العالمخرائط

أخطاء فادحة في خريطة العالم

تعد خريطة ميركاتور 1569 الخريطة الأكثر استخداما في العالم، فهي التي تشكل أفكارنا الأساسية عن شكل كوكب الأرض، وهي أيضا الخريطة التي نراها في المناهج والفصول الدراسية في جميع أنحاء العالم. وتتميز تلك الخريطة بأن لها شكلا مستطيلا يجعلها مناسبة للطباعة، كما أن البلدان محددة بشكل جيد، وأما خطوط الطول والعرض فهي مستقيمة ومتقاطعة عموديا. ولكن المشكلة الحقيقية في تلك الخريطة تكمن في حجم البلدان النسبي.

الأخطاء الموجودة في خريطة العالم:
1- لاحظ الباحثون أن البلدان القريبة من القطبين تكون أكبر حجمًا بكثير مما هي عليه بالفعل ، فمثلا تبدو أمريكا الشمالية في خريطة ميركاتور أكبر حجمًا من أفريقيا ، على الرغم من أن إفريقيا في الواقع تبلغ ثلاثة أضعاف حجم أمريكا الشمالية ، فيمكن وضع الولايات المتحدة الأمريكية و الهند و أوروبا و الصين في أفريقيا ، و يبقى هناك مكان لليبيريا و اليابان.

إذا نظرنا إلى خريطة العالم، فإن غرينلاند تبدو كبيرة في خريطة ميركاتور وتساوي حجم إفريقيا، ولكن في الواقع، حجمها يبلغ فقط 1/14 من حجم إفريقيا، ولا تقع بالقرب منها، بل هي أصغر حتى من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تمثل واحدة من 54 دولة في أفريقيا.

يظهر حجم ألاسكا في خريطة ميركاتور أصغر بحوالي 5 مرات من حجم البرازيل، لكن في الواقع، لا يبدو الأمر كذلك.

على الرغم من أن حجم الهند يبدو أصغر بكثير مما هو عليه، إلا أنه في الواقع يبلغ ثلاثة أضعاف حجم الدول الإسكندنافية بأكملها، وهذا هو السبب الذي يجعلها تحتل المرتبةالثانية عالميًا في عدد السكان.

فيما يتعلق بالقارة القطبية الجنوبية، فإنها عادة ما تظهر في الخريطة كمنطقة أرضية ضخمة في الجزء السفلي من الخريطة، على الرغم من أنها في الواقع ليست كذلك، وذلك بسبب تشويهها الشديد. ونظرا لذلك، يميل رسامو خرائط العالم إلى اقتصاص القارة، وهذا يؤدي إلى ظهور مشكلة جديدة وهي أن نصف الكرة الأرضية الشمالي يبدو أكبر بكثير من نظيره الجنوبي.

تاريخ خريطة ميركاتور:
أشار العديد من الباحثين إلى أن خريطة ميركاتور تعمل على تضخيم المناطق الشمالية من الكرة الأرضية و منحها حجمًا غير حجمها الحقيقي ، و يعود السبب في هذا إلى أن خريطة ميركاتور التي نعتمد عليها اليوم بشكل أساسي ؛ قد انتشرت في عصر التوسع الاستعماري ، و في هذا الوقت سادت الإمبريالية الغربية ، و كان هم الدول الأوروبية الأول هو إجبار أكبر عدد ممكن من البلدان و إخضاعها لسيطرتها ، و على الرغم من الأخطاء الموجودة في خريطة ميركاتور ؛ فهي الوحيدة التي تم اعتمادها في ذلك الوقت ، و السبب في ذلك هو أنها تتماشى مع نظرة القوى العظمى وقتها فهي تجعل تلك القوى في مركز الخريطة وفوق كل العالم ، و تؤكد على السلطة الإمبريالية القديمة على حساب البلدان و القارات النامية مثل إفريقيا.

ليست خريطة ميركاتور الوحيدة التي تحتوي على أخطاء، وهناك أيضا خريطة غالس-بيترس، وهي خريطة تشوه المسافات بدلا من الأحجام النسبية للبلدان، وهناك خرائط أخرى تعتبر خاطئة بسبب طبيعة الأرض الثلاثية الأبعاد، وليس من الضروري أن تكون الخرائط مستطيلة لتوضيح الشكل والحجم والمسافة، فهناك عدة طرق لتصوير الخريطة بشكل أفضل مثل الشكل الدائري والبيضاوي وحتى المثلثي وغيرها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى