يسرا المارديني … من الغرق إلى الأولمبياد
يسرا المارديني هي لاجئة من لاجئين سوريا أستطاعت أن تنجو من الغرق و تساعد غيرها و أعطائهم فرصة بالحياة وتنجو بهم من ظلمات البحر و الموت غرقا و تصل بهم إلى البر بعد أن قد رأوا الموت بأعينهم ..فهي فتاة شابة من سوريا لا يتعدى عمرها (18 ) عاما ، قررت أن تنجو من الهلاك و الدمار الذي كان يلاحقها في بلدها و موطنها الأصلي سوريا مع شقيقتها و عائلتها و مجموعة أخرى من اللاجئين السوريين و لم تكن تعلم أنه سوف يلاحقها هلاك أكبر و موت ساحق بظلمات البحر المتوسط لولا عناية الله و توفيقه لها حيث أعطاها القدرة على ان تنجو من الغرق بل وأن تنقذ من كان معاها بهذه الرحلة .
قصة نجاة يسرا الماردينى من الغرق :
كانت يسرا وشقيقتها من أشهر وأنجح السباحات الموجودين في سوريا قبل بداية الحرب الأهلية في عام 2011، وتعرض منزلهما للدمار الكامل خلال أزمة سوريا، مما دفعهما وعائلتهما لاتخاذ قرار بالانتقال إلى مكان آخر أكثر أمانا في سوريا. ولكن مع تصاعد الحرب والدمار في وطنهم، وعدم سماعهم سوى صوت الرصاص والقنابل، اضطروا لاتخاذ قرار بالهروب عبر البحر للنجاة من الموت. ولم يكن هذا القرار نادرا أو حكرا على يسرا وأسرتها، بل كانت هذه هي الحالة لمعظم سكان سوريا. وبالفعل، تمكنت يسرا المارديني وأسرتها، بالاشتراك مع مجموعة من اللاجئين الأخرى، من مغادرة سوريا، حيث انتقلوا أولا إلى لبنان، ثم إلى تركيا، وحاولوا بعد ذلك الوصول إلى اليونان عبر الممرات المائية. ولكن هذه المحاولة فشلت بسبب منعهم من السواحل التركية. وبالتالي، اضطروا للسفر على قارب صغير لا يتسع سوى لسبعة أو ثمانية أشخاص، على الرغم من أن عدد الأفراد الذين يحتاجون للنجاة وصل إلى حوالي 20 راكبا، مما دفعهم إلى رمي أمتعتهم في البحر لتخفيف وزن القارب وتمكينه من نقلهم بأمان، خاصة وأن الأجواء كانت غير مستقرة وكانت هناك عواصف ورياح شديدة. ومع ذلك، لم تكن رمي الأمتعة والأغراض في البحر كافية لإنقاذهم من الغرق، واستمرت الحمولة الزائدة للقارب في جعله في طريقه إلى الغرق. ولذلك، قررت البطلة السورية يسرا المارديني وشقيقتها وراكب آخر القفز في البحر لتخفيف وزن القارب ومنع غرقه، وقد قاموا بذلك في محاولة لإنقاذ باقي الركاب، ونظرا لأنهم كانوا يجيدون السباحة. وبدأت الثلاث فتيات البطلات في السباحة بجانب القارب في ظلمات البحر وهمجية الأمواج والعواصف الشديدة لمدة ثلاث ساعات متواصلة حتى تمكنوا من الوصولهم إلى جزيرة ليسبوس اليونانية. وصفت يسرا تلك التجربة بأنها كانت صعبة للغاية وخطيرة، ولكنها كانت ستشعر بالعار والخيبة إذا لم تبذل قصارى جهدها لإنقاذ رفاقها .
يسرا الماردينى والألعاب الأولمبية :
تتمنى و تحلم الشابة السورية يسرا المارديني بأن تشارك في الألعاب الأولمبية المقامة في دولة البرازيل بمدينة (ريو دي جانيرو ) كما تامل الفوز بهذه المسابقة ، حيث أنها ستشارك مع مجموعة من اللاجئين من مختلف البلدان و ليس فقط لاجئين سوريا لتمثل تلك المجموعة فريق صغير مشارك بهذه الدورة الأولمبية في مدينة (ريو دي جانيرو ) ، فهي تتمنى ان تصبح رمزا يفتخر بها كل اللاجئين السوريين و تقوم بتشرفيهم بالفوز في هذه المسابقة ، و تتدرب يسرا المارديني في ( مسبح بني ) في ألمانيا ، و قد أكد رئيس اللجنة الأولمبية الدولية و يسمى ( توماس باخ ) أنه سيبذل أقصى جهده ليساعد الفريق على تحقيق حلمه بغض النظر أنهم من اللاجئين الهاربين من الحرب ، وقريبا سيصدر القرار بالحجم النهائي للفريق الذي سيشارك في دورة الألعاب الأولمبية القادمة .