أحداث بيعة العقبة الثانية و أسباب القيام بها
تعتبر بيعتي العقبة من أهم الأحداث التاريخية التي شهدها المسلمون في البداية، حيث تم فيهما مبايعة النبي من قبل الأنصار للنصرة والطاعة، وقد جرت هذه المبايعة في منطقة العقبة بمنطقة منى .
الخلفية التاريخية لبيعة العقبة الثانية
اندلعت الأحداث المرتبطة بالبيعتين بعد تفاقم المعاناة التي تعرض لها المسلمون من قبل أهل قريش. في ذلك الوقت، كان النبي في بداية دعوته للإسلام، وبدأ المسلمون يغادرون مكة المكرمة. وفي هذا السياق، كان من الضروري على رسول الله التحضير للهجرة، وحدثت البيعة الأولى في ذلك الوقت، وكانت مبنية على الطاعة. وكان عدد المسلمين في ذلك الوقت قليلا جدا، وكانت الدعوة تجري سرا. وقد بايعوا النبي في موسم الحج على سماعه وطاعته وفي السهولة والصعوبة .
بيعة العقبة الثانية
– في هذا الوقت، عاد مصعب بن عمير إلى مكة المكرمة، وعدد من الأنصار معه، وكان ذلك في موسم الحج. وحدثت محادثة بينهم وبين رسول الله، حيث قالوا له: `يا رسول الله، نريد أن نبايعك.` فأجابهم قائلا: `اخطبوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والإنفاق في العسر واليسر، وعلى أمر المعروف ونهي المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا لومة لائم، وأن تنصروني وتمنعوني إذا قدمت إليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، فلكم الجنة .
جميع هذه الأحداث وقعت في أيام التشريق، ويُذكر أن المسلمين خرجوا متخفين لمقابلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك لأن هذا الوقت كان الأكثر تنكيلاً بالمسلمين من قبل المشركين .
هذا الأمر لم يكن نهاية محرقة للمسلمين، بل كان بداية لفتح عظيم. كان النبي وقتها مع عمه العباس ولم يكن قد أسلم، بل كان يحاول فقط حماية ابن أخيه. وقد عرفت هذه المبايعة في بعض كتب التاريخ بمبايعة الحرب، وذلك لأنه تم ذكر كلمة القتال في هذه المبايعة بينما لم تذكر في المبايعة الأولى، وكانت في ذي الحجة التي سبقت الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر .
أشهر من حضروا البيعة
– أسيد بن حضير .
– عبد الله بن جبير .
– ظهير بن رافع .
– عويم ين ساعدة .
– عوف بن الحارث .
– عبد الله بن أنيس .
– قيس بن أبي صعصعة .
– معاذ بن جبل .
– عمرو بنالحارث بن كندة .
– كعب بن مالك .
– رافع بن مالك .
– عقبة بن عمرو البدري وغيرهم .
رد فعل المشركين على البيعة
عندما علم أهل قريش بالبيعة، ذهب زعماء مكة إلى مدينة يثرب للاحتجاج على ما حدث، بينما لم يكن مشركي الخزرج يعرفون شيئًا عن أحداث هذه البيعة .
عندما عاد زعماء مكة من هناك إلى مكة، قابلوا المسلمين القادمين إلى يثرب وحاولوا طردهم، ولم يتمكنوا من الإمساك بأحد سوى سعد بن عبادة والمنذر بن عمرو .
ثم هرب المنذر وتمكنوا من اختطاف سعد وتعذيبه، وربطوه وضربوه بشدة حتى وصلوا به إلى مكة، وبعد ذلك تمكن جبير بن مطعم والحارث بن حرب بن أمية من إنقاذه منهم، وبعد ذلك انضم جميع المبايعين إلى المدينة .
نتائج البيعة الثانية على المسلمين
كانت من بين أهم نتائج البيعة الثانية أن الأمور أصبحت جاهزة لاستقبال المسلمين في مدينة يثرب، مما سهل هجرتهم، بالإضافة إلى تأمين خطوتهم لبدء الدعوة العامة .
كانت خطوة ناجحة أن يؤدي المسلمون المؤاخاة فيما بعد بعد هجرتهم، مما ساهم في تسهيل وحدة الصف بينهم .