ما هو القلس المترالي ؟
لا يوجد شخص لا يدرك أهمية وخطورة العضلة القلبية التي منحها الله للإنسان لتكون سببا في صحته وحياته. القلب هو تلك العضلة التي تعمل بلا كلل أو انقطاع، ولا يتوقف عملها إلا بموت الإنسان. ووفقا للدراسات المتعددة، تعتبر عضلة القلب أقوى عضلة في جسم الإنسان. تقع على هذه العضلة مسؤولية ضخ الدم وتوزيعه في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الأعضاء والأنسجة والخلايا. لذلك، تعد هذه العضلة الأقوى والأكثر نشاطا. وعندما يحدث أي خلل أو مرض في هذه العضلة، يشكل ذلك خطرا كبيرا على صحة الإنسان وحياته بأكملها .
والأمراض القلبية هي أمراض خطيرة ، فهي أمراض تصيب القلب فتضعفه وتصيبه العجز وعدم القدرة على قيام القلب بوظائفه الطبيعية في ضخ الدم وتوزيعه للجسم كله ، وأمراض القلب لا تسبب ضررآ للقلب فقط ، بل ينعكس تأثيرها الضار على القلب والجسم أيضآ وأجهزته المختلفة ، فقد أكدت الدراسات أن هناك العديد من الأمراض الخاصة بالجهاز التنفسي والدماغ والكبد والكليتين أيضآ ، ناتجة بالأساس عن الإصابة بأمراض القلب .
أصبحت أمراض القلب من بين أكثر الأمراض خطرا على حياة الكثيرين، حيث زاد معدل الإصابة بالأمراض القلبية بنسبة 60٪ وفقا لعدة دراسات. كما أن الأمراض القلبية تتسبب في وفاة أكثر من ثلاثة ملايين شخص سنويا في جميع أنحاء العالم. يحذر أطباء القلب من خطورة هذه الأمراض وتأثيرها السلبي على صحة الأشخاص، حيث تتسبب في مضاعفات خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة المفاجئة، ويتم اكتشاف بعض الأمراض القلبية بعد فترة طويلة من الإصابة بها، وفي هذه الحالة يكون الخطر قد وصل إلى مرحلة متقدمة وتسببت بمضاعفات خطيرة في أجهزة الجسم الأخرى .
تعتبر الصمامات القلبية أحد أجهزة القلب الهامة، حيث تسهم الصمامات في تنظيم تدفق الدم داخل القلب والتحكم فيه، وذلك لضمان عدم حدوث اضطرابات في اتجاه تدفق الدم تؤدي إلى حدوث أمراض خطيرة للقلب. ومن بين الصمامات القلبية، يعتبر الصمام الميترالي الأكثر أهمية وعرضة للإصابة بالأمراض. وأحد أكثر هذه الأمراض شيوعا هو مرض الانسداد الميترالي، حيث يتسبب ضعف الصمام الميترالي في عدم قدرته على الإغلاق بشكل كامل، مما يؤدي إلى تسرب الدم من البطين إلى الأذين. وهذا يعتبر خللا كبيرا في تدفق الدم وحركته داخل القلب .
أسباب الإصابة بالقلس المترالي : تتسبب عدة مشاكل أو أمراض في القلب في الإصابة بالقرحة المعدية، وأشهر هذه الأمراض هي الإصابة بالتهاب شغاف القلب، إضافة إلى الإصابة بمرض القلب الإقفاري، وأمراض روماتيزم القلب، والإصابة بتلف وضعف عضلة القلب، ويتسبب فشل القلب الاحتقاني أيضا في الإصابة بالمرض .
وغالبآ ما يتطور المرض عبر سنوات طويلة ، لا يظهر فجأة ، لكن المشكلة أنه قد لا يتم إكتشافه إلا في مراحله المتأخرة ، حيث أن القلس المترالي لا أعراض واضحة له ، فيمكن للمريض ألا يشعر به على الإطلاق إلا بعد أن تحدث مضاعفات صحية خطيرة للقلب نتيجة الإصابة بالمرض منذ فترة طويلة .
تشخيص و علاج القلس المترالي : يعد الفحص السريري لمرضى القلس المترالي البداية الأفضل لتشخيص المرض والتأكد من إصابة المريض به، حيث يمكن للطبيب التعرف على المرض من خلال هذا الفحص. ويمكن للطبيب اللجوء إلى فحوصات ذات نتائج أفضل، وأفضل هذه الفحوصات هي تخطيط القلب والرنين المغناطيسي وتخطيط صدى القلب الدوبلري .
في حالات القلس المترالي البسيطة، يصف الطبيب أدوية موسعة للأوعية الدموية للمريض، ولكن في الحالات المتقدمة، يتم اللجوء إلى جراحة القلب المفتوح لاستبدال الصمام المصاب أو إصلاح التلف الناتج عن القلس المترالي .