السياحةالعالم

كاتدرائية جاكرتا , واجهة سياحية مختلفة باندونيسيا

تعتبر مدينة جاكرتا واحدة من أبرز المدن في إندونيسيا، حيث تعد عاصمة البلاد. تقع في الجزء الغربي من جزيرة جاوة المشهورة والتي تعد أيضا من أهم الجزر في المنطقة. في القرن الثامن عشر، كانت تعرف باسم باتافيا وشهدت مأساة الصينيين الذين كانوا يعيشون فيها في عام 1740م، والتي أطلق عليها اسم مأساة باتافيا 1740م وتدرس حتى اليوم في تاريخ إندونيسيا. حاليا، بلغ عدد سكانها 18 مليون نسمة، وتحتوي على العديد من المعالم السياحية التي تعتبر علامات سياحية مميزة

كاتدرائية جاكرتا، وهي واحدة من أشهر الكنائس في جنوب آسيا. تأسست كاتدرائية جاكرتا في عام 1901 م لتصبح كنيسة الروم الكاثوليك، وتم بناؤها على الطراز المعماري القوطي الرائع والتصميم البديع. تقع الكنيسة في وسط مدينة جاكرتا بالقرب من قصر مرديكا. إنها تعتبر الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الجديدة في جاكرتا وتقع في الجزء الشمالي من ابا نغان بانتين، والتي كانت تعرف في عهد الاستعمار الهولندي باسم واتر لوبلين. والآن، قام الرئيس الإندونيسي سوكارنو بأمر بناء مسجد بالقرب من الكنيسة، معبرا بذلك عن وجود التعايش السلمي بين الأديان في إندونيسيا. ولم يؤثر ذلك على الكنيسة، بل على العكس من ذلك، فقد أظهر التعايش الديني بين الكنيسة والمسجد حيث يتشاركون في الاحتفالات والمناسبات، ويشتركون في بعض الساحات المخصصة لوقوف السيارات في المناسبات مثل عيد الفصح وعيد الأضحى وعيد الفطر. وفي مدخل ساحة وقوف السيارات، يتواجد تمثال عظيم للمسيح .

تاريخ الكاتدرائية… تم بناء الكنيسة الحديثة على أنقاض الكاتدرائية القديمة التي شيدت في عام 1829م والتي سقطت وتدمرت في عام 1890م بسبب اضطهاد البروتستانت الهولنديين للمذهب الكاثوليكي في الشرق الآسيوي. تم هدم الكاتدرائية القديمة بشكل كامل قبل بناء الكنيسة الجديدة. فيما بعد، أوقف نابليون بونابارت الحرب ضد المذهب الكاثوليكي ودعا إلى نشره في إندونيسيا القديمة. تم تخصيص الكنيسة الحديثة لتزويج العذارى، وتوجد بها تمثال كبير للسيدة العذراء، مما يجعل العذارى يتوافدن عليها للزواج .

تم بناء الكاتدرائية الكنيسة بشكل وتصميم يستخدم الطوب الأحمر الغليظ، الذي يعتبر حجر الكنائس التقليدي في التصميم القوطي المعماري. تم تغطية جميع جدرانها بالجص لتحقيق سمك الجدران الذي يمكنها تحمل السقف الخشبي الضخم. تحتوي الكنيسة على ثلاثة أبراج مصنوعة من الحديد تجعلها أخف من الحجر المستخدم في بناء الكاتدرائية، وارتفاع هذه الأبراج يصل إلى 600 متر. هناك أيضا برج رئيسي يبلغ طوله 45 مترا. يلاحظ أن الكاتدرائية مصممة على شكل صليب، حيث يوجد طريق رئيسي بطول 60 مترا يتقاطع مع ممر أمام المذابح بطول 10 مترات. تتميز الكاتدرائية بوجود ثلاث مذابح، أهمها المذبح الرئيسي الذي يعد مكانا بارزا في الكاتدرائية ويضم الصليب الذهبي المشهور الذي تم صنعه خصيصا في هولندا في القرن التاسع عشر ونقل إلى الكاتدرائية في عام 1956 .

تتميز هذه الكنيسة بالتصميم الداخلي الذي يتضمن الرسومات الصليبية والقصص المسيحية المميزة، وفي كل عيد يأتي المسيحيون لزيارتها والتأمل في عظمة المسيح ومعاناته ومعاناة والدته السيدة العذراء. كما تحتوي الكنيسة على بعض الرسومات الخاصة بالسيدة العذراء وهي تحمل جثمان المسيح المصلوب، وتتكون الكنيسة من طابقين، حيث تم تحويل الطابق الثاني إلى متحف يضم الكثير من الأعمال الفنية والتحف الدينية الخاصة بالطقوس المسيحية التي كانت تنتشر في جزر الهند الشرقية. تعتبر هذه الكنيسة واحدة من أهم الكنائس والمزارات السياحية التي يأتي إليها الكثير من الزوار من مختلف الديانات والبلدان .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى