Oest 6 صخرة غامضة أتت من الفضاء تحير العلماء
اكتشف العلماء مؤخرا قطعة صخرية غريبة لم يشهدها الإنسان من قبل داخل محجر للحجر الجيري في السويد، وقد كانت هذه الصخرة مدفونة في الأعماق لمدة تصل إلى 470 مليون سنة. وأفاد العلماء في تقرير نشرته صحيفة “Nature Communication” أن هذه الصخرة تختلف عن أي نيزك آخر تم اكتشافه على سطح الأرض حتى الآن، ومن المتوقع أن يسلط هذا الاكتشاف الضوء على تاريخ وتشكل المجموعة الشمسية وفقا لتقرير صحيفة “The Guardian” البريطانية في 15 يونيو.
البطاطس
و يتوقع العلماء أن تكون هذه الشظية التي سميت باسم ” Oest 6″ قد انشطرت عن صخرة مشابهة للبطاطس و يصل عرضها إلى ما بين 20 و 30 كيلومتر بسبب الاصطدام مع جسم ذو حجم اكبر من حجمها، مما جعل الشظايا تتناثر على سطح كوكبنا. و الجدير بالذكر انه تم العثور سابقا على بقايا إحدى الصخرتين في صورة نيازك تعرف بإسم كوندريت.
تصادم هائل
ومع ذلك، يعتقد العلماء الآن أن هذا الصخرة المكتشفة في جزء من الجرم السماوي الثاني، مما يؤكد نظرية وقوع اصطدام هائل بين اثنين من الكويكبات الكبيرة. ويفسرون ذلك بأن الكويكب الأكبر سبب تناثرا هائلا للمخلفات الصخرية في حزام الكويكبات بين كوكبي المريخ والمشتري. وأن هذا التدفق المنبثق لمخلفات الجسم السماوي على سطح الكرة الأرضية كان متزامنا مع زيادة كبيرة في الحياة البحرية غير المهيكلة، في حين اندمجت اليابسة على سطح الأرض لتشكل قارة عملاقة تسمى جوندوان.
وأوضحت وكالة الأنباء الفرنسية على لسان “بيرجر شميت” وهو أحد المشاركين في الدراسة من جامعة لوند في السويد، أن النيزك الذي تم العثور عليه هو من صنف لا يعرفه العلماء حتى الآن. وقد كانت الشظية الغريبة الجديدة غارقة بين حوالي 100 قطعة من الكوندريت التي تم العثور عليها في أعماق أحد المحيطات التي تغطي مجموعة مناطق من محجر الحجر الجيري المعروف والذي يوجد في جنوب السويد. وأضاف شميت عبر رسالة إلكترونية أن الجسم يحتوي على تركيزات عالية جدا من مادة الإيريديوم النادرة التي يصعب العثور عليها على وجه الأرض، عكس ما هو موجود في الأجسام الأرضية .
وأشار شميت إلى أن الجسم يحتوي على تراكيز عالية من النظائر المشعة النادرة لعنصر النيون بمستويات مختلفة عن تلك الموجودة في الكوندريت. وقام الفريق بقياس إشارات الإشعاع الكوني بالنيزك لمعرفة فترة دورانه في الفضاء قبل أن يسقط على الأرض.
470 مليون عام
وقال شميت إنه سقط على الأرض أحد النيازك، وهو جسم فضائي يبلغ عمره 470 مليون سنة، وذلك في نفس الفترة التي سقطت فيها شظايا الكوندريت. وتوصل العلماء إلى أن الشظية الغامضة قد تكون ناجمة عن تصادم هائل أدى إلى تدمير جسم الكوندريت. ويعتقد أن هذا الجسم الفضائي قد يكون أول مثال موثق على وجود نيزك منقرض بسبب انشغال الجسم الأساسي بالتصادمات الفضائية، وهذا يعني أنه لن يسقط أي شظايا أخرى على سطح كوكب الأرض في عصرنا الحالي. في حين لا تزال شظايا الكوندريت تسقط على الأرض من حين لآخر.
تشير النتائج إلى أن نيازك اليوم، التي يعتمد عليها العلماء في العديد من الافتراضات بشأن تكوين المجموعة الشمسية، ليست نموذجًا مثاليًا لما يُسمى الفضاء الخارجي، على الرغم من احتمالية توفر بعض الجوانب الهامة من تاريخ المجموعة الشمسية.