السياحةالعالم

اماكن ركوب الحنطور وصناعته في تركيا

لا تزال بعض التقاليد والعادات العثمانية موجودة وحاضرة بقوة في الأراضي التركية، سواء على صعيد العادات والتقاليد أو في الملبس التقليدي في بعض المناطق، والمنسوجات التراثية وصناعة الخزف والنحاس، وحتى المأكولات العثمانية التي ما زالت حاضرة بقوة في جميع أنحاء تركيا. واحدة من التقاليد التراثية هي الحنطور، وهو عربة تستخدم لنقل الركاب، تجرها حصان، كانت تعد وسيلة المواصلات التقليدية القديمة وكانت منتشرة بشكل كبير في الدولة العثمانية. في البداية، كانت العربات مغطاة للنساء، وتطورت لتصبح عربة مفتوحة تجرها خيل أو حصانان لنقل الرجال أيضا من مكان إلى آخر. كان استخدام الحنطور محصورا في الطبقة الحاكمة والطبقات المقتربة منها، ومع مرور الوقت أصبحت وسيلة المواصلات الأولى ليست في تركيا فحسب، بل في جميع أنحاء الدول التابعة لها. استخدمت الحنطور في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وبداية القرن العشرين .

الحنطور هو عربة منخفضة تحتوي على عجلتين أو أربع عجلات، وقد تم نقلها من الدول العثمانية إلى أوروبا. تحتوي القاعدة المزدوجة على مقعد لشخصين ومقعد للشخص الذي يسيطر على الخيل أو الحيوانات التي تجر العربة. ركوب الخيل يعتبر مهارة عربية أصيلة، حيث كانت للخيل تقاليد وتراثها الخاص قديما، وكانت وسيلة النقل الرئيسية للعرب. مع تطور العهد العثماني، تم ابتكار الحنطور للاستخدام من قبل النساء، ولاحقا تطورت لتشمل الرجال أيضا. لا يزال الحنطور يحتفظ بمكانته التقليدية بجانب السيارات التي تمر في الشوارع السياحية في تركيا، ويعد وسيلة جذب رئيسية للسياح. يتوافد السياح من جميع أنحاء العالم إلى مدينة مانيسا التركية لتجربة الحنطور، حيث تعتبر المدينة المركز الوحيد في تركيا لصناعة الحنطور منذ أكثر من عشر سنوات. تم تطوير صناعة الحنطور بشكل مذهل، حيث يتم صناعته يدويا بطريقة مبدعة. تتوفر العديد من الفنادق الفاخرة التي تقدم خدمات عالية الجودة والرفاهية للزائرين. تتميز المطاعم فيها بأجواء تقليدية راقية، حيث يتم تقديم المأكولات التركية التقليدية والمقبلات والسلطات والحلويات التركية الفاخرة بشكل لذيذ..

تقع مدينة مانيسا في غرب تركيا. في العهد العثماني كانت مركزا للأمراء وأولياء العهد لتعليم إدارة شؤون البلاد السياسية واستعدادهم للخلافة. وذلك بسبب قربها من إسطنبول، كانت مانيسا الولاية الأقرب لها. تقع مانيسا في منطقة بحر إيجه التركية وتعتبر اليوم واحدة من المراكز الهامة والمزدهرة صناعيا وخدميا في تركيا. تحتوي على الميناء الدولي ومن بين المراكز الهامة فيها مركز متروبوليتان الإقليمي. تعد مانيسا جزءا تاريخيا هاما في تركيا، حيث توجد بها غابات خلابة تنتشر بين السفوح. يتوافد العديد من الزوار إليها بسبب المهرجانات التي تقام فيها بين شهري مارس وسبتمبر، وتضم أيضا عددا من الأضرحة التي تعود للقرن الرابع عشر الميلادي في فترة حكم الدولة العثمانية. والجسر الأحمر، الذي يعتبر اليوم قلعة صناعية كبيرة، يشتهر بصناعة الجلود والمجوهرات والتراث العثماني. يقصدها السياح للتنزه وركوب الحنطور وشراء التحف الثمينة.

على الرغم من انخفاض مبيعات الحنطور، إلا أنه لا يزال موجودا بفضل السياحة التي تزيد اهتمام السياح به يوما بعد يوم. كما يستخدم في المسلسلات التاريخية التركية، بالإضافة إلى استخدامه من قبل السياح للتنزه به أمام بحر إيجه وفي شوارع المدينة. يستخدم السياح هذه العربة في الأماكن التاريخية التي يمنع فيها دخول السيارات والمركبات التي تعمل بالمحركات. يتراوح سعر بيع العربة بين 15-25 ألف ليرة تركية، ويمكن استئجارها بسعر يتراوح بين 50 و100 ليرة تركية للساعة، وهي إحدى الفرص السياحية التي تجمع بين التاريخ العثماني والسياحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى