تفسير الاحلاممنوعات

ما علاقة العقل الباطن بالأحلام

العقل الباطن والنوم

يعمل العقل اللاوعي كمستودع كبير حيث يتم الاحتفاظ بالملفات التي تحتوي على قناعاتك وذكرياتك وخبراتك الحياتية، وتؤثر كل ما يحتويه هذا المستودع على سلوكك وأفعالك في ظروف مختلفة.

عندما ننام ينام وعينا أيضًا لكن العقل الباطن يظل مستيقظًا، وهذا هو المكان الذي ينشأ فيه ما يشبه السحر عندما تترابط الأحلام والعقل الباطن (اللاوعي)، وعلى سبيل المثال إذا كنت قلقًا أثناء اليقظة بشأن مشكلة فمن المحتمل أن يذكرك عقلك الباطن (اللاوعي) بها في أحلامك، وعلاوة على ذلك هناك احتمال أنه قد يساعدك في حلها.

عند إجراء تحليل أعمق، يمكن تحديد سببين محددين من وجهة نظر علم النفس لأحلامنا، ومن الناحية الأخرى، يوجد اتفاق كبير على أن النوم يساعد في بناء الذاكرة طويلة المدى ويسعى للحفاظ على الراحة دون الاستيقاظ.

يدرك الآخرون أن هناك مؤشرات كافية للنظر في أن الأحلام كانت لها مهمة تدريبية تاريخيا لمواجهة المواقف التي يخشاها الإنسان، فعندما ننام، لا يحتاج العقل الباطن لدينا إلى القتال بوعينا، بل يتحرر في عالم رمزي ومجازي من رغباتنا ومخاوفنا. ولا يتحداه المنطق أو العقلانية.

علاقة الأحلام بالعقل الباطن

مثلما يؤثر العقل الباطن على أحلامنا تؤثر الأحلام أيضًا على العقل الباطن، ومن النظريات الأخرى التي تحاول تفسير الأحلام، تدرك أن الغرض من الأحلام هو تنظيم المعلومات التي تلقيناها خلال النهار في اللاوعي لدينا، لذلك بطريقة ما يمكن أن تكون أحلامنا مسؤولة عن طلب الطرود التي في مستودعاتنا.

هناك تفسير آخر لتأثير الأحلام على العقل الباطن، وهو أنه عندما تثير الأحلام عواطفنا، مثل الحلم بشيء يؤثر علينا عاطفيًا، فقد يؤثر ذلك على سلوكنا بعد الاستيقاظ، ويعني ذلك أن أحلامنا لها تأثير غير مباشر على العقل الباطن.

الأحلام واللاوعي

يعتبر تفسير الأحلام معقدا للغاية، ولا يمكنك أبدا تفسير الحلم بالكامل. المهم هو الانتباه إلى المعنى الذي قد تحمله تلك الرموز والاستعارات. ينظر إلى الأحلام على أنها قصة لا يوجد فيها شيء تقريبا حرفيا. وكل ما تقوله يرمز إلى شيء ما. يترك الأمر لك لمعرفة تفسيره.

يمكن أن يساعد تفسير الأحلام في التغلب على القلق، سواء كان ذلك في الحلم نفسه أو في التفسير الواعي، ويتطلب ذلك مواجهة تلك المخاوف التي يعبر عنها العقل الباطن بطريقة رمزية.

إنها طريقة تفسير بسيطة للغاية يمكن لأي شخص القيام بها، ولا تستغرق وقتًا طويلاً لممارستها وهي تستند تحديدًا إلى مواجهة المواقف المخيفة، وهي الطريقة السريرية للتغلب على المخاوف والرهاب، لذا فإن الحلم والتفسير والمفارقة أن تكون أكثر وعياً بالعلاقة بين الأحلام والعقل الباطن.

بماذا يخبرنا العقل الباطن عندما ننام

أصبح النهج الإنساني والعلمي للأحلام، الذي يعتبر إسقاطات لعقلنا الباطن، مهما بشكل متزايد منذ القرن العشرين، حيث أصبح العالم أكثر إعجابا بتفسيراتها.

تشرح كارين فرايزر في دليل تفسير الأحلام أن الأسباب التي تجعلنا نحلم لا تزال غير مفهومة بشكل جيد من قبل العلماء، وبالفعل يعتقد بعض العلماء أن الأحلام ليس لها هدف محدد، ولكن يشعر آخرون بأن الأحلام لها أهداف مختلفة ومتنوعة تتراوح بين الدنيوية والروحية.

تفسير الأحلام

كل حلم له معنى مختلف من شخص لآخر، حتى لو كان موضوعا مشتركا مثل الحلم بالطيران أو الاضطهاد. ولذلك يقول الخبراء إن العديد من قواميس الأحلام تقتصر على إعطاء معان غامضة جدا أو عامة، ولذا يأتي أهمية معرفة كيفية تفسيرها وتخصيصها.

المعلومة الأولى التي يجب معرفتها هي أن “جميع المعلومات التي تظهر في الأحلام منطقية”، وفقًا لما يشرحه كاريرا، ويحدث في هذا الاضطراب الظاهري الذي يمثله الحلم نظام منطقي متماسك يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالحياة النفسية للشخص الذي يحلم.

يتم التعبير عن الحلم بلغة قديمة من خلال الرموز والتمثيلات، ويعبر الحلم عن الذكريات المكبوتة والمضغوطة، ويكشف عن معلومات من خلال الشكل الإبداعي للعقل.

يوضح الخبير أنه يجب علينا أن نصبح أكثر وعيًا أو “يقظين” فيما يتعلق بأحلامنا، حيث نحلم كل يوم ولكننا لا نتذكر دائمًا، وهذه الخطوة الأولى هي أن نصبح أكثر وعيًا بهذا الأمر.

باستخدام هذه الطريقة، يمكن أن تحصل على أحلام واضحة، إذ يساعد التعبير عن الأحلام بوضوح على تزويد المفسر بمزيد من المعلومات والوضوح. وعند الاستيقاظ، يمكن تفسير المرحلة التي تم فيها الاستيقاظ عليها بناءً على المعلومات الواضحة التي تم توفيرها.

في كثير من الأحيان، لا نتذكر حلمنا كاملاً أو نتذكر فقط أجزاء منه، وقد تكون بعض اللحظات أكثر كثافة وصعوبة في التفسير، ومع ذلك، من خلال كوننا “أكثر وعيًا”، يمكننا أن نتذكر المزيد وتسهل عملية التفسير.

يوصي عالم نفس بالحصول على مذكرات أحلام نكتب فيها (إن أمكن عند الاستيقاظ على الفور) كل ما نحلم به، وبمرور الوقت سنتذكرها بشكل أفضل، لذلك يقترح أن تكون الصحيفة بجوار السرير.

يشير مؤلف قاموس تفسير الأحلام، M. DeBord، إلى أنه يجب تحليل الأحلام إلى عناصر منفصلة كقصة، مثل الإعدادات والشخصيات والرموز وعناصر السرد والأفعال وردود الأفعال والقرارات، وأننا نعرف جميعا في العقل الباطن معاني أحلامنا وأن لها معان متعددة وطبقات تفسيرية.

يوصي الخبراء بتسجيل كل شعور يشعر به الشخص أثناء النوم، مثل الأشخاص والألوان والعناصر الأخرى، ووصفها بالتفصيل، لمعرفة ما يشعر به الشخص في الأحلام، وكذلك فحص المكان أو البيئة التي يشعر بها الشخص في الحلم، فمثلا، قد يرمز الشاطئ إلى المتعة لشخص ما، بينما يمكن أن يرمز إلى الملل لشخص آخر.

يتطلب تحليل الأحلام أن نسأل أنفسنا كيف يرتبط ما نشعر به في الحلم بما نشعر به في الحياة اليومية، ونتذكر اللحظات الأخرى التي شعرنا بها وشعرنا بهذه المشاعر.

من المهم البحث عن الموضوعات المتكررة في الأحلام لأن ذلك يساعدنا على تفسير الأحلام المستقبلية، وعلى سبيل المثال، إذا حلمنا بكلب أحمر وشعرنا بالسعادة، فسنعرف في المستقبل أن هذا الحلم يرتبط بالبهجة والفرح.

يمكن استخدام قاموس الأحلام كدليل لتفسيرها، ولكن ليس كإجابة مطلقة لأن كل شخص يمكن أن يعطي قيمة أو إحساسًا مختلفًا للرموز، ولم تتغير الطريقة التي نرى بها الأحلام إلا في القرن التاسع عشر الميلادي.

كان نشر كتاب `تفسير الأحلام` للمحلل النفسي الشهير سيجموند فرويد نقطة تحول لأنه بعد ذلك الوقت بدأ عالم الأحلام يُدرَس بشكلٍ رسمي.

قال فرويد أن الأحلام تتشكل نتيجة عمليتين ذهنيتين:

  • الرغبة هي الأولى، وتعبّر عنها دون وعي في الحلم.
  • العملية الثانية هي مراقبة تشوه التعبير عن تلك الرغبة.

لذلك، يرى أبو التحليل النفسي أن جميع الأحلام هي “تحقيق أمنيات” قابلة للتحليل، وأيضًا يعتقد أن لكل حلم نقطة تصله بتجربة من اليوم السابق.

تفسير سيجموند فرويد للأحلام

تعتبر إحدى أهم اكتشافات فرويد هي أن المشاعر المدفونة في اللاوعي ترتفع إلى الوعي أثناء الأحلام، وأن تذكر جزء من الأحلام يمكن أن يساعد في كشف المشاعر والذكريات المدفونة.

خلال كتابته لعمله `تفسير الأحلام`، استخدم فرويد أحلامه الخاصة كأمثلة لإثبات نظريته حول سيكولوجية الأحلام، وقام بتمييز محتوى الحلم `الواضح`، أو الحلم الذي يتم تجربته على المستوى السطحي، من `أفكار الحلم الكامنة` غير الواعية التي يتم التعبير عنها من خلال لغة الأحلام الخاصة.

يؤكد فرويد هنا أن جميع الأحلام تعبر عن تحقيق رغبة من قبل الحالم، وعلى الرغم من وجود أحلام سلبية، إلا أنه يتم تفسير عدم تحقيق الرغبة بطرق مختلفة، ومع ذلك، يبقى الاستنتاج العام لفرويد هو أن الأحلام تعبر عن تحقيق الرغبات المكبوتة بشكل محرر.

حسب نظريته فإن “الرقابة” على الأحلام تنتج تحريفًا لمحتواها، لذا فإن ما قد يبدو على أنه مجموعة لا معنى لها من صور الأحلام يمكن من خلال التحليل وطريقة “فك التشفير”، أن يظهر على أنه مجموعة متماسكة من الأفكار، ويقترح فرويد أن قيمة تحليل الحلم تكمن في الكشف عن نشاط العقل الباطن.

تمثل نظرية فرويد لتفسير الأحلام فكرة مستمدة من نظريات فرويد الأولى التي تتعلق بطبيعة علم نفس الحلم اللاواعي، وأهمية تجارب الطفولة واللغة الهيروغليفية في تفسير الأحلام والطريقة التي يستخدمها التحليل النفسي.

يعتقدُ فرويدُ أنَّ كُلَّ حلمٍ قابلٌ للتفسيرِ، أي يمكنُ العثورُ على معناهِ، ولا تقعُ مهمةُ التفسيرِ على الحلمِ ككلٍ، ولكنَّ على الأجزاءِ المكونةِ لهُ بناءً على نوعٍ من كتابِ الأحلامِ، حيثُ كلُّ شيءٍ يحلمُ بهِ يعني شيئًا آخرَ بطريقةٍ جامدةٍ.

الحلم ليس مجرد نشاط جسدي: إنها ظاهرة نفسية كاملة لتحقيق الرغبة، ولذلك يجب إدراجها في مجموعة الأفعال المفهومة (وليست غير المفهومة) في حياتنااليقظة، وهي نتيجة لنشاط فكري معقد للغاية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى