ادب

أجمل قصص للأطفال عن الرضا

يهتم الأطفال بالقصص والحكايات خاصة قبل النوم، ويمكن للآباء والأمهات استغلال هذه الحب لزرع العادات الإيجابية والأفكار في عقول الأطفال، وسنذكر الآن بعض القصص الجميلة التي يمكن للآباء والأمهات أن يحكوها لأطفالهم .

جدول المحتويات

قصة الراعي والكرة الزجاجية

كان هناك طفل صغير يدعى ناصر، يعيش مع عائلته في أحد ضواحي قرية إسبانية، ويعمل ناصر كراع للأغنام، حيث يخرج كل صباح مبكرا مع قطيعه من الأغنام، ويذهب إلى التلال ويبقى هناك حتى غروب الشمس، ثم يعود إلى المنزل. كان ناصر وأهل قريته يعيشون في سعادة ورضا تحت ظلال الطبيعة الجميلة والبساطة الساحرة. في إحدى الأيام، وجد ناصر نفسه في موقعه المعتاد لرعي الأغنام، ولاحظ بريقا يتأتى من وراء الزهور. قرر التوجه ليعرف مصدر هذا البريق، فاكتشف كرة زجاجية شفافة جميلة. بدأ ناصر بتحريكها يمينا ويسارا، وفجأة سمع صوتا يخرج من الكرة، يخبره أنه سيحقق له أمنية. أصابه الخوف والارتباك، وتعذر عليه الحديث، وتداولت العديد من الأفكار في ذهنه. طلب من الكرة تأجيل أمنيته قليلا، وفي اليوم التالي، لم يتمكن ناصر من طرح أي طلب على الكرة أيضا .

ومر يوم بعد يوم وكانت حياة ناصر في غاية السعادة، لذا لم يجد أي طلب ليطلبه من الكرة، وفي يوم من الأيام أثناء ذهاب ناصر لمكان الرعي، كان يتبعه أحد الأطفال، واكتشف سره وأمر الكرة، فسرقها من ناصر أثناء نومه وعاد بها إلى القرية، فعندما علم أهل القرية بأمر الكرة وقدرتها على تحقيق الأمنيات، بدأوا في طلب الذهب والمجوهرات والمنازل الكبيرة، إلا أن هذه الأمنيات لم تزدهم سعادة بل جلبت لهم المزيد من التعاسة، وامتلئت قلوبهم بالحسد والغيرة لكون بعضهم يمتلك ذهبا فقط، والبعض الآخر يمتلك منازل فاخرة فقط ولا يمتلك ذهبا، ومع مرور الوقت أصبحت القرية تعيسة ولا تطاق، فقرر أهل القرية الذهاب لناصر وإعادة الكرة له، ومعرفة كيف استطاع الحفاظ على سعادته بالرغم من امتلاكه الكرة في أول الأمر، وقد أخبر ناصر أهل القرية بأن كل الذهب والمجوهرات والمنازل الفارهة لا تجلب السعادة، إنما السعادة الحقيقة تأتي من حب الأخرين ومشاركتهم في كل شيء، والبعد عن الغيرة والحسد، مع الشعور بالرضا في كل وقت .

في النهاية، أخذ ناصر الكرة، وكانت رغبته منها أن تعود القرية إلى بساطتها وسعادتها وتعاونها السابق .

قصة الغنى الحقيقي

في زمان مضى، في مكان ما، كان هناك رجل غني جدا يعيش في إحدى المدن الكبرى. كان هذا الرجل الثري يتفاخر ويفتخر بثروته طوال الوقت، أمام أصدقائه وعائلته وأقاربه. وكان لديه ابن يدرس في بلد أجنبي بعيد. في أحد الأيام، عاد الابن لقضاء إجازته مع والده في مدينتهم. عندما جلس الولد مع والده، أراد الأب أن يبهره بثروته ورفاهيته، ولكن الولد لم يظهر أي اهتمام بالثروة والمال أو بالحياة الفخمة. هذا أغضب الأب وقرر أن يظهر لابنه أهمية الثروة والمال. أخذ الأب ابنه وتجول معه في المدينة ليعرض عليه معاناة الفقراء. خلال جولتهما في المدينة، شاهد الأب وابنه الفقراء وصعوبة حياتهم. بعد أن عادوا إلى منزلهم الثمين، سأل الأب ابنه: يا بني، هل استمتعت بالرحلة؟ هل تمكنت من فهم قيمة الثروة والثراء التي نمتلكها؟

سكت الابن برهة ظن فيها الأب أنه وأخيرا قد اقتنع بقيمة المال والثراء والحياة الفارهة وأصبح يقدرهم، إلا أن الابن بدأ في التحدث إلى والده قائلا : ” نحن نمتلك كلبين فقط في حديقة المنزل، بينما هم يمتلكون عشرات الكلاب، ونحن نمتلك مسبح صغير خلف منزلنا، إنما هم يمتلكون شاطئ كبير مفتوح ليس له نهاية، ونحن نمتلك منزل له جدران على أرض صغيرة محددة بالأسوار، إنما هم يمتلكون بيوت رحبة تحيط بها الأراضي الواسعة من كل مكان، نحن دائما ما نحتاج إلى الحرس والأسوار العالية، كي يقوموا بحمايتنا وحماية ممتلكاتنا، أما هم فيتعاونون مع بعضهم البعض ويحمون بعضهم البعض، وأخيراً يا أبي، نحن نحتاج لأن نشتري منهم الطعام، أما هم فيصنعون طعامهم بأنفسهم، يا أبي إنهم هم الأغنياء ونحن الفقراء، لذا شكراً لأنك أظهرت لي من هم الأغنياء ومن هم الفقراء حقاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى