الخط الأسود أثناء الحمل
الحمل يسبب العديد من التغييرات في جسمك، وبعضها متوقع مثل زيادة الوزن مع نمو الجنين، وبعضها الآخر غير متوقع مثل نمو الشعر في مناطق غير معتادة. واحدة من التغييرات التي قد لا تتوقعينها هي ظهور خط غامق يمتد حتى منتصف بطنك، ويعرف باسم خط الحمل، أو المادة الرمادية في الخط الرأسي كما يعرف رسميا. ستلاحظين أن هذا الخط كان موجودا دائما ولكنه يصبح أكثر وضوحا في منتصف فترة الحمل. في هذا المقال، سنقدم لك العديد من الإجابات عن الأسئلة التي قد تدور في ذهنك بشأن هذا الأمر، مثل ما هو سبب ظهور هذا الخط الملحوظ وما الإجراءات التي يمكنك اتخاذها بشأنه. استمري في القراءة لمعرفة المزيد.
ما هو الخط الأسود ؟
هناك خط يمتد أفقيا في منتصف أسفل بطنك. هذا هو المكان الذي يلتقي فيه النسيج الضام من عضلات البطن ويسمى خط الألبا وهو يعبر باللاتينية عن “الخط الأبيض”. فعند الحمل في طفلك ومع تقدم فترة الحمل وتقدم الشهور ينمو الطفل وتنمو البطن وتتزايد في الحجم من أجل استيعاب حجم الطفل المتنامي ويتمدد كذلك هذا الخط الأبيض، ويبدأ هذا الخط في الإلقاء بظلاله ويتحول إلى الشكل المعروف بالخط الأسود وهو يعبر باللاتينية عن “الخط الأسود”. وعادة ما يمتد الخط الأسود من عظم العانة حتى بطنك، والاستمرار في بعض الأحيان نحو أضلاعك. وخلال فترة الحمل وذلك بفضل زيادة إنتاج هرمون الاستروجين ، يبدأ الجسم على إنتاج الميلانين الزائد ، والميلانين هو الصبغة التي تتسبب في تظليل الجلد باللون الأكثر قتامة وخلال فترة الحمل يتسبب الميلانين في إعطاء الصبغة للمنطقة المحيطة بحلمات الثديين (اريولاس)، وكذلك تغميق لون الشفرين والبظر.
متى يظهر الخط الأسود ؟
السبب الذي يجعل الخط الأبيض يظهر ظلاله الداكنة على جسمك لا يزال غير معروف بشكل دقيق حتى الآن، ولكن معظم النساء سوف يلاحظن ذلك خلال الثلث الثاني من فترة الحمل، على الرغم من أنه يمكن أن يحدث في وقت سابق. ولا يبدأ الخط فعليا باللون الأسود، بل يبدأ أولا باللون البني وعادة ما يمتد بنحو نصف إلى 1 سنتيمتر في العرض وعادة ما يزداد سواد هذا الخط مع تقدم الحمل.
ماذا يمكنني أن أفعل حيال ذلك؟
لا يمكنك منع الخط الأسود من الحدوث، كما أنه يمثل جزءًا طبيعياً من الحمل، وبعد ولادة طفلك عادة ما يتلاشى هذا الخط الأسود ويختفي، على الرغم من ذلك إلا أنه في بعض الحالات النادرة فإنه سيبقى. كذلك فالتعرض لأشعة الشمس يمكن أن تجعل لون الجلد أكثر قتامة، حتى إذا كنت تستخدمين كريمات واقية من الشمس، لذلك فمن الأفضل الحفاظ على نتوء طفلك (بطنك) تحت غطاء أثناء الحمل. وحتى بعد الولادة، يمكن أن يسبب التعرض لأشعة الشمس أن يتظلل جلدك باللون الأسود من جديد. وقد أظهرت الأبحاث أن حمض الفوليك يمكن أن يساعد في السيطرة على تصبغات الجلد مثل عدم تحول لون الخط الأبيض إلى لون أكثر قتامة ثم إلى الأسود،كما عليك أن تحصلين على حمض الفوليك الكافي قبل حدوث الحمل، لمنع العيوب العصبية مثل شلل الحبل الشوكي. ويمكنك الحصول على حمض الفوليك من بعض المصادر الجيدة الطبيعية بعيداً عن المكملات الغذائية مثل الخضر الورقية والعدس والفاصوليا وعصير البرتقال الطازج، والفطر(المشروم)، ومن المهم جدا معرفة الفرق بين حمض الفوليك وحامض الفوليك هنا.
هل يمكن للون الخط العانة أن يكشف عن جنس الجنين؟
هناك حكاية متداولة من الزوجات القديمة التي تقول أن إذا كان لديك خط يمتد من عظم العانة وينتهي في زر بطنك (السرة) فأنت سوف يكون لديك فتاة. ولكن إذا استمر هذا الخط في الامتداد حتى الجزء السفلي من القفص الصدري فأنت سوف تحصلين على صبي. وتقول أسطورة أخرى حول الحمل أن السيدات اللاتي تعانين من اسمار الخط الممتد من العانى وحتى السرة (زر البطن) يحصلن دائماً على أطفال ذكور. وعلى الرغم أن هذه الأساطير غير ضارة، فإنه من المهم أن نتذكر عدم وضع قيمة كبيرة جدا عليها؛ وذلك لأن كل امرأة لديها فرصة 50٪ من إنجاب طفل ذكر، وفرصة 50٪ لإنجاب فتاة وتلك قاعدة ثابتة في كل حمل.
حتى في الأسر التي تبدو فيها وجود اتجاه قوي نحو وجود أحد الجنسين، فإن احتمالات وجود صبي أو فتاة هي نفسها تمامًا. وهذا يعني أن 50٪ من حكايات العجائز حول هذا الأمر قد تكون صحيحة تقريبًا.
ماذا لو لم يكن لديك الخط الأسود؟
لن تجد كل النساء بالفعل خطا أسودا في الجزء السفلي من البطن، خاصة إذا كان لديهن لون بشرة عادل جدا وتعاني الأم من بشرة شاحبة. وعدم وجود مادة رمادية في الخط الرئيسي الممتد من العانة إلى البطن لا يعني أي خطأ، إنه يعني ببساطة أن جسمك يستجيب بشكل مختلف لمستويات أعلى من هرمون الاستروجين والميلانين. قد يبدو هذا الخط أكثر وضوحا لدى النساء ذوات لون بشرة داكن بشكل طبيعي أكثر من النساء ذوات بشرة فاتحة. من المهم أن تعلمي أن وجود الخط الأسود ليس ضارا لك أو لطفلك. إذا كان لديك الخط أو لم يكن لديك، فإن وجود الخط الأسود لا ينبئ بضرورة بحمل صحي طبيعي. إذا كان لديك أي مخاوف بشأن أعراض الحمل أو نمو طفلك، يمكنك التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك.