منوعات

فضيحة إطلاق سراح أكثر من 3 آلاف سجين في أمريكا بالخطأ

انتشرت في ولاية واشنطن فضيحة مدوية بعد إعلان إطلاق سراح حوالي 3.2 ألف سجين قبل انتهاء فترة سجنهم بسبب خطأ في تقدير تخفيض مدة الحكم في إطار ما يعرف بحسن السلوك. بدأ هذا الإفراج قبل 13 عاما في عام 2002، ولكن لم يتم اكتشاف الفضيحة إلا في الأيام القليلة الماضية. يعود الخطأ إلى قرار المحكمة العليا في ولاية واشنطن بتخفيض مدة الحكم للمدانين الذين يظهرون حسن السلوك في السجن.

فضيحة كارثية في النظام
ولكن ما لم تعلمه المحكمة العليا هو أن هذا القرار تسبب في تخفيض كبير في مدة الحكم المحددة لثلاثة بالمئة من المساجين، وصل الأمر إلى الإفراج عن أحد المحكومين قبل 600 يوم من المدة المفروض عليه قضائها في السجن. وصرح محافظ ولاية واشنطن جاي إينسلي بأن الإفراج المبكر عن المحكومين كان نتيجة خطأ في النظام الإلكتروني للسجون، وأكد المحافظ أنه مستاء من هذه الفضيحة التي استمرت كل هذه الفترة دون أن ينتبه إليها المسؤولون. وفي ظل هذه الفضيحة، أمر المحافظ بوقف تنفيذ هذا القرار حتى يتم إصلاح الخطأ وصيانة النظام الإلكتروني.

عدد سجناء الولايات المتحدة الامريكية
: يصل عدد سجناء الولايات المتحدة إلى حوالي مليونين ونصف المليون سجين، أي حوالي ربع سجناء العالم. بالإضافة إلى ذلك، يعيش حوالي 7 ملايين فرد تحت المراقبة الإصلاحية. والمستفيد الأكبر من هذه الأرقام المدهشة في السجون الأمريكية هي الشركات الخاصة التي تدير السجون والتي تسعى لزيادة هذا العدد. عموما، يقضي حوالي 13 مليون شخص في المعدل المتوسط حياتهم سنويا في نظام الاحتجاز الأمريكي، والذي يشمل سجون الولايات المتحدة وسجون الأمريكيين الأصليين وسجون الأحداث والسجون العسكرية والمحلية، بالإضافة إلى مراكز الاعتقال الأمريكية الموجودة خارج البلاد ومراكز الاحتجاز التي تديرها سلطات الهجرة والجمارك.

ميزانية السجون الأمريكية
قالت إلسي سكوت رئيسة كتلة النواب السود في مؤتمر صحفي عقد في واشنطن في بداية هذا العام بأن ميزانية قانون السجناء تعد جدا مكلفة حيث أنها تناهز ٦٨ دولار في اليوم لكل سجين. وفي هذا الصدد، قالت “ميشيل ألكسندر” في كتابها “جيم كرو الجديد” بأن أمريكا تعرف انخفاض معدل الجريمة في هذه السنوات، إلا أن عدد نزلاء السجون يتضاعف بما يقارب ٥ أضعاف في آخر سنوات منذ ١٩٨٠ إلى غاية سنة ٢٠١٠. ودعت إلى ضرورة الحد من معدلات السجن، خاصة بالنسبة لدافعي الضرائب وحكومات الولايات والحكومة الفيدرالية.

الجهات المستفيدة من أعداد السجناء
ثمة مجموعة من الجهات التي لها مصالح مالية كبرى في إبقاء السجون في الولايات المتحدة الأمريكية مليئة بالمساجين و اهمها الشركات الخاصة و المساهمين فيها. حيث نشر معهد سياسة العدالة الجنائية تقريرا يوضح بأن أكبر شركتين للإصلاح في السجون الأمريكية هي الشركة الأمريكية للإصلاح و مجموعة جيو “GEO” حيث حققتا عائدات سنوية مرتفعة وصلت إلى 2.9 مليار دولار. و أضاف التقرير الذي عنون باسم “اللعب بالنظام” بأن السجناء في السجون الفيدرالية ارتفع بأكثر من مئة بالمئة منذ سنة 2000 اما سجون الدولة فعرفت إرتفاع بنسبة 33 بالمئة في نفس المدة. فحين تقدم الشركات الخاصة نفسها على انها تعمل على تلبية حاجيات السوق تكون قد قضت عدة سنوات باحثة عن أسواق لمنتجاتها وهي تطبيق الصرامة في الاحكام لزيادة عدد القابعين في السجون الأمريكية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى