق أهدافه، وبالتالي يهرب دائمًا إلى عالم الخيال والأحلام حيث يحلم ويعيش في قصة نجاح باهرة موجودة فقط في خياله .
مخاطر أحلام اليقظة المرضية : يمكن أن تشكل أحلام اليقظة المرضية خطرًا على حياة المراهق، وهذا من بين المخاطر التي قد تواجهه
– الفشل الدراسي بسبب عدم التركيز
الإصابة بالاكتئاب والعزلة والانفصال عن الأشخاص والمجتمع
– الفشل : يمكن للشخص أن يفشل ليس فقط في الدراسة ولكن أيضا في العمل وفي كل شيء بسبب بطء أداء المهام والنسيان المفرط وعدم التركيز، كما أنه يعيش دائما في عالم غير واقعي حيث يحقق النجاح بدون جهد حقيقي
– إدمان المخدرات: تعتبر الأحلام اليقظة واحدة من أكثر الأسباب التي تدفع المراهقين للإدمان على المدخرات، حيث تساعدهم على الهروب من الواقع والعيش في الوهم بشكل أعمق، مما يجعلهم يشعرون بالراحة والهدوء .
طرق علاج مشكلة أحلام اليقظة المرضية : جميع الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل النفسية هي أسباب نفسية، ومن المؤكد أن حل هذه المشاكل سيكون عن طريق حل تلك المشاكل النفسية التي أدت إلى ظهورها، وبالطبع ستلعب الأسرة دورا كبيرا في ذلك، ولذلك سنقدم بعض الإرشادات البسيطة
– ممارسة الرياضة : ينبغي للمراهق أن يقضي وقته في نشاط مفيد يساعده على تحقيق النجاح، ومن بين الأنشطة المفيدة التي تساعده على التخلص من الطاقة السلبية هي ممارسة الرياضة، وبالتأكيد ستساعده في استعادة نشاطه الحركي والذهني .
– تنمية الموهبة: إذا كان لدى الشخص موهبة محددة مثل الرسم أو الموسيقى أو غيرها، فيجب عليه تنميتها، وينبغي للأسرة دعمه في ذلك، لأن ذلك سيساعده على تحقيق ذاته واستعادة الثقة بنفسه
– التشجيع من قبل الأسرة : يجب على الوالدين أن يتجنبوا بعض التعبيرات المرتبطة بالفشل، مثل `أنت فاشل`، `أنت ضعيف الشخصية`، `أنت غير قادر على تحمل المسؤولية`. كما يجب على الوالدين أن يوجهوا دائما عبارات التشجيع التي تعزز ثقة الطفل بنفسه .