لماذا تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية
تقل نسبة البطالة في البلدان الصناعية
نعم، صحيح أن نسبة البطالة في البلدان الصناعية تقل، وذلك لعدة أسباب منها ما يأتي
يتميز سوق العمل بالمرونة في الدول الصناعية، حيث تعمل العمال لعدد ساعات أقل ويتلقون أجورًا أقل، ولهذا اتجهت الدول الصناعية إلى خفض أجور العمال بدلاً من تقليل عددهم.
لقد شهدت الدول المتقدمة تراجعًا في إنتاجية العمل، مما أدى إلى زيادة الطلب على العمال لزيادة هذه الإنتاجية، إذ كلما زادت إنتاجية الشركات، زادت فرصها في تحقيق نفس المستوى من الإنتاجية بعداستخدام أقل عدد من العمال.
تزايد عدد الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص في البلدان الصناعية، مثل المملكة المتحدة، حيث زاد عدد الأشخاص الذين يعملون لحسابهم الخاص بمقدار 367 ألف شخص في عام 2013 مقارنة بعام 2008، ويمثل 60٪ من هؤلاء الأشخاص بين عامي 2011 و 2012.
يعود سبب التشجيع على العمل الحر لدى الأفراد، إلى تدهور حال سوق العمل.
تشديد الحكومة على أن يطور العاطل عن العمل مهاراته حتى يتم قبوله في العمل، ويجب أن يكون جادًا جدًا في طلب الوظيفة.
تعريف البطالة
يشير مصطلح البطالة إلى حالة الفرد الذي يبحث عن عمل ولكنه غير قادر على الحصول عليه
وهذا يؤدي إلى تراجع الإنتاج الاقتصادي حيث يستخدم معدل البطالة كمؤشر رئيسي لصحة الاقتصاد. ولحساب معدل البطالة، نقوم بتقسيم عدد الأشخاص العاطلين عن العمل على عدد الأشخاص العاملين حاليا. وتقدم بعض الحكومات تأمينا ضد البطالة للأفراد العاطلين عن العمل لفترة طويلة، ولكن يجب أن تتوافر الشروط للحصول على هذا التأمين. ويتم استخدام معدل البطالة كمؤشر للوضع الاقتصادي بناء على أنه كلما كان الشخص قادرا على الحصول على وظيفة رابحة بسهولة، زادت إنتاجية الاقتصاد. وتجدر الإشارة إلى أن معدل البطالة لا يشمل المتقاعدين ولا ذوي الاحتياجات الخاصة ولا طلاب التعليم العالي. ويجب على العاطلين عن العمل تقليل الاستهلاك أثناء فترة البطالة، لأن الاقتصاد الذي يعاني من نسبة بطالة مرتفعة سيكون أقل إنتاجية وزيادة في نسبة الاستهلاك. وتسبب معدلات البطالة العالية العديد من المشاكل السياسية والاجتماعية. وتحدث البطالة في بعض البلدان بسبب ارتفاع معدل الإنتاج وأجور العاملين ومستوى المعيشة. وقام بعض علماء الاقتصاد بتقسيم البطالة إلى فئتين كما يأتي
البطالة الطوعية: وهي الحالة التي يترك فيها الشخص عمله لتحقيق رضاه النفسي والبحث عن عمل جديد.
البطالة غير الطوعية: هي الفترة التي يتم فيها فصل الفرد عن عمله أو تقليل عدد الموظفين من قبل الشركة، ويتوجب على الفرد البحث عن عمل آخر.
أنواع البطالة
- البطالة الاحتكاكية.
- البطالة العارضة.
- البطالة الموسمية.
- البطالة الهيكلية.
- البطالة التكنولوجية.
البطالة الاحتكاكية : وهي ظاهرة مؤقتة وتوجد بأشكال مختلفة، ومنها عندما يكون بعض العمال عاطلين مؤقتا عن العمل أثناء تغيير وظيفتهم، وتؤدي البطالة الاحتكاكية إلى تأجيل العمل. ومن أشكالها أيضا أنها قد تحدث نتيجة نقل العمالة إلى مكان آخر، وقد تكون بسبب البعد الجغرافي عن مكان الباحثين عن عمل، مما يؤدي إلى صعوبة الجمع بين العمال والوظائف الشاغرة. وللتغلب على البطالة الاحتكاكية، لا بد من توفير وسائل النقل والمواصلات ونشر فرص العمل وتبادل العمالة إذا كان هناك حاجة لذلك، مما يساعد على تقليل حجم البطالة الاحتكاكية.
البطالة العارضة : تعود أسباب البطالة العرضية إلى وجود عقود عمل قصيرة الأجل التي يمكن إنهاؤها في أي وقت، مما يجعل الموظف مطالبا بالبحث عن عمل جديد عند انتهاء عقده الحالي، ويحدث ذلك في بعض الصناعات مثل تشييد المباني والزراعة وتقديم الطعام حيث يتم توظيف العمال على أساس يومي، وكذلك في بعض الأعمال الأخرى مثل تحميل وتفريغ السفن حيث يتم توظيف عمال مؤقتين، ويتسبب العمل المؤقت في بطالة عرضية للعمال بمجرد انتهاء العمل، وتحدث البطالة العرضية أيضا في مجال السينما حيث يعمل الفنانون المبتدئون بشكل غير رسمي، ويعد إيجاد حل لمشكلة البطالة العرضية أمرا صعبا.
البطالة الموسمية : تنتشر البطالة الموسمية في بعض المهن التي يكون فيها الإنتاج موسميا، مثل بعض المطاعم والزراعة وبعض الصناعات مثل صناعة الأرز وصناعة السكر. تقدم هذه المهن فرصة عمل لفترة زمنية معينة، على سبيل المثال، يعمل مطحن الأرز لبضعة أسابيع في السنة فقط وتعمل مصانع السكر لستة شهور فقط. تتوفر فرص عمل في وقت الحرث في الزراعة، وقد يكون الأفراد الذين يعملون لحسابهم الخاص عاطلين عن العمل في فترة موسمية. توجد البطالة الموسمية في أي دولة سواء كانت متطورة أو نامية. لا تؤثر البطالة الموسمية على القوى العاملة فقط، ولكنها تؤدي إلى نقص في موارد رأس المال وإهدار الموارد الإنتاجية للبلد. يمكن جعل الزراعة بدوام كامل بواسطة الأسمدة والري والماكينات لحل البطالة الموسمية للمزارعين. تساعد الزراعة المختلطة والزراعة المكثفة والحصاد المزدوج على حل البطالة الموسمية. لا يحل هذا الأمر مشكلة البطالة الموسمية فقط، بل يزيد من الدخل القومي ويزيد من رفاهية المجتمع، ويساعد على الزيادة في الصناعات الصغيرة والمشاريع العامة، مثل مشاريع الري وشق الطرق وما إلى ذلك.
البطالة الهيكلية : تتسبب التغيرات الاقتصادية في حدوث البطالة الهيكلية، حيث تنشأ البطالة الهيكلية بسبب انخفاض الطلب على الإنتاج في صناعة محددة، مما يؤدي إلى تقليل الاستثمار وعدد العمال. يتعلق حدوث البطالة الهيكلية بالتقدم الاقتصادي والابتكار في الاقتصاد الصناعي، حيث يحدث تغير في نمط الطلب على منتج معين. للتغلب على البطالة الهيكلية، يجب التوسع في الصناعات المختلفة، وقد يحدث البطالة الهيكلية بسبب العوامل الجغرافية، حيث يتركز العمال في بعض المناطق على صناعة معينة دون غيرها، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات البطالة.
البطالة التكنولوجية : البطالة التكنولوجية هي نوع من البطالة الهيكلية، وتحدث نتيجة التقدم التكنولوجي، حيث يتم إدخال آلات جديدة لتحل محل العمل البشري وتحسين طرق الإنتاج وزيادة عدد الأجهزة التي توفر فرص عمل أكثر. وعلى المدى الطويل، مع التطور التكنولوجي، يزداد رأس المال، مما يؤدي إلى التنويع في الأنشطة وإنشاء صناعات جديدة تخلق فرص عمل إضافية وتوظف العمال العاطلين عن العمل. في البلدان المتقدمة، لا تعتبر البطالة التكنولوجية مشكلة كبيرة بسبب التقدم التدريجي في التكنولوجيا. أما في البلدان النامية، فإن البطالة التكنولوجية مشكلة خطيرة، حيث تم التخلص من الآلات البدائية واستخدام الآلات الحديثة، مما زاد من معاناة الحرفيين في هذه الفترة الانتقالية. للتغلب على البطالة التكنولوجية في البلدان النامية، يجب خلق فرص عمل جديدة في مجالات مختلفة، والتقدم الاقتصادي السريع هو الحل لمشكلة البطالة التكنولوجية، وليس فقط للعمالة ولكن أيضا للحفاظ على رأس المال.