الاماراتالخليج العربي

حضارة أم النار بالإمارات

كما كانت الحضارة الفرعونية في مصر وكما كانت الحضارة الإغريقية في اليونان وكما كانت الحضارة الرومانية في إيطاليا وكما كانت الحضارة الفارسية في بلاد فارس فإن في الإمارات حضارة قديمة لا يمكن تجاهلها، نعم إنها الحضارة القديمة حضارة أم النار والتي تواجدت في العصر البرونزي للإمارات العربية المتحدة، فقد سبقتها حضارات واتبعها حضارات أخرى ولكن الحقيقة تقول أن حضارة أم النار والتي مازالت آثارها متواجدة حتى الآن في الإمارات هي الأكثر شهرة وهي الأكثر انتشارا سياحيا في الإمارات العربية المتحدة، فقد سبقتها حضارة مجهولة واتبعتها حضارة وادي سوق ولكن كما ذكرنا أن حضارة أم النار هي الأشهر والأبرز فقد تواجدت في الفترة من 2600 إلى 2000 قبل الميلاد، أي أنها موجودة منذ أربعة آلاف سنة وزيادة ومازالت آثارها موجودة حتى الآن كما سنرى ونتحدث في الفقرات القادمة.

اكتشاف أم النار

تم اكتشاف هذه الحضارة في الإمارات وشمال سلطنة عمان، وتوجد أيضا آثارها في جزيرة أم النار المجاورة لجزيرة أبو ظبي، وتوجد أيضا بقايا آثارها في العديد من المناطق الجنوبية في الإمارات. تم تواجد حضارة أم النار خلال الفترة من 2600 إلى 2000 قبل الميلاد، وتم اكتشافها في العصر الحديث في عام 1959 من قبل بعثة الآثار الدنماركية، وقد كشفت الكثير عن السكان الأوائل للإمارات خلال تلك الفترة. كانت أهم ما يميز هؤلاء السكان القدماء هو اعتمادهم على الصيد وصهر الحديد، وتم العثور على آثار لهذه الأنشطة في حضارة أم النار المكتشفة حديثا.

فقد اجتهدت البعثة الدنماركية كثيرا حقيقة إلى أن تمكنت من اكتشاف أثار كثيرة تخص هذه الحضارة القديمة ومن ضمن ما اكتشفت فقد وجدت 50 مقبرة لهذه الحضارة القديمة فوق سطح الأرض تتميز بأنها دائرة الشكل لا يزيد علوها عن 10 أمتار فقط مقسمة من الداخل إلى عدة غرف وهذه الغرف حقيقة ليست واسعة، بل تشبه الغرف الصغيرة ذات مدخل صغير منحرف تم وضع جثه في كل غرفة أن ذاك ولم يتم تحديد العدد أو المضمون لكل جثة لقدم الأثر وتوالي الأزمنة عليها ، تميزت هذه المقابر آو المدافن بان لكل منها قبة مميزة مبنية من الحجارة وعليها نقوش وزخارف ورسومات للثعابين والثيران والجمال والمها، وهذا ما جعلها بالفعل ذات طابع رائع ومازالت هذه النقوش بارزة إلى الآن نوضحه مدى الاهتمام بالفنون في هذه الحضارة رغم أنها ماثلة من قبل أكثر من 4000 سنة.

الآثار التي تم اكتشافها من وراء هذه الحضارة

تم العثور على العديد من المواقع الأثرية القيمة، ورغم بساطتها فإنها تمثل حقيقة حضارية يجب الاهتمام بها والحفاظ عليها لتبقى خالدة على مر العصور. تم العثور على أدوات شخصية للزينة والمجوهرات والإكسسوارات اليدوية والدبابيس الذهبية، بالإضافة إلى الأسلحة البدائية وأدوات الطعن. وتم العثور أيضا على أدوات صيد بدائية مثل الصنارات وشباك الصيد البدائية. كما تبين أن الأطوم وعجل البحر كانا جزءا أساسيا من نظام غذاء هذه الحضارة القديمة وإمدادها بالغذاء.

 تعرضت هذه الجزيرة للعديد من التغيرات المناخية الكبرى عبر الزمن، وخاصة لحالات الجفاف الكثيرة، مما أدى إلى نزوح الكثير من سكان الجزيرة الأصليين في ذلك الوقت والهروب من هذا الجفاف.

رجاء وتمني

على الرغم من أن الإمارات تولي دائما اهتماما كبيرا لكل ممتلكاتها وأن الإماراتيين يتميزون بالفكر البناء والرغبة المستمرة في تطوير السياحة والبنية التحتية، إلا أننا نطالب المسؤولين عن التراث في الإمارات بزيادة الاهتمام بهذا الموقع الأثري الذي يمثل ماض قيم للإمارات والإماراتيين، بالإضافة إلى العديد من آثار دول الخليج العربي، حتى تظل آثار الخليج محفورة في التاريخ. ولا يوجد أي عائق يمنع تحويل هذه المنطقة إلى وجهة سياحية منظمة بشكل أفضل، حتى وإن تم التخطيط والاستثمار في هذا الأمر، ولم نرى من الإماراتيين سوى الوعي التخطيطي والاستثمار في كل ما يلزم بلدهم وتطويره نحو الأفضل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى