يعتبر العمل التعليمي من أصعب الوظائف التي يمكن أن يمارسها الشخص، فالمعلم ليس مجرد شخص يقوم بتعليم المواد الدراسية للطلاب، بل هو القدوة الحسنة لجميع الطلاب، فالمعلم في المدرسة يشبه الأب في المنزل، فالأب يعزز القيم والمبادئ في المنزل والمعلم يقوم بنفس الدور في المدرسة، ولذلك يجب على المعلم أن يتحلى بالكثير من الصفات والأخلاق والطيبة والمبادئ التي ينقلها إلى عقول الطلاب، وقد تغنى العديد من الشعراء بأجمل العبارات التي تصف مهنة المعلم، لأنها من أهم الوظائف ويجب على الناس أن يكونوا شاكرين للمعلمين، حتى إذا كانوا يعبرون عن ذلك من خلال الشعر، يمكن أن يكون ذلك هدية قيمة لكل معلم، لأنه يقدم قيما ومبادئ وخبرات للطلاب في المدارس، وعلى كل معلم أن يقرأ ما قاله الشعراء عن مهنته العظيمة .
رائعة أحمد شوقي قم للمعلم
اقف لتكريم المعلم وعرفانه، لأن المعلم كاد أن يكون رسولاً
هل علمتَ أشرفَ أو أعلى من الذي يبني ويشيِّدُ أنفسًا وعقولًا؟
يا الله، سبحانك، أنت خير معلم علَّمت الأجيال الأولى بالقلم
أخرجت هذا العقل من ظلماته وأرشدته بالنور المبين إلى الطريق
وقام المعلم بنقشه بيده، أحيانا يكون كالصدأ على الحديد وأحيانا مصقولا
أرسل الله موسى كدليل وأرسل ابن بتول ليعلم الناس الإنجيل
فجّرتَ ينبوعَ البيانِ محمّدًا، فأرويتَ الحديثَ ونزّلتَ الوحي
علّمت يونانا ومصر، فأصبحتا خاليتين من كل شمسٍ تريد الغروب
واليوم نحن في حالة طفولية في العلم نسعى للاكتشاف والتعلم بهدوء
قال احد الشعراء في حق اهانة المعلم :
إن المعلم والطبيب كلاهما **** لا ينصحان إلا إذا تلقيا الاحترام
فاصبر على مرضك إن أهنت طبيبه **** واصبر على جهلك إن أهنت معلم
وفي شعر اخر
لا تنسَ تمجيد فضله دائمًا، فإن فضل المعلم لا ينسى
لديه عرش العلوم المجيد ويحصل على الثناء بين يديه
إذا فقد الحكيم صبره، فلا يمكن للمعلم أن يفقد صبره
يجتهد ويكافح في دراسته ويعاني وتسعد طلابه
يسهر في فحص ما دونهم وهم في أسرتهم حتى الفجر
يبني صروح العلا للآخرين ويزرع ما يحصده غيره
غني ولكن بفضله وإن كان صعبا فإنه يثور
وأقواله الري للظامئين وألفاظه الدر والعسجد
يتم تدريب الأولاد للنجاة في حرب الحياة وتقوية قدراتهم
يخلق جيلا من الأذكياء الذين يتألقون ويتقدمون
الزعماء الكبار هم من صنعوه، والحاكم الأرشد هو من صنعه أيضًا
وليس هناك عباقرة إلا من سار على خطاه واتبعه
منار دليل لمن ضلوا طريق النجاح، ومرشدة لمن يريد الاستشارة
شعلة نور تضيء العقول ونار على الجهل لا تخمد
كل فتى يتعلم درسه ويصبح نجمًا في مجاله
فلنتذكر دائما فضل المعلم، فإن فضل المعلم لا ينسى
وقال الاستاذ ابراهيم بن سليمان الوشمي
جاء المعلم، نوره …………….. يسعى ليتعقب الأمور
يلقي ويشرح درسه ……………. متوخيا عين الصواب
يحنو على طلابة ……………… متجنبا سبل العقاب
وتراه دوما باسما …………….. عند السؤال أو الجواب
يُمضي سحابة يومه …………. بين الدفاتر والكتاب
إن المعلم هو قدوة……. في عيون الناس مرتفع الجناب
والنشء يذكر فضله ………. حتى يوارى في التراب
يارب بارك سعيه ………… ذلل له كل الصعاب
حتى ينشئَ جيلنا …………. متحصناً من كل عاب
في قصيدته `أنت المعلم` من ديوان شمس لا تغيب، قال الأستاذ عبد الفتاح غازي
فاعلم أنك أصل كل وجودها… وأن علمك الفائض انتشر في الأكوان
أنت المعلم الأصل لكل فضيلة، أنت الإمام الذي سبق بالإحسان
إننا نحتضن جهودكم بالوفاء ***** ستظل دستورا ثابتا في زمن الأزمات
وفي قصيدة أخرى قال: لا يا بنتي
ولتتحسني في فن الحديث يا ابنتي * كمعلم في اللطف والحنان
يمنحك العلم السلم الأعظم للتقدم، فبالعلم ترتقي شهامة الإنسان
لا تستهين بمعلم فضله ***** فالشمس لا تخفى مع النكراء
وقال الشيخ محمد رشاد الشريف
أيها الشمعة في زوايا `الصف`، تتألقين تنيرين طريق الشرف وأنت تحترقين
الله لا يطفئ نورًا تشع من صدقك يا صادق الفجر، أنت من يمثل الصباح والفجر
يا معلّم، يا رمز الوفاء، يا خير ممن صدّقوا، تسلمت يدا أهل الوفاء
لا تسعفك الكلمات فمنها الحقيقة المنثورة ولا تحرمك فمنك الخير المندفق
لم تذللي للغرور ولا لحليف، ولمستِ رأسك الجوزاء والأفق
تعبر اليد على الورق بطريقة موجهة، وتكون مصدر إلهام للأقلام والورق
تتدفق الأصابع البيضاء الفضية على اللوحة السوداء بينما تنظر إليها