الام والطفلالحمل

الرجال أيضاً يعانون من أعراض الحمل ! “متلازمة البعال”

بالنسبة للآباء، لا يمكن أن ندعي أنهم يعانون من غثيان الصباح أو القيء أو الأرق، ولكن قد يواجه الآباء بعض الأعراض المشابهة لأعراض الحمل التي تعاني منها النساء عادة. وتعتبر تغيرات مستويات الهرمونات في الجسم هي أحد الأعراض الرئيسية التي يمكن أن يواجهها الرجال أيضا، وتشير الأبحاث إلى أن هرمونات الرجال تتأثر بتغيرات في هرموني التستوستيرون والاستراديول، ولكن لا تتأثر ببقية الهرمونات.

لماذا يصاب الرجال بسرطان الثدي، المرض الذي يتسم بالشيوع بين النساء

زيادة مستويات الهرمونات النسائية خلال فترة الحمل قد تكون موضوعة للدراسة بشكل جيد، ولكن هذا البحث هو الأول الذي يستكشف التفاصيل المتعلقة بالهرمونات الذكرية. أكد الباحث روبن أدلشتاين من جامعة ميشيغان أن الأبحاث قد كشفت العديد من التغيرات الهرمونية التي تحدث للرجال عندما يصبحون آباء، ولكن النتائج التي توصلنا إليها تشير إلى أن هذه التغيرات قد تبدأ قبل ذلك، أثناء مرحلة الانتقال إلى الأبوة، وحتى الآن لا نعرف بالضبط سبب تلك التغيرات في هرمونات الرجال. يمكن أن تكون هذه التغيرات ناتجة عن تأثيرات نفسية للرجال نتيجة التحضيرات المكثفة للأبوة، بالإضافة إلى التغيرات العاطفية والجسدية التي يمرون بها جنبا إلى جنب مع شريكاتهم خلال فترة الحمل.

بهذه الطريقة، التغيرات التي تحدث في مستوى الهرمونات لدى الرجال تكون لها تأثيرات ملحوظة؛ مثل انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون الذي يمكن أن يجعل الرجال أقل عدوانية وأكثر عاطفة، وقد يكون أيضا وسيلة طبيعية للحفاظ على قوة الروابط العاطفية بينهما، وأيضا انخفاض مستوى الاستراديول قد يساعد في تجهيزهم لمسؤوليات الحياة الجديدة. ويبدو أن الرجال يشعرون بالاسترخاء تجاه مشاعر وتجربة الأبوة.

يمكننا أن نقول إن تجربة ارتفاع وتغير مستوى هرمون الكورتيزول وهرمون البروجسترون، ويعتقد العبض أن تلك التغيرات تحدث للنساء فقط عند حدوث الحمل، ولكن بين 11 إلى 50 % من الرجال يعانون أيضا من أعراض الحمل وفقا لأحدث الدراسات، وتعرف تلك الأعراض باسم `متلازمة البعال`، وتشمل الأعراض الأكثر شيوعا فقدان الشهية وآلام الأسنان والغثيان والقلق، وتميل هذه الأعراض إلى الذروة خلال الشهر الثالث من الحمل في جميع أوقات السنة التي يعاني فيها العديد من النساء من أعراض غثيان الصبا.

تجرى مناقشات وأبحاث لا تزال قيد التداول حول هذه الدراسات، إلا أنها تشير إلى ظهور أعراض الحمل بشدة لدى الرجال الذين يشاركون زوجاتهم في تفاصيل الحمل والاستعداد للولادة ورعاية الطفل. بالإضافة إلى مشاعر المتلازمة الحملية للأزواج، يتعرض الرجال لتغيرات هرمونية مرة أخرى في نهاية الحمل برفقة زوجاتهم، وعند ولادة الطفل، يفرز المخ في أجسادهم هرمون البرولاكتين الذي يعرف بتعزيز الرضاعة الطبيعية لدى النساء. تشير الدراسات إلى أن الرجال الذين لديهم مستويات عالية من البرولاكتين يكونون أكثر استعدادا للتفاعل مع أطفالهم عند بلوغهم ستة أشهر من العمر، وترتفع مستويات البرولاكتين لدى الرجال عند سماعهم صرخات ولادة أطفالهم.

كذلك فانخفاض مستويات هرمون تستوستيرون قد يجعل الآباء أكثر انتباها لاحتياجات أسرهم ووجدت الدراسة أن الرجال ذوي المستويات المرتفعة من هرمون التستوستيرون كانوا أقل عرضة لإعطاء اهتمام أطفالهم ، مقارنة بذوي المستويات المنخفضة من هذا الهرمون الذين أظهروا مزيداً من التعاطف وسرعة الاستجابة عند سماع صراخ أطفالهم .

كذلك قد يعطي المخ الإشارة لإفراز المزيد من كميات الأوكسيتوين فيما يعرف باسم ” العناق الكيميائي” وهو أمر معني بالسلوك الأبوي تجاه الطفل حديث الولادة ؛ فالآباء ذوي المستويات العلى من هرمون الأوكسيتوسين يكونون أكثر عاطفة وتعلقاً بأطفالهم ويميلون إلى مداعبتهم وقضاء الوقت معهم وذلك مقارنة بالآباء ممن يتمتعون بمستويات منخفضة من هرمون الأوكسيتوسين .

يمكن للاكتئاب ما بعد الولادة أن يؤثر على الآباء حيث يعاني حوالي 4 إلى 25 % من الرجال من هذا الاضطراب بعد شهرين من ولادة الطفل، ولكن يجب على الزوج أن يطلب المساعدة وأن لا يشعر بالحرج حيث أنه يمكن أن يؤثر ذلك على الطفل عاطفيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى