لماذا ينجذب الرجل إلى المرأة التي تشبه أمه ؟

“برمجة” طبيعية
يعتقد بعض الناس أن التطور والانتقاء الطبيعي يبرمجان الإنسان مسبقًا لاختيار شريك ينتمي إلى فئة أو نوع محدد. ونظرًا لأن أول تجربة للرجل في التواصلمع المرأة تتم عند اقترابه من والدته، فإن الأم تعتبر نموذجًا يرغب الرجل في السعي إليه عند اختيار شريكة حياته.

على الرغم من أن الآباء يمثلون نموذجا في الحياة ويكونون مخلصين وحاضرين ومؤثرين في الأسرة، إلا أن تأثيرهم لا يظهر على خيارات الفتاة عندما تختار زوجا لها في المستقبل. وبمعنى آخر، فإن الفتاة لا تختار زوجا يشبه والدها، مهما كانت معجبة به، وهذا ما يعبر عنه المثل “كل فتاة بأبيها معجبة.” ومن الأهمية بمكان أن الشبه بين أم الزوج وزوجته لا يقتصر فقط على الشكل والملامح، بل إن علاقة الرجل بوالدته طوال حياته ستلعب دورا هاما في تحديد الطريقة التي يتعامل بها مع زوجته في المستقبل.

إصلاح العلاقة
وفق البروفسور “مايكل كيميل” المتخصص في علم الإجتماعي في جامعة نيويورك فإن أهم قاعدة لوجود روابط عاطفية و اجتماعية صحية في المستقبل هو وجود صلة حب و مودة بين الابن و أمه. و في نفس الصدد قال البروفسور “ويليام بولاك” الأستاذ في كلية الطب في جامعة هارفارد الأمريكية، أنه إذا ما كان للرجل علاقة مضطربة أو متضعضعة مع امه البعيدة عنه أو المقصرة أو المهملة، فإنه غالبا سيختار زوجة بدون وعي منه تشبهها، في رغبة لا شعورية منه لإعادة إصلاح أو ترميم ما تحطم في العلاقة بين الرجل و أمه. لكنه غالبا ما يفشل لأن تلك المرأة لو كان يمكن اصلاحها لفعلها والده.

نصيحة ذهبية
تقول النصيحة الذهبية الموجهة للرجال في هذا الشأن بانه يجب عليه البحث عن انواع أو نماذج معينة في علاقته العاطفية الفاشلة و ان يقوم بمقارنتها مع والدته. فإن كان هناك تشابه قائم بين الشريكة و الأم المهملة، وجب أن تنهي العلاقة و يبدأ بالبحث عن نموذج مختلف لشريكة حياته امرأة تشبه الصورة التي يتمناها في والدته وليس والدته بالضبط. و لينتبه أنه يجب الفصل بين علاقته بوالدته و علاقته بزوجته فلكل واحدة مكانة مختلفة عن الأخرى، لا مجال للمقارنة.