النحافة عند الأطفال
توجد بعض التجليات الصحية التي تصاحب الأطفال منذ الصغر، وقد تتطور هذه التجليات الصحية إلى مرض عضوي أو نفسي؛ نظرا لتأثيرها على الجانب النفسي للطفل في بعض الأحيان. لا شك أن البلدان النامية عرضة بشكل أكبر لهذه التجليات الصحية العضوية التي تؤثر على جسم الطفل. ومن المؤسف أن هذه التجليات الصحية قد تؤدي إلى أمراض أخرى في الجسم إذا لم يتم التعامل معها بالشكل المناسب. لذا، ينبغي على كل أم أن تهتم بهذه الجوانب التي قد تؤثر على صحة الطفل في المستقبل. ومن بين التجليات الصحية الخطيرة، توجد ظاهرة السمنة والنحافة التي يعاني منها العديد من الأطفال في بلداننا العربية، خاصة البلدان النامية. ويكمن السبب المباشر لذلك في نقص المعرفة حول كيفية تغذية الطفل منذ الولادة وحتى سن المراهقة. وسنتناول اليوم ظاهرة مرض النحافة عند الأطفال بشكل مفصل لنتعرف على الأسباب والحلول.
إن النحافة عند الأطفال تصيب العديد منهم، تماما كما تصيب البدانة. إنها ظاهرة يمكن أن تكون وراثية وتنتقل مباشرة من أحد أفراد الأسرة إلى الطفل، أو يمكن أن تكون نتيجة سوء التغذية. في الوقت الحالي، يعتبر سوء التغذية هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة التي يعاني منها الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، يبدأ ظهور النحافة على الطفل بعد مرحلة ما من النمو، تقريبا بدءا من سن السادسة، وتستمر حتى فترة المراهقة إذا لم يتم علاجها. وتكون هذه الظاهرة شائعة بشكل خاص بين الفتيات قبيل فترة المراهقة، حيث يسعون للحفاظ على النحافة المطلوبة. يختلف مرض النحافة من طفل إلى طفل وفقا لقوة الجسم والهرمونات الداخلية في الجسم. يجب ألا نتجاهل العامل الوراثي كما ذكرنا سابقا، فعلى سبيل المثال، تلعب الغدة الدرقية دورا هاما في تحديد شكل الجسم، سواء بالنقص أو الزيادة. بالإضافة إلى ذلك، يلعب جهد الطفل والبيئة المحيطة به وتأثيرها على الحالة النفسية للطفل دورا في ذلك، وكذلك حالته المزاجية تلعب دورا مهما في تحديد شكل جسمه .
للطعام دور في تحديد شكل الجسم، ولكن ليس الكمية. فهناك طفلان يأكلان نفس الكمية، ولكن أحدهما يعاني من النحافة بينما الآخر لا يعاني من ذلك. والسبب هو محتوى الطعام الذي يتناول كل طفل، فهناك وجبات ذات قيمة غذائية عالية وأخرى لا تحتوي على أي قيمة غذائية .
النحافة هي من الظواهر التي يمكن أن تتسبب في الإصابة بالعديد من الأمراض للطفل، مثل فقر الدم والإغماء وعدم القدرة على المجهود المقارنة بأقرانه .
أما عن علاج ظاهرة النحافة عند الأطفال : في البداية، يجب التحقق من سبب النحافة، فقد يكون ناتجا عن سوء التغذية وعدم تناول الوجبات بالكمية الكافية. يجب أن تحتوي الوجبات الغذائية على فيتامينات من الخضروات والفواكه، وبروتين من اللحوم والدواجن والأسماك. ينبغي تجنب تناول الحلويات والشوكولاتة التي تحتوي على مكونات محسنة للطعم، والوجبات السريعة التي قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الطفل وتزيد من نسبة الدهون والكوليسترول في الجسم، وقد تؤدي في بعض الأحيان إلى ضرر شريان القلب. من ناحية أخرى، يجب تناول الفواكه والخضروات بكميات كافية، وتناول الألبان والجبن للحفاظ على نسبة الكالسيوم وزيادتها .
كما يجب على كل أم حتى تجتاز مرحلة النحافة عند الطفل بأن تربط النقطة الأولى بالنقطة الثانية الأ وهي تنظيم وقت الوجبات للطفل فمن الأفضل تناول الثلاث وجبات الرئيسية مع الأسرة حتى يتم تعويده على أهميتها ، كما يجب على الأم ودون شعور الطفل بأن تعمل على زيادة الكمية المقدمة للطفل شئ فشئ بنسبة بسيطة لا يلاحظها حتي يصل الى الكمية المطلوب تناولها في هذا الوقت من عمر الطفل .
يجب أيضا متابعة الطفل بقدر الأمكان في فترة الدراسة وإعطائه الوجبة المدرسية المطلوبة التي تعمل على زيادة النشاط والتركيز والابتعاد عن الوجبات التي تحتوي على سكريات ودهون عالية، كما يجب ممارسة الرياضة اليومية لمدة ساعة تعمل على تنشيط الطفل، ولا ينبغي أن نتوقع أن الرياضة ستؤدي إلى نحافة الطفل بشكل أكبر، هذا اعتقاد خاطئ، فقد تزيد الرياضة شهية الطفل وحبه للطعام بنسبة أعلى، إذ تساعد الرياضة على الحفاظ على الجسم بشكل أفضل من الأطفال الذين لا يمارسون الرياضة، في النهاية، يجب التوضيح أن النحافة قد تسبب ضررا كما أوضحنا، لذا ينبغي على الأم أن تهتم بكل ما يتعلق بصحة الطفل لكي لا يصاب الأطفال بأي أمراض. حفظ الله أطفالنا جميعا من كل سوء .