اللغة العربيةتعليم

ما معنى تنقيح في اللغة العربية

ما معنى تنقيح في اللغة العربية

يمكن تعريف مصطلح التنقيح بمعانٍ مختلفة في اللغة العربية، حسب السياق الذي يستخدم فيه، ومن بين تلك المعاني:

  • التنقيح لغة: التهذيب ونقح الجذع أي شذبه.
  •  التنقيح اصطلاحًا: يعني اختصار اللفظ تبسيط المعنى وتحسين التعبير، ويمكن استخدامه لتصحيح الأخطاء والتهذيب.
  • التنقيح عند الفقهاء:
    أن يبين إلغاء الفارق، وقيل النظر في تعيين ما دل النصوص على كونها علة من غير تعيين بحذف الأوصاف التي لا مدخل لها في الاعتبار.
  • تنقيح المناط عند الأصوليين: التنقيح هو إزالة الأوصاف التي لا تؤخذ في الاعتبار في تقييم العلة، وهو التفكير والتأمل في مناطق الحكم الخاصة بالعلة، سواء كان في تحقيقها أو تطويرها أو استخراجها. يعني التنقيح عند الأصوليين إثبات عدم وجود علة في الفارق لإثبات علة المشترك. ويشير الفارق إلى الوصف الذي يوجد في الأصل دون الفرع، في حين يشير المشترك إلى الوصف الذي يوجد في الأصل والفرع. ويتم التنقيح من خلال المقارنة بالأصل، وهو ينتهي بالتقسيم إلى علة إما في الفارق أو المشترك، حيث لا يصلح الفارق للعلة ويثبت الحكم بالمشترك. ويعد التنقيح واحدا من مسالك الاعتبار، ولم يعتمد عليه الحنفية كما لم يعتمدوا على الاستدلال بالسبر والتقسيم. ويطلق على عملية التنقيح أو التحسين في مناطق الحكم الخاصة بالعلة بالقياس في معنى الأصل

التنقيح هو عملية التصحيح أو المراجعة، ويشمل عددًا من الأمور، ويختلف دوره من حالة إلى أخرى، فمثلاً يشمل التنقيح تعديل الدستور، وتنقيح النصوص، وتنقيح البيانات.

ماذا يقصد بالتنقيح

التنقيح هو مصطلح مهم يتعرض له الكاتب أو الباحث في مجاله، سواء أثناء كتابة كتابةٍ ما أو أثناء إعداد دراسة بحثية، ومن الممكن أن يحمل مصطلح تنقيح العديد من المعاني، كتصحيح النص أو مراجعة النص، أو تعديل النص، أو تنقية النص، ويعتمد معنى كلمة تنقيح على العمل المراد إنجازه، فطريقة التنقيح تختلف من عمل لآخر.

ويقصد بالتنقيح بشكلٍ عام: عملية تنقيح تتم على المضمون الكامل للنص أو الكتاب أو الدراسة البحثية بعد الانتهاء من كتابته وتنسيقه بالشكل المطلوب. الهدف من التنقيح هو التحقق من خلو هذا العمل من الأخطاء وتعديلها إذا وجدت. مصطلح التنقيح يشير إلى عملية مراجعة شاملة وتصحيح لجميع الأخطاء الموجودة في المضمون النصي أو الكتابي أو الدراسة البحثية.

معنى تنقيح النص

إذا كنت ترغب في إنتاج نص جيد، فيجب عليك مراجعة هذا النص، فالنص لا ينتهي بمجرد كتابته، لأن عملية المراجعة تكشف عن أمور هامة جدا قد يغفل عنها الكاتب أثناء تشغيله في العمل، وبالطبع ليس شرطا أن يكون الكاتب هو من يقوم بالمراجعة، فمن الممكن أن يستعان بشخص آخر لتنفيذ هذا الأمر، ولكن علينا أن نعمل بجد لضمان إنتاج نص مثالي بكل المقاييس، ويجب على الكاتب أن يقوم بمراجعة كتاباته بنفسه، وبالطبع يجب أن يتم مراجعة النص عدة مرات دون ملل أو كلل.

وفي كتابها (عمل التنقيح)، تقول الكاتبة هناه سوليفان (Hannah Sullivan): التنقيح هو ابتكار القرن العشرين، وهذه الممارسة ليست أساسية حقا للكتابة الإبداعية الجيدة إلا تحت أيدي كتاب لامعين حديثين مثل إزرا باوند وإليوت وفرجينيا وولف. كان هؤلاء المؤلفون الأوائل الذين نقحوا نصوصهم علنا وبشكل متحمس في مراحل مختلفة من حياتهم الأدبية. فما الذي دفع هؤلاء الكتاب إلى الاعتقاد بأن التنقيح هو المفتاح للحصول على أدب جيد؟ يعزى ذلك جزئيا إلى فلسفة الحداثة – فكرة أن الرواية أو القصيدة يجب أن تتحدى القارئ، وتتصارع مع المورو.

كما ترى الكاتبة سوليفان أن التنقيح هي عملية نشأت حديثًا، لكن هذا ليس صحيحًا تمامًا لأنه منذ أقدم العصور والكتاب والمؤلفين يعملوا على كتاباتهم وينقحوها، وبالتالي ترى سوليفان أنه من خلال النظر إلى تاريخ التنقيح فإن هذه العملية المسماة بالتنقيح فإنها سوف تنجز الكثير من العمل مستقبلًا، لكن لا يمكن للكاتب أن يعتمد في نجاح كتابته على التنقيح فقط.

معنى تنقيح الكتب

يمكن أن يختلف التنقيح في الأشكال والمعاني حسب الكتاب أو النص المتاح، حيث يمكن تنقيحه عن طريق الجمع، أو التنقيح عن طريق الحذف، أو التنقيح عن طريق التحرير.

معنى تنقيح الكتب، التنقيح أو أحد أشكال عملية تحرير النصوص، فالتنقيح يتم عن طريق القيام بتجميع العديد من النصوص المختلفة ثم يتم تعديلها أو إعادة صياغتها بشكل بسيط حتى تصبح نص واحد، وتستخدم هذه الطريقة لتنقيح العديد من النصوص التي تشترك في نفس الموضوع، كي تم صنع نص واحد متماسك.

من الممكن أن يقوم المنقح بإضافة بعض العناصر والنصوص في نفس النص المراد تنقيحه بأسلوبه الخاص، شريطة أن تكون هذه الإضافات متعلقة بموضوع النص، ومن الممكن أن تكون هذه العناصر المضافة عناصر تعديل للاستنتاجات الأساسية للنص، أو عناصر ربط بين عناصر الموضوع لصنع نص متماسك، أو إضافة عنصر يحتوي على قصة إطارية تضيف قيمة للكتاب أو النص 

تنقيح النص يعني أيضا إزالة بعض محتوياته. على سبيل المثال، يتم إزالة الفقرات غير الضرورية أو غير المهمة من النص إذا كانت موجودة، وبالطبع إذا كان ذلك مفيدا لتحسين النص. يتم استبدال المحتوى المحذوف بمستطيلات سوداء للدلالة على الحذف. يمكن استخدام هذه الطريقة لتنقيح الوثائق السرية عن طريق حذف المعلومات السرية واستبدالها بمستطيلات سوداء، بحيث لا يمكن لأي شخص الاطلاع عليها.

ومن أشكال التقيح أيضا أن نقوم بإعادة صياغة النصوص المتشابكة القديمة، وهذا يحدث كثيرا في مجال التاريخ، حيث يأتي العديد من الوثائق التاريخية الأصلية التي تحتوي على روايات مختلفة لنفس القصة، وفي هذه الحالة يقوم المنقح بجمع هذه الروايات المختلفة والتحقق من صحتها ودمجها في قصة واحدة تحتوي على التفاصيل المتفق عليها في جميع النصوص الأصلية، متجاهلا التفاصيل المتناقضة وعدم اعتبارها موثوقة، بل يمكن وصفها بأنها تفاصيل شهدت اختلافا فيها الروايات، ونتيجة لذلك ينتج قصة متكاملة ومنقحة.

يمكن استخدام الطريقة السابقة المذكورة في العديد من الكتابات، سواء الأدبية القديمة أو الدراسات التوراتية أو الكتابة الفرضية الوثائقية في علم اللاهوت، وذلك في المجال الأكاديمي. فالتوراة التي وصلتنا لا تحتوي على نص واحد، بل تختلف النصوص فيها من مكان لآخر، حيث جمعت العديد من النصوص الأصلية مع روايات مختلفة من وجهات نظر خصوم سياسيين وأعداء معا، وهذا بالطبع لأنها تعرضت لبعض التحريفات. ولهذا يظهر أهمية القيام بعملية التنقيح للوصول إلى نتيجة واحدة تكون أقرب إلى الحقيقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى