صحة

تطوير اختبار الدم للتمييز بين العدوى الفيروسية والجرثومية

من المعروف أن العلاج بالمضادات الحيوية ذو فاعلية في القضاء على الجراثيم وليست الفيروسات ، وهو موضوع في غاية الأهمية يجب على الناس ادراكه ، حيث أن كثير من الناس يسرع في استعمال المضادات الحيوية عند الشعور بأعراض الأنفلونزا والذي لا يعد مجديا إلا في وجود التهاب جرثومي ، أما أعراض العدوى التنفسية الفيروسية فلا تحتاج للمضادات الحيوية .

كان هذا موضوع الدراسة البحثية التي عملت على تطوير اختبار الدم للتمييز بين حالات العدوى التنفسية بالفيروسات أو الجراثيم ، وهو ما سوف يفيد في التنبؤ بجدوى المضادات الحيوية ، كما سيعمل على الحد من الإفراط في استعمال المضادات الحيوية ، والذي أدى لظهور جراثيم مقاومة للمضادات الحيوية ، يعد هذا الاختبار ذو فائدة كبيرة في تشخيص حالات العدوى بأمراض الجهاز التنفسي مثل الزكام والالتهاب الرئوي والتهاب القصبات الهوائية ، والذي سيعمل على التمييز بين أسباب العدوى جرثومية أو فيروسية .

تعتبر حالات العدوى التنفسية أحد الأسباب الأكثر شيوعا ، والتي يوصف لعلاجها 75% من المضادات الحيوية المكافحة للجراثيم بالرغم من أن معظم اصابات العدوى الفيروسية تشفى تلقائيا دون علاج ، إذ أن من الخطأ تعجل المرضى في استعمال المضادات الحيوية في الإصابات الفيروسية كإجراء وقائي ، وهو ما يعرض المريض لآثار جانبية كان في غنى عنها .

يذكر أحد الأطباء المشاركين في الدراسة البحثية أن هناك اختبار دم جديد سريع وبتكلفة معقولة يمكن توفيره لجميع المرضى. وإذا توفر هذا الاختبار في المستقبل، سيساعد على تهدئة المرضى ويسهم في نجاح الأطباء في تشخيص الحالة وتحديد العلاج المناسب. يعمل هذا الاختبار على التفريق بين حالات العدوى الفيروسية والبكتيرية بتحليل الأداء الجيني في الدم، وقد تم اختباره على 273 مريضا يعانون من عدوى تنفسية و44 شخصا صحيا .

كانت النتائج الدقيقة تميز بين حالات العدوى الجرثومية والفيروسية بنسبة 87% بشكل عام ، وحالات العدوى الناتجة عن عوامل أخرى ، وتعد هذه النتائج مؤشرا على دقة الاختبار المطور مقارنة بنتائج التحليل المتوفر حاليا في الأسواق والذي تبلغ نتائجه 78% ، والذي يعمل على تحليل الالتهاب المرتبط بالمرض .

تابع الباحثون بأن عمل الاختبار الجديد يعتمد على كشف آلية عمل وتوقف الجينات بطريقة معينة ، وذلك استجابة لوجود الجراثيم أو الفيروسات أو غيرها من المسببات المرضية ، لذا يعد اختبار مميز سريع النتائج يمثل هدفا بحثيا لاختباره على مختلف الأعمار والأجناس ، مع تحري امكانية الكشف عن أنواع أخرى من حالات العدوى الجرثومية والفيروسية بالإضافة لحالات العدوى الفطرية .

من المعروف علميا الفرق بين تعريف الفيروسات والجراثيم ، إذ تعرف الفيروسات بأنها عامل ممرض صغير غير قادر على التكاثر إلا داخل كائن حي آخر ، وهي أجسام صغيرة جدا تصيب الإنسان والحيوان والنبات ، وتوجد بملايين الأنواع المختلفة ، وهي تنتشر بطرق متعددة من كائن حي لآخر ، تسبب الفيروسات أمراض كثيرة مثل الإنفلونزا ، والتهاب المعدة والأمعاء ، شلل الأطفال ، الإيدز ، لا تتأثر الفيروسات كما ذكرنا بالمضادات الحيوية ، ولكن يمكن علاجها بالأدوية المضادة لنوع الفيروس .

أما الجراثيم أو البكتيريا فهي كائنات دقيقة وحيدة الخلية مثل المكورات والعصيات ، ذات أنواع عديدة بعضها نافع وآخر ضار يسبب الأمراض ، تمثل أنواع البكتيريا النافعة ببكتيريا الأمعاء ، والجلد في جسم الإنسان والتي تعمل على حمايته من الأمراض ، وأخرى ضارة تسبب الإصابة بالعدوى مثل عدوى الجهاز التنفسي ، الزهري ، الجمرة الخبيثة ، والطاعون ، ويمكن علاج الإصابات البكتيرية بالمضادات الحيوية المناسبة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى