تعرف مدينة اسطنبول بالعراقة الحضارية والتاريخ الواسع الذي يرجع تاريخه لعهود طويلة ضاربة في اعماق التاريخ منذ الفتح العثماني لاسطنبول القسطنطينية سابقًا واهتم العثمانيون بالعلم والمعرفة منذ بداية دولتهم حيث اتسعت حركة المعرفة كثيرًا بإنشاء الكليات العثمانية لتأهيل الدراسيين من العلماء والخطباء و الأئمة والأطباق و المهندسون اهتمت ايضًا بعمارة تلك الكليات لتكون علامة معمارية بارزة لأجيال القادمة من بعدهم سوف نلقي نظرة سريعة على أهم الكليات العثمانية في مدينة الحضارة اسطنبول ..
اشهر الكليات العثمانية في مدينة اسطنبول:
1- كلية السليمانية : تم بناء تلك الكلية في عهد السلطان سليمان القانوني بتنفيذ وإشراف المعماري المميز معمار سنان في القرن السادس عشر 1550 وانتهي منها عام 1557 كان يعمل في بناء و تأسيس تلك الكلية نحو 3523 عامل و تم صرف 896,360 فيلوري و 82,900 أكجة (الفيلوري والاكجة عملتان نقديتان معدنيتان قديمتان) تم استخدام اعمدة و احجار من جزيرة بوزجه و ازميت ومن جميع الامصار العثمانية عزة ولبنان أيضا واستخدمت ادوات معمارية متطورة في البناء كانت الكلية تتضمن مدرسة للطب ومدارس أخرى هم الرابع والثالث والأول والثاني، البيمارهانة (مشفى الأمراض العقلية)، ودار للضيافة ومدرسة لأهل الحديث وعلومه ومطبعة من أجل طباعة الكتب وحمام تركي لطلاب العلم، يوجد ملحق بالكلية ضريح السلطان سليمان وضريح زوجته حرم وضريح المعماري سنان. ظلت الكلية تقدم خدماتها لطلاب العلم حتى إعلان الجمهورية التركية. هي اليوم مزار سياحي يتوافد إليه السياح من جميع أنحاء العالم ليرون عظمة وفخامة العمارة العثمانية. تتميز الكلية بالنقوش المعمارية البارزة والمنمنمات العثمانية والزخارف النباتية بجانب عظمة الهيكل ككل.
2- كلية الفاتح: من بين أقدم الكليات العثمانية هي أول كلية تأسست في مدينة اسطنبول بعد أن فتحها السلطان محمد الفاتح. تقع تلك الكلية أو المدرسة في شارع فوزي باشا بمنطقة الفاتح التراثية. تم بناؤها في الفترة بين عامي 1463 و1470. تختلف شكلها الحالي عن الطراز المعماري الأصلي لها بسبب التحديثات التي أجريت عليها مع مرور الوقت. تحتوي على جامع ودار شفاء ومستشفى وحمام تركي ومكتبة وعدد من الأضرحة وسوق صغير. تم بناء الكلية على أنقاض كنيسة بيزنطية تسمى الحورايون. تم تصميم الكلية وفقا للنمط المعماري التركي الفخم والعظيم بالإضافة إلى مراعاة الذوق الفني الإسلامي. في الوقت الحاضر، تعتبر الكلية مزارا سياحيا هاما في منطقة الفاتح التاريخية في مدينة اسطنبول .
3- كلية ياووز سليم : إحدى الكليات التي أنشئت في القرن السادس عشر الميلادي بواسطة السلطان سليمان القانوني لتخليد ذكرى والده السلطان سليم. تقع أيضا في منطقة الفاتح التراثية في الفترة بين 1516 و 1522. تتميز هذه الكلية بتواجدها على تلة مرتفعة عن الأرض، تطل على الخليج، وتحتوي على مدرسة لتخريج الأئمة، ودار الشفاء، ومدرسة للفتيان، وحمام، وعدد من الأضرحة. تعتبر اليوم واحدة من أهم المعالم السياحية في منطقة الفاتح التراثية، حيث يتوافد عدد كبير من الزوار لمشاهدة الخليج من قمة الكلية، وهو منظر فني بديع.
4- كلية بايزيد: تم إنشاء كلية فريدة من نوعها تتميز بالذوق الفني الرفيع جدا في بداية القرن السادس عشر بالتحديد في عام 1505. تتألف الكلية من مسجد كأساس، ومطبعة، ومدرسة للفتيان. يختلف التصميم المعماري للكلية عن المعتاد في تلك الحقبة، حيث تم بناؤها على يد المهندس العمارة خير الدين. ومع ذلك، أثبتت الأبحاث التاريخية أنها بنيت بواسطة المهندس يعقوب شاه بن سلطان شاه. تم بناء المسجد في البداية بطريقة معمارية رائعة تتميز بالإبداع الفني الرفيع. اليوم، تعتبر هذه الكلية مثل متحف مفتوح، حيث توجد نافورة كبيرة في الفناء المبلط بالرخام في وسط المسجد. يعود تاريخ كتابة باب المسجد والكلية إلى عام 1500-1505 على يد الشيخ حمد الله. لا يمكن تفويت زيارة هذه التحفة المعمارية النادرة ..
5- كلية يني جامع: تقع في منطقة أمين أونو في الجناح الأوروبي، أمام سوق التوابل المسقوف أو السوق المصري، تسمى كلية الوالدة. تم إنشاؤها في وقت طويل باسم والدة السلطان مراد الثالث، صافية سلطان، في عام 1589. توقف البناء لفترة من الزمن، ثم تم بناؤها في عهد السلطان محمد الرابع بواسطة السلطانة توهان الوالدة، وافتتحت في عام 1663. عمل تلاميذ المعماري سنان على إنشائها، وتم تجديدها على مدار نصف قرن، وشهدت تنوعا معماريا يشمل الكلية وضريح السلطانة والسوق وقصر السلطان
6- كلية آيا صوفيا: بعد أن تم الفتح العثماني لكنيسة آيا صوفيا، اشتراها السلطان محمد الفاتح، وبدأت فترة جديدة حيث تحولت من كنيسة إلى مسجد وكلية علمية. تمت إضافة مئذنة خشبية ونصف قبة، وتمت إعادة إضافة المئذنة في عهد السلطان بايزيد وسليم، وتمت إضافة المكتبة في عهد السلطان محمود. وتم بناء نافورة خلال العهد العثماني وتأسيس مدرسة للفتيان في عام 1742، وأصبحت آيا صوفيا بعد إضافة العناصر المعمارية والشكل الإسلامي عليها، بعدما كانت كنيسة لعدة قرون تحولت إلى مسجد ومدرسة علمية يتخرج منها طلاب العلم. وهي اليوم أحد أهم المعالم السياحية، جنبا إلى جنب مع متحف آيا صوفيا، في منطقة التراث العثماني بمدينة إسطنبول، وتم تسجيلها من قبل منظمة اليونسكو كمنطقة تراث إنساني وعالمي ..