التوتر هو حالة من الأجهاد والضغط ينتج عنها شعور الفرد بالعجز والقلق والأرهاق وفقدان الثقة في من حوله أحياناً وتتسبب في أصابته بالأكتئاب ، أضطرابات في نسب ضغط الدم ، صداع نصفي عجز جنسي ، اضطرابات الجهاز الهضمي وعندما يتوتر الشخص يلجأ لعادات غير مستحبة ومضرة بصحته كالتدخين وشرب الكحول وهماً منه بأنه يهرب من الواقع وأشار الباحثون مؤخراً أن عدم القدرة على التعامل مع التوتر في مرحلة الشباب يرفع من خطر الأصابة بضغط الدم المرتفع ومن ثم الأصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وعن تفاصيل الدراسة ستدور الفقرات التالية لهذا المقال .
تشير دراسة حديثة في الولايات المتحدة إلى أن التوتر في مرحلة الشباب يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق:
قام مجموعة من الباحثين من جامعة (Icahn School of Medicine) بولاية نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية بفحص بيانات حوالي مليون ونصف شخص قد قاموا بأداء الخدمة العسكرية بالسويد في الفترات ما بين عام 1969 وحتى عام 1997 وكانوا هؤلاء الأشخاص لم يعانوا من ارتفاع ضغط الدم قبل الذهاب لأداء الخدمة العسكرية وخلال أدائهم للخدمة قام الباحثون بأعداد مقابلات اعتيادية معهم لقياس مدى قدرتهم في التعامل مع التوتر وكانت المقابلات قد أسرقت ما بين 20 دقيقة وحتى 30 دقيقة وقد استخدموا لقياس التوتر لديهم مؤشراً مرقم من 1 وحتى 9 وبدأ التقييم على أساس أن المؤشر رقم 9 يشير الى أن يتكيف ويتعامل مع التوتر أما مؤشر رقم 1 يشير الى أن الشخص لا يتكيف أبداً مع التوتر وتابع الباحثون هؤلاء الأشخاص حتى بعد انتهاء مدة خدمتهم العسكرية وكانت متابعتة الباحثين لهم عبر سجلاتهم وفحوصاتهم الطبية التي كانوا يجرونها في المستشفى العسكري التابع لهم وحتى وصولهم لسن 47 عاماً .
نتائج الدراسة الطبية:
1- أصيب 6% من المشاركين بارتفاع ضغط الدم، وكان عددهم يقرب من 94 ألف شخص .
لم يتم العثور على أي ارتباط بين الوضع الاجتماعي والمستوى الاقتصادي والتعليمي واحتمالية إصابة الشخص بارتفاع ضغط الدم .
حوالي 40% من الأشخاص الذين لم يتكيفوا مع التوتر في مرحلة الشباب وأثناء أداء الخدمة العسكرية يعانون من ارتفاع ضغط الدم في وقت لاحق .
يوجد علاقة بين خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وخطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني .
يكون الشخص الذي يخطط للتخلص من التوتر في شبابه أقل مرضًا وأكثر صحةً من غيره .
للتخلص من التوتر يمكن اتباع مايلي :
النشاط البدني :في المقام الأول، يجب على الفرد تحديد أسباب التوتر الذي يشعر به والسعي لإيجاد حلول له دون اللجوء إلى العنف أو التصرفات العاطفية، ولذلك، تلعب التمارين الرياضية دورًا هامًا في تعزيز التفكير السليم وحل المشاكل بطريقة هادئة .
السيطرة : السلبية تكسب الشخص الأنهزام أما نفسه أولاً قبل غير فشعور الفرد بالفشل وعدم القدر على اتخاذ القرار يجعله معرض للتوتر والقلق لذلك على الفرد أن يبعث في نفسه القوة ويصارح نفسه بأنه قادر على حل المشكلات التي يواجهها .والطريق السليم لذلك تنظيم الوقت وتحديد الأولويات والتخلص من الأعباء .
التواصل مع الأخرين : إذا كنت عزلت نفسك، فستشعر بالأكتئاب والشعور بأنك شخص غير مرغوب، ومع مرور الوقت، ستصبح انطوائيا، ولكن بتكوين شبكة جيدة من الأصدقاء والمعارف، يمكن حل المشكلة، وأحيانا التحدث مع الأشخاص الذين يشبهونك وترتاح نفسيا لهم يمكن أن يساعدك على تجاوز المشكلات والتوتر .
المشاركة بالأعمال الخيرية :تقديم المساعدة للآخرين من خلال العمل التطوعي يؤدي إلى اكتساب الشخص راحة نفسية ويجعله يشعر بأنه عضو مؤثر ومرغوب فيه، وهذا يجلب له نوعا من السعادة وراحة البال، خاصة إذا كان الشخص يساعد أولئك الذين هم أقل حظا وأقل حالة منه. من هنا، يصبح مشكلته سهلة في نظره ويسعى لحلها بسرعة .
العمل بذكاء : يتم تحقيق ذلك عن طريق التخلي عن وهم عدد ساعات العمل، حيث يؤثر ذلك على صحة أفراد المجتمع، ولكن إذا نظم الشخص وقته بين العمل والحياة الشخصية، فسيتخلص من الضغوط والمشاكل الاجتماعية والزوجية، وبالتالي سيتمكن من أداء عمله .
خلاصة ما سبق : يمكن تجنب الضغوط النفسية والعصبية من خلال العيش بأسلوب حياة صحي، وهذا يساعد على الوقاية من ارتفاع ضغط الدم والتداعيات الخطيرة التي يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، ونسأل الله النجاة للجميع