العلماء يكتشفون كوكب “الجحيم” أو “جهنم”

قدم تلسكوب “سبيتزر” الفضائي التابع لوكالة الناسا معلومات تم تحويلها إلى خريطة حرارية، وهي الأولى من نوعها، لكوكب يزعم العلماء أن حجمه يزيد عن حجم الأرض بمقدار الضعف، ودرجات حرارته تصل إلى مستوى لا يمكن تصوره.

ما الغريب في هذه الكوكب ؟
و أوضحت الخريطة عن وجود اختلافات هائلة في درجات الحرارة بين جانبي الكوكب مما يؤكد على وجود حمم بركانية عالية الحرارة عليه. و صرح “برايس أوليفييه” عالم الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج أن آخر ما تم التوصل له من طرف العلماء أن هذا الكوكب يتميز بلياليه الحارة جدا و نهاره الساخن جدا. و يضيف أن هذا الأمر يدل على أن الكوكب لديه كفاءة عالية في نقل الحرارة إلى كل أجزائه و هو ما يمكن أن يدل على تدفق الحمم البركانية فوق سطحه.

ما مميزات الكوكب الجحيم ؟
أطلق على الكوكب الغامض اسم `كنكري 55`، وهو قريب نسبيا من الأرض حيث يبعد عنها حوالي 40 سنة ضوئية. يرتبط الكوكب بنجمه بفعل الجاذبية، تماما كما يحدث بين الأرض والقمر. ووفقا لتوضيح نشرته ناسا على موقعها، يبدو الكوكب قريبا جدا من نجمه، ويدور حوله كل 18 ساعة تقريبا. ونظرا لقربه من نجمه، فإن جهة واحدة من الكوكب تبقى دائما تحت درجات الحرارة العالية، في حين يبقى الجزء الآخر باردا ومظلما.

رصد بيتزر …
يقول العلماء أن الجانب القريب من النجم من الممكن أن تجري به انهار من الحمم البركانية إضافة إلى برك كبيرة من المواد المنصهرة الشديدة الحرارة، في حين أن الجانب الآخر يمكن أن تكون به تدفقات حمم بركانية متجمدة، مثل المتواجدة في جزر هاواي. و لجمع كل المعلومات في هذه الخريطة، تم رصد الكوكب من طرف تلسكوب سبيتزر لمدة نحو 80 ساعة، مما أعطى العلماء لمحة عن التغيرات الحرارية المعقدة على سطح الكوكب.
و عثر “سبيتزر” على أن درجة الحرارة على كل جانب في هذا الكوكب تزداد و تنخفض في مستوى عالي يصل إلى 1282 درجة مئوية ، في حين تصل درجة حرارة الجزء القريب من النجم 2426 درجة مئوية، في حين أن الجهة الأخرى باردة نسبيا حيث تبلغ درجة حرارته 1126 درجة مئوية، و قال بعض المراقبين حسب درجات الحرارة الهائلة التي لا يمكن تصورها أن الكوكب هو الجحيم بعينه.

كوكب آخر وصف بالجحيم
اكتشف الرواد الفضاء كوكبا غريبا يمطر سحبه أجساما تشبه الغازات المتحجرة، وحصى مسننة وتصيب بحيرات من الحمم المنصهرة. وقد وصف العلماء في جامعة واشنطن الأمريكية هذا الكوكب المسمى بـ `كوروت سفن بي` بأنه الجحيم. فهو كوكب صخري حجمه يعادل ضعف حجم الأرض، ولكن كثافته مماثلة لها. وبالإضافة إلى ذلك، يبعد الكوكب حوالي 1.6 مليون ميل عن شمسه، مما يعني أنه محبوس بسبب الجاذبية تماما كالقمر والأرض.

وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية أنها اكتشفت الكوكب في فبراير الماضي، ولكن جامعة واشنطن كانت أول من تحديد تركيبته الجوية. وأفاد الباحثون بأن النقطة الأبعد على الكوكب تكون باردة دائما، في حين تبلغ درجة الحرارة في أقرب نقطة من الشمس 2800 درجة مئوية. وعلى الجانب المقابل، لم يتمكن الباحثون من معرفة التركيبة الكيميائية للكوكب، ولكن الحرارة تشير إلى وجود سطح صخري مشتعل يخلق جوا معدنيا. وفي حال تحرك الجبهات الباردة، تتجمد الحصى الصغيرة وتتساقط كالمطر على الكوكب بنفس طريقة سقوط الأمطار في كوكب الأرض.