قاضي القضاة ببغداد ….القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري
القاضي هو شخص يتولى مهنة القضاء لكي يحكم بين الناس بالعدل وذلك وفقا لقوانين راسخة، وذلك للفصل بين المتنازعين، لكن تلك القوانين والثوابت التي يحكم من خلالها تختلف من بلد لآخر بحسب ما لديهم من أعراف وعادات وتقاليد، لكن العامل المشترك في مهنة القاضي في كل مكان هو أن يحكم بين الناس بالعدل وينصر المظلوم ويحاسب الظالم حتى يسود العدل في المجتمع ويعاقب الظالم حتى يعيش الناس في أمان، وهناك صفات يجب أن تتوافر في القاضي منها: أن يكون دارسا ومثقفا، أن يكون واسع الصدر، أن يكون معروفا بحسن السمعة، وأن يتسم بعدم التسرع في الغضب والأهم من ذلك أن يكون عزيز النفس، وهناك الكثير من القضاة الذين سجلهم التاريخ لما عرف عنهم من عدل وسماحة، لعل من أشهر تلك القضاة هو قاضي القضاة ببغداد… القاضي ضياء الدين بن الشهرزوري وهو ابن أخي القاضي المعروف كمال الدين محمد الشهرزوري وقد نشأ في مدينة دمشق وعرف عنه العدل والفقه وحسن التربية وأنه كان يتسم بالشيم والأخلاق الحميدة .
تعرف على : أفضل ما قاله الشعراء عن بغداد
النسب والمولد : القاضي ضياء الدين محمد الشهرزوري هو القاسم بن يحيى بن عبد الله بن القاسم، اشتهر وعرف بقاضي القضاة ببغداد، ضياء الدين أبو الفضائل ابن الشهرزوري، وعمه هو القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري، من مواليد مدينة دمشق، وكان يتسم بالسماحة والجود والعديد من الفضائل الأخرى .
توليه القضاء : كان القاضي كمال الدين محمد الشهرزوري (عم قاضي ضياء الدين) مشهورا بالعدل وحسن الأخلاق، وكان من أفضل القضاة وأكثرهم عدلا، وقبل وفاته قام بتوصية بتولي القضاء لابن أخيه ضياء الدين بن تاج الدين الشهرزوري، على الرغم من وجود خلاف بينهما، إلا أنه أوصى بتولي القضاء لابن أخيه. وعندما تولى القضاء، جلس في مجلس القضاء تماما كما كان يفعل عمه. وذكرت السجلات التاريخية أن القاضي العادل ضياء الدين محمد الشهرزوري سافر إلى الشام وتمكن من تولي القضاء هناك بعد وفاة عمه، ولكنه لم يستمر في منصبه عندما علم أن السلطان صلاح الدين يرغب في تكليف القضاء للإمام أبو سعد ابن عصرون وتعيينه قاضيا بدلا من القاضي ضياء الدين محمد الشهرزوري .
بعض أشعار القاضي ضياء الدين الشهرزوري :
” في كل يوم ترى آثار للفراق، ولكنه لا يمنع التمسك بالأمل
يقومون بالسطو علنًا ويفرقون الأصدقاء… هل كان هناك خلاف بيننا؟
يهزني الشوق إلى لقائهم والتذكر بعد فراقهم
لا يضرهم شيء إذا استمروا في حبهم، ولا يترتب عليهم أي عواقب إذا زاروا بعضهم البعض
يا نازلين حمى قلبي، وإن ذهبوا بعيدًا، ويا منصفين وإن صدوا أو أعادوا
ما في فؤادي سواكم، فارحمونا وصلوا… وما لكم فيه إلا حبكم الجار
وفاة ضياء الدين الشهرزوري : بعد أن غادر ضياء الدين الشهرزوري بغداد وتولى قضاء حماة بسبب حبه الشديد لها، عاش فيها حتى توفي في منتصف شهر رجب عام تسع وتسعين وخمسمائة. تم نقل جثمانه إلى دمشق ليدفن فيها. بذلك توفي عن عمر يناهز خمسة وستين عاما. رحمه الله رحمة واسعة، وكذلك رحم كل من حكم بالعدل ونطق كلمة تفصل بين المتخاصمين، فنصر المظلوم وأوقف الظالم عن بطشه .