ملتقى متحف زايد الوطني ومسابقات التوصيف
قامت مدرسة قرطبة للتعليم الاساسي للبنات (ح2) للعام الثاني على التوالي ، برعاية مركز حمدان بن محمد لاحياء التراث بمسابقة مستوحاه من كتاب “المتوصف” وعلى اسم الكتاب تم تسمية المسابقة ايضاً “المتوصف” لعام 2015-2016 ، والتي تعد من المبادرات التي تهدف لتأسيس قيم التراث لدى الطلاب فكانت تحت شعار “من لا ماضي له ، لا حاضر له ولا مستقبل) ، اما عن كتاب “المتوصف” فهو للرئيس التنفيذي للمركز الراعي عبد الله حمدان بن دلموك ، وتم اتاحة المسابقة للطلبة والطالبات في جميع المراحل التعليمية في المدارس الحكومية في منطقة دبي التعليمية .
تهدف المسابقة وكذلك القائمون عليها الى ترسيخ الهوية الوطنية وزرع التراث في عقول الجيل الجديد لانه مستقبل الدولة ولذلك حرصوا على اقامة مثل هذه المسابقة التراثية والثقافية ايضاً ، ليتمكنوا من تحقيق اهدافهم التي يسعون اليها ، بالاضافة الى رغبتهم في اكتشاف المواهب الكامنة في الطلاب وتشجيعهم على اكتشافها وتنميتها تحت رعايتهم ، وكذلك تنمو لديهم روح التنافس والنزاهة في التعامل والتحدي ، ولن ننسى الهدف الاسمى وهو احياء التراث الاصيل بين الطلاب في مدارسهم ، وكانت الدورة الاولى لهذه المسابقة في العام الماضي في قرطبة للتعليم الاساسي للبنات الحلقة الثانية ، وحضر فيها عدد كبير من الطلاب الذين شاركوا في المسابقة من عدد كبير من مدارس امارة دبي .
فيما يتعلق بشروط وقواعد المسابقة، يقوم كل مدرسة بترشيح ثلاثة طلاب مميزين وتشجيعهم ورعايتهم بشكل جيد في مجال البحث والتعمق في التراث والأصول القديمة، وتعليمهم كيفية البحث والقراءة وجمع المعلومات المهمة المتعلقة بالتراث الإماراتي الأصيل. في المسابقة، يتواجه الطلاب مع لجنة تحكيم تتألف من موجهي اللغة العربية، ويتم طرح الأسئلة على الطلاب وتقييم أدائهم وفقا للمعايير والشروط المحددة في المسابقة .
وفي ملتقى متحف زايد للموسيقى أيضا بجانب فعاليات المسابقة، ألقى إبراهيم جمعة مستشار الفنون في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث في الجزء الثاني من الجلسة خطبة حوارية بعنوان «التراث الإماراتي: تناغم الماضي مع الحاضر» حيث شرح فيها المفاهيم الأساسية ومدى تنوع تقاليد وعادات الأداء الموسيقي في الإمارات كما قال أيضا إن مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث له دور مؤثر جدا في المنتديات الثقافية المختلفة والتي تهدف لإحياء التراث والاهتمام بكل ما يخص ماضي الإمارات الأصيل، كما أن له دور هام في نشر الوعي الخاص بكل الجوانب التراثية وكيفية نشأة الفنون في الدولة ومدى تنوع الثقافات والجغرافيا وقتها تحت قيادات رشيدة تعمل على إرساء مبادئ وقيم بناء الفرد وتزويده بالمعرفة اللازمة ومن ثم تشجيعه على الابتكار وأن يكون شخصا رائدا بين أفراد المجتمع بأكمله .
شرحت هذه الجلسة الحوارية العديد من الجوانب الهامة وحملت رسائل هادفة ومهمة. تناولت كيفية وصول الإيقاعات الغنائية المستوردة إلى البلاد منذ ما يقرب من 200 عام أو أكثر، وقد تم شرح فنون البحرية والطقوس التي كانوا يمارسونها يوميا على ظهر السفينة وفقا للهدف المرغوب فيه، سواء كان الصيد أو الغوص أو غيره. وتم أيضا تسليط الضوء على عدد من الأنماط الموسيقية الشعبية التي لا تزال مستخدمة حتى الآن، وكذلك عدد من الألوان الشعبية التي كادت أن تختفي وتنساها الشعب، بهدف توعية الناس وتعريفهم بها قبل أن تندثر. وتم التركيز أيضا على أهمية الموروثات الشعبية وأهمية تعزيز الهوية الوطنية والحفاظ على التراث الثقافي للدولة .