حقيقة استقالة ” لمى السليمان ” من المجلس البلدي في جدة
تم تداول خبر على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” يفيد بأن عضوة المجلس البلدي في محافظة جدة، الدكتورة “لمى السليمان”، قد استقالت. وأثار هذا الخبر ضجة إعلامية كبيرة، خاصة بين مستخدمي تويتر، حيث أطلق هاشتاق بعنوان “#استقاله_لمي_السليمان” وتعارض العديد من المغردين استقالة الدكتورة السليمان، وأرسلوا رسائل ينصحونها بعدم الاستسلام وتقديم الاستقالة. واعتبر بعض المغردين، وخاصة النساء، أن استقالة لمى السليمان تعد تقليلا من قدرات المرأة القائدة. ورأى البعض الآخر أنه إذا كانت الاستقالة صحيحة، فإن المجلس البلدي في جدة فقد شخصية قيادية ناجحة أثبتت وجودها في الساحة العملية وأثبتت دور المرأة الفاعلة في المجتمع. وعلى الرغم من التأييد والمعارضة، يبقى السؤال: هل قدمت الدكتورة لمى السليمان استقالتها حقا؟ ولماذا تم تداول هذا الخبر وأثار هذه الضجة الكبيرة؟ لمزيد من التفاصيل، يرجى الاطلاع على مقالنا .
حقيقة استقالة لمى السليمان :
صرح ” سعيد الزهراني ” رئيس لجنة العلاقات العامة في المجلس البلدي بجدة ، بأنه لا صحة لما يتداوله نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حول استقالة الدكتورة لمى السليمان ، وأكد أنه لم يصل إلى رئاسة المجلس أي خطاب يفيد بأن الدكتورة لمى السليمان قد استقالت، سواء من قبلها أو من قبل الوزارة، وأوضح أن ما يثار في مواقع التواصل هو محاولة للإساءة إلى أعضاء المجلس، من خلال نشر الشائعات التي يعتبرها مغرضة، وأكد أن أعضاء المجلس البلدي يسيرن وفقا لمنهج وخطط مدروسة تهدف إلى تطوير خدمة المواطن والمقيم على حد سواء .
أسباب انتشار شائعة استقالة لمى السليمان :
تم تداول شائعة استقالة لمى السليمان بكثافة بعد الخلافات التي حدثت بينها وبين أعضاء المجلس خلال الجلسة الأولى. حيث اعترض بعض أعضاء المجلس البلدي على وجود العضوات النساء على طاولة الاجتماع وطالبوا بوضع حاجز يفصل بينهن وبين الأعضاء الرجال. تمت هذه المطالبة قبل انتخاب رئيس المجلس، وأثارت استياء واسعا بين الأعضاء وخاصة النساء مثل الدكتورة لمى السليمان ورشا حفظي. رفضتا أن يتم وضعهما في صالة مغلقة بعيدة عن طاولة المجلس وأعضائه، وطالبتا بحضورهما في قاعة المجلس كونهما عضوتين فيه. وأثارت هذه المطالبة جدلا وتوترا بينهما وبين أعضاء المجلس .
والجدير بالذكر أن وزير الشئون البلدية والقروية كان قد قرر بوضع العضوات النساء في مجلس بلدي جدة بغرفة مستقلة ومجهزة للتواصل بينهن وبين الأعضاء الرجال ، لوضع حدا للخلافات بين الأعضاء خاصة وأن الجدل كان قائما مسبقا ، وأدى إلى تأجيل أحد الاجتماعات الأولية التي كان مقرر أن يتم انعقادها سابقا .
رد الدكتورة سليمان على شائعة استقالتها :
من جهتها ، وضعت الدكتورة لمى السليمان حدا لانتشار الشائعة حول استقالتها عبر تصريح لها في إحدى الصحف المحلية ، يفيد بأنها لم تقدم استقالتها وأن ما جرى من خلافات بينها وبين أعضاء المجلس لا يدفعها للتقدم للاستقالة ، وأكدت على أن ما تم تداوله غير صحيح مطلقا ، وهي مازالت عضوة في المجلس البلدي ولن تقدم استقالتها .
لمى السليمان في سطور :
لمى عبدالعزيز سليمان هي سيدة أعمال سعودية معروفة، ولدت في عام 1966، وتخرجت من جامعة الملك عبدالعزيز في تخصص الكيمياء الحيوية، ثم حصلت على درجة الماجستير والدكتوراه في مجال التغذية بعد إكمال دراستها العليا في جامعة لندن بالمملكة المتحدة .
لديها العديد من الإنجازات البارزة في مجال إدارة الأعمال، وتمكنت من تحقيق مناصب عليا. في بداياتها، عملت كرئيسة لمركز خديجة بنت خويلد لسيدات الأعمال التابع لغرفة جدة، ثم أصبحت بعد ذلك عضوة في مجلس إدارة الغرفة حتى وصولها لمنصب نائب رئيس الغرفة. وبذلك، تعد أول سعودية تتسلق إلى هذا المنصب. حصلت على نسبة عالية في التصويت بين عشرة رجال كانوا مرشحين لشغل منصب نائب الرئيس. ولقد ساهمت أيضا في تأسيس نادي المرأة للياقة البدنية. بالإضافة إلى ذلك، هي عضوة في مجلس إدارة شركة رولانكو للتجارة والتعهدات، وعضوة في مجلس الأعمال السعودي الفرنسي، وعضوة في الوفد السعودي لمنظمة العمل الدولية. كما أنها عضوة في مجلس الدائرة الاقتصادية والاجتماعية، وعضوة في مجلس إدارة المعهد السعودي الصحي للخدمات الصحية. ونتيجة لهذه الإنجازات، تم اختيارها ضمن قائمة أقوى 100 شخصية في العالم .
انتخابات المجلس البلدي :
لأول مرة في تاريخ السعودية، شاركت المرأة السعودية في انتخابات المجلس البلدي لمحافظات المملكة، وشاركت المرأة السعودية في الانتخابات كناخبة ومرشحة، وتمكنت من إثبات نفسها بنجاح ساحق بعد فوز 20 سيدة سعودية بعضوية المجالس البلدية، وكانت من بينهن الدكتورة “لمى السليمان” التي حصلت على مقعد في مجلس بلدية جدة وتطمح للوصول إلى رئاسة مجلس البلدية .