إشاعات مستمرة لمنع النقاب بالإمارات
تم تداول الكثير من الشائعات في الإمارات على مدار السنوات حول منع ارتداء النقاب في المصالح الحكومية والوظائف العامة للسيدات. هذا الأمر يثير الجدل بشكل كبير في الإمارات، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي. هناك من يرحب بفكرة مطاردة النقاب وإلغائه من الدولة الإماراتية، وهؤلاء هم الذين يسعون لإثارة الفتنة في البلاد. لم يصدر أي مسؤول إماراتي بيانا يؤكد أن النقاب محظور في الدولة أو في الوظائف الحكومية. ومع ذلك، الواقع يشير إلى أن الدولة الإماراتية لم تتدخل بأي شكل فيما يتعلق بارتداء النقاب، ولكن من الواضح أن قائد شرطة دبي، السيد ضاحي خلفان، أكد في تغريداته أن هناك العديد من السيدات المحترمات يرتدين النقاب، ولا ينبغي أن يلوم الناس الذين يثيرون الفتنة والقلق في البلاد. علاوة على ذلك، أشار إلى أن المجرم يمكنه تنفيذ جريمته بزي عسكري دون الحاجة إلى ارتداء النقاب للاستتار. وأكد أيضا أنه يمكن التعرف على الموظفة المرتدية للنقاب من خلال نظام البصمة، وليس النقاب هو العائق الذي يمنع التعرف عليها كموظفة حكومية. بينما أكد أن شيوخنا حكماء وكثير من نسائنا يرتدين النقاب. هذا يوضح أن رد فعل الحكومة الإماراتية بشأن النقاب واضح وسليم. ليس من الضروري أن يخرج أي شخص يرغب في إشعال فتنة في الإمارات أو زيادة التوتر. قد يكون هناك مشاكل أكبر بالفعل في الإمارات، ولكن لا أعتقد أن النقاب يسبب كل هذا الضجيج كما يبدو. ومع ذلك، من الواضح أن الدعوة إلى الفجور أكثر تأثيرا من الدعوة إلى الالتزام في جميع الأوطان، وليس فقط في الإمارات. لنتابع هذه القضية عن كثب ونتساءل إن كانت قضية حرية شخصية أم قضية أمنية. إنها قضية معقدة يصعب حلها، خاصة في ظل حرية الرأي التي نتمتع بها الآن. لذا لنتوجه جميعا نحو جوهر القضيةونعرضها للنقاش .
حرية شخصية : إذا كانت ردود فعل الحكومة الإماراتية تسمح بلبس النقاب ولا يوجد منع للنساء من ارتدائه في الوظائف الحكومية أو غيرها، فأين تكمن المشكلة؟! فإذا افترضنا أن التبرج والعري حرية شخصية ولا يجوز لأحد انتهاك حرية الآخرين في الملبس، فإن النقاب يعد كذلك حرية شخصية ولا يجوز لأحد الاعتراض عليه طالما أنه حرية شخصية. ومن المهم جدا أن نحظر العري والتبرج لأنه يؤذي الآخرين من خلال جذب الانتباه وتحريك الشهوات ويولد المزيد من الاحتقان بين الشباب. أما النقاب، فلا يسبب أي ضرر على الإطلاق، بل يمكن أن يساعد في التحشم والسترة للنساء ويساعد على تفادي فتنة النساء، ونحن نتحدث هنا عن قضية حرية شخصية، فإذا كان للأشخاص الحق في ارتداء الملابس الشفافة أو العارية، فلابد من أن يكون للنساء الحق في ارتداء النقاب، وإذا كان هذا حرية شخصية، فهو أيضا حرية شخصية أفضل من الحرية الشخصية التي تؤذي مشاعر الشباب والرجال .
دواعي أمنية يجب ان تحترم : قد يتعرض النقاب لمعارضة واعتراض من قبل بعض الأشخاص، لأنه من الممكن استخدامه من قبل الإرهابيين لتنفيذ أعمالهم الإجرامية أو استخدامه كوسيلة للاختباء من الشرطة وارتكاب جرائم ضد القانون والشريعة. لذلك، نحن نعيد تأكيد ما قاله القائد العام لشرطة دبي السيد ضاحي خلفان، وهو أن الجريمة يمكن أن ترتكب بواسطة شخص يرتدي زي عسكري، ولا يمكن للملابس وحدها أن تمنع الجريمة. ولكن، يجب أن نذكر أنه من الضروري مساعدة الحكومة والشرطة في مهمة الكشف عن الهوية والتحقق من النقاب عند الحاجة، حتى يتمكنوا من الحفاظ على أمن واستقرار دولة الإمارات في جميع الأوقات، والحفاظ على تحسنها وتقدمها كما هي عليه الآن .